اعتبر الشيخ «راشد الغنوشي» رئيس «حركة النهضة» في تونس أن«ما حدث في مصر مثل زلزالا كاد أن يعصف بالتجربة الثورية في تونس، مشيرا إلى أن وضع تونس مختلف «فنحن بلد صغير وموقعنا الاستراتيجي عادي، بينما مصر أكبر وموقعها أهم ما يجعل محاولة اقتلاعها من الهيمنة العالمية أكثر صعوبة».
وأكد «الغنوشي» أثناء زيارته لمقر موقع «العربي الجديد» بالدوحة أن الشباب العربي لن يعود عن فكرة التحرر، ربما تتأخر بعض البلدان، لكنها ستتحقق، مشيرا إلى أن «من ذاق طعم الحرية لن يقبل الاستبداد مجددا».
ولفت رئيس حركة النهضة إلى أنه «ليست النهضة وحدها التي قدمت تنازلات، وإنما تنازلات النداء كانت أكبر». لافتا إلى أن «كنا جميعا حريصين على بقاء الديمقراطية».
وقال «تعلمنا الكثير من درس مصر، تنازلنا عن الحكومة رغم كوننا منتخبين، ولم نرشح أحدا للرئاسة، وتجاوزنا عن وضع الشريعة في الدستور» لافتا إلى تفهمهم جيدا أن أي حكومة بعد ثورة لا تحظى بالقبول. وكان خيارنا أن نترك الحكم لنحتفظ بمكاسبنا الديمقراطية».
وأضاف «الغنوشي» في حوار له على «قناة نسمة» إن «البديل عن داعش والإرهاب هو حكومة التوافق»، مضيفاً أن «التوافق وراء مشاركة النهضة في حكومة الصيد».
وأوضح «الغنوشي» أن «التونسيين قريبون من بعضهم وقت الضرورة الوطنية، وانتصار سياسة التوافق في تونس منطلق لعصر جديد في البلاد، تراعي فيه مصلحة البلاد قبل الحسابات السياسية».
وأضاف خلال حوار له: «دخلنا الحكومة لتأمين تجربة ديمقراطية وليس لتأمين أنفسنا، صفحتنا بيضاء وتاريخنا مشرف»، بحسب قناة نسمة.
وتابع: «لا تزال مشاركة حركة النهضة في حكومة الحبيب الصيد محل نقاش وتحليل في المنابر الإعلامية لما أحدثته من صدمة في الشارع التونسي ولدى الطبقة السياسية، خاصة أن هذه الحركة سعت للتواجد والمشاركة في الحكم وقامت بإحباط مخططات خصومها للتحالف ضدها وتركها في المعارضة».