«نيويورك تايمز»: «عماد مغنية» متورط رئيسي في اغتيال «رفيق الحريري»

الأربعاء 11 فبراير 2015 01:02 ص

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرا مطولا للكاتب الإسرائيلي «رونان برغمان» حول عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق «رفيق الحريري»، وأورد التقرير معلومات تنسب إلى المسؤول الراحل في «حزب الله»، «عماد مغنية» دورا مباشرا في عملية الاغتيال.

وجاء في جزء من المقال الطويل الآتي:

«الشخص الأهم بين المدّعى عليهم (من المحكمة الدولية) هو مصطفى أمين بدر الدين المولود عام 1961، ويُذكَر اسمه في عدد قليل جداً من الوثائق اللبنانية، لكنه بات معروفاً جيداً من المحققين؛ إنه ابن عم مغنية، شأنه في ذلك شأن المتهم سليم عياش، كما أنه متزوّج من شقيقته، كان طيلة سنوات معاون مغنية الذي يمحضه الثقة الأكبر، ويُعتقَد أنه شارك في بعض أكبر العمليات التي نفّذها حزب الله، كان بدر الدين جزءاً من خلية حزب الله التي شنّت هجوما على السفارة الأميركية في الكويت عام 1983، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، (ألقت السلطات الكويتية القبض عليه وكان يمضي عقوبة بالسجن المؤبد في الكويت عندما اجتاح جيش صدام حسين البلاد من الشمال عام 1990، وفي خضم الفوضى التي سادت إبان الاجتياح، فرّ بدر الدين إلى السفارة الإيرانية في العاصمة الكويت؛ ومن هناك نقله عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى طهران التي عاد منها إلى بيروت حيث استأنف على الفور نشاطه المعهود)، وقد تركز عمله في شكل أساسي على مساعدة الجهاديين المحليين خارج لبنان.

فبحسب عميل استخباري في المنطقة، كان بدر الدين قائد الوحدة 1800 التي حرضت على شن هجمات إرهابية ضد إسرائيل في الضفة الغربية وغزة وانطلاقا منهما، وتولّت أيضا تنسيق أنشطة الوحدة 2800 التي كانت مسؤولة عن التحريض على شن هجمات ضد القوات السنية في العراق، وكذلك ضد القوات الأميركية والبريطانية خلال حرب العراق، بعد قيام الموساد باغتيال مغنية عام 2008، تسلّم بدر الدين الجزء الأكبر من المهام التي كان يتولاها مغنية، وقد كان بدر الدين مستهدفا في الغارة التي شنّتها إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي على موكب من سبعة أشخاص في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، وجنرال إيراني، وكان بدر الدين قد تخلّف عن المشاركة في الموكب في اللحظة الأخيرة، وفي معلومة أساسية بالنسبة إلى المحققين، يبدو أن بدر الدين كان يعيش حياة ثانية تحت اسم سامي عيسى.

كان بدر الدين/عيسى يعرج من ساقه اليمنى، ويضع نظارة شمسية ويعتمر قبعة بايسبول، ويقود سيارة مرسيدس ويرافقه حرّاس شخصيون، وكان يجوب لبنان بأكمله، ويقول الادعاء إن بدر الدين/عيسى كان يملك ما لا يقل عن 13 هاتفا خلويا عند اغتيال الحريري، ولم يكن يتصل أبدا بهذه الهواتف بأي من الأرقام الأخرى التي يملكها، وبعض الأشخاص الذين اتصل بهم، بما في ذلك عشيقاته، كانوا يعرفونه على الأرجح باسم سامي عيسى فقط، استخدم ذلك الاسم في بعض الرسائل النصية التي أرسلها، وكذلك اسم سامي سامينو أو فقط سامينو، وهو أيضا اسم محل مجوهرات كان يديره باسم سامي عيسى.

تبيّن أن ضبط كل هذه الأمور صعب جدا، فعلى سبيل المثال، أجريت اتصالات كثيرة بأسرة بدر الدين من الهواتف الخاصة المملوكة باسم عيسى.

فقد جرى الاتصال من أحد تلك الأرقام بشقيقة بدر الدين، سعدى، 2056 مرة.

وفي 6 إبريل/نيسان 2005، تلقّى عيسى رسائل تهنئة عديدة لمناسبة عيد مولده - الذي يتزامن مع عيد مولد بدر الدين. وكذلك استُخدِمت هواتف عيسى للاتصال بالسعودية وتلقّي اتصالات من هناك في الأيام نفسها التي تواجدت فيها فاطمة، زوجة بدر الدين، ونجلهما في المملكة، حتى إن أحد تلك الهواتف رُصِد في المطار يوم غادرت فاطمة وابنها لبنان ويوم عودتهما.
اثنان من الهواتف الشخصية التي كان عيسى يستخدمها تنقّلاً في مختلف أنحاء لبنان بالتزامن التام مع رقم الهاتف الأخضر 3140023، أي الهاتف المملوك من القائد الأعلى لشبكة اغتيال الحريري. وكذلك استُخدِمت هذه الهواتف الشخصية لإجراء اتصالات عدة بعناصر في حزب الله.

يقول الادعاء إنه عشية اغتيال الحريري، كان بدر الدين وعياش ومرعي على اتصال مستمر، بهدف تنسيق التفاصيل الأخيرة قبل تنفيذ العملية كما يُعتقد، وكانت هواتف عيسى بحوزة بدر الدين أيضا.

حوالي الساعة الثانية صباحا، أرسلت إحدى صديقات عيسى رسالة نصية إلى أحد تلك الهواتف، 3966663. فردّ مازحا عند الساعة 2:31 صباحا: لو علمت أين كنت، لانزعجت كثيرا.

يصعب معرفة إذا كان عيسى قصد الاعتراف بخيانته لصديقته أو بأمر أسوأ بكثير - إدراكا منه لما كانت ستشعر به في حال علمها بالأمر كونها مسلمة سنّية. في الحالتين، تظهر هذه الرسالة النصية أنه في خضم الضغوط الشديدة التي رافقت إنهاء الاستعدادات لواحدة من أكبر عملياته، وجد بدر الدين الوقت ليمازح صديقته.

في اليوم التالي، عند الساعة الثانية عشرة ظهرا إلا دقيقتين، مباشرة قبل التفجير، اتصل هاتف عياش الأخضر بهاتف بدر الدين الأخضر من مسافة قريبة جداً من فندق السان جورج.

استغرق الاتصال 14 ثانية، كان هذا الاتصال الأخير عبر الشبكة الخضراء، ويقول الادعاء إنه بعد ذلك بوقت قصير، أجرى بدر الدين اتصالات عدة بأرقام لم يتم التعرف عليها، مستخدماً أحد هواتفه، تشير المعلومات التي حصل عليها محققو المحكمة الدولية الخاصة بلبنان إلى أنه تحدث مع عماد مغنية، القائد العسكري الأعلى في حزب الله، ربما للحصول على الإذن الأخير للتنفيذ. في وقت لاحق من ذلك اليوم، صمتت جميع هواتف بدر الدين لمدة ساعتين، على غير عادته».

ما يكشفه التقرير

الجديد في ما نشره «بيرغمان» يبرز في المعلومات التي نقلها عن وثائق علنية تخصّ التحقيقات، وعمّا جاء على لسان مسؤولين إسرائيليين، إضافة إلى معلومات من داخل التحقيق تسرّب للمرة الأولى.

وجاء في تقرير «بيرغمان» أن المحققين وجدوا أن المتهم «بدرالدين» الذي كان يعيش حياة أخرى تحت اسم «سامي عيسى»، أجرى اتصالا بـ«عماد مغنية» قبيل التفجير، ربما لأخذ الموافقة الأخيرة على العملية، قبل أن تصمت جميع أرقام هواتفه لمدة ساعتين، على غير عادته.

وحسب التحقيقات، كان «بدرالدين» أرسل قبل يوم من الاغتيال رسالة هاتفية إلى صديقته تقول: «لو علمتِ أين كنتُ لأزعجك الأمر كثيرا».

ويتابع تقرير الكاتب الإسرائيلي أن «من الصعب معرفة إن كان بدرالدين قصد الاعتراف بخيانة صديقته أو أمرا أبعد من ذلك قد يزعجها لكونها مسلمة سنيّة».

وبحسب «بيرغمان»، فإن المحققين عثروا على «جزء كبير من أنف الانتحاري»، ويظنّ المحققون أنه، وفق شكل الأنف، يرجّح أن يكون الانتحاري من إثيوبيا أو الصومال أو اليمن.

ومن بين المعلومات المسرّبة، يفيد تقرير «نيويورك تايمز» بأن المتهم «حسن حبيب مرعي» كان استخدم رقم الهاتف الخلوي التابع لـ«شبكة الهواتف الأرجوانية» التي شاركت في تنفيذ الاغتيال، لـ«طلب مفروشات» لمنزله في نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

ونقل «بيرغمان» عن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية أن «حسن حبيب مرعي» هو المسؤول عن عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو/تموز 2006، وأنه كان منذ عام 2003 قائد القوات الخاصة لـ«حزب الله».

و بحسب التحقيقات الدولية فإن «مرعي» هو من أدار «شبكة الهواتف الأرجوانية» في المجموعات التي شاركت في عملية الاغتيال.

يذكر أن «بيرغمان» قال في تقريره إنه عمل على مدى عام كامل على جمع المعلومات من خلال مقابلات وأبحاث في سبع دول، واطلع على آلاف الصفحات التي تتضمن أدلّة عن التحقيقات، مبديا تعاطفا مع ضحايا التفجير، وخصوصا «أحمد أبو عدس الذي وصفه بـ«الساذج صاحب القلب الطفولي».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

حزب الله عماد مغنية لبنان رفيق الحريري

«مجتهد»: بدء العد التنازلي لـ«سعودي أوجيه» المملوكة لـ«آل الحريري»

هآرتس تكشف تفاصيل اغتيال «عماد مغنية» بجهود أمريكة - إسرائيلية مشتركة

«واشنطن بوست»: «سي آي إيه» و«الموساد» نفذا خطة اغتيال «عماد مغنية»

«حزب الله» يتلقى ضربة موجعة في سوريا: مقتل نجل «عماد مغنية» وقيادات ميدانية في غارة إسرائيلية

عودة الحريري مؤشر على تقارب إيراني سعودي

«السنيورة» للمحكمة الدولية: «الحريري» بكى وقال إنه لن ينسى إهانة «الأسد» له

غضب في الكويت بعد زيارة نائب شيعي لمنزل «عماد مغنية» في لبنان

الكويت.. أزمات تتجاوز الطائفية

مصادر: ‏⁧المحكمة الدولية تضم «⁧‫نصر الله‬⁩» لمتهمي قضية «الحريري»

مقتل المسؤول العسكري في حزب الله «مصطفى بدر الدين» في انفجار بسوريا.. تعرف عليه

«حزب الله»: سنعلن خلال ساعات نتائج التحقيقات في مقتل بدر الدين

كيف أحيا «سعد الحريري» ذكرى اغتيال والده؟

الحريري يصف تسمية شارع باسم المتهم باغتيال والده بالفتنة