أمس حدث شيء ما في اسرائيل يُحظر الاستخفاف به ولو للحظة. مجرد الاقتراح على ليبرمان بأن يكون وزير الدفاع الـ 18 لدولة اسرائيل هو رفع علم أسود لم يسبق أن رفع مثله وتجاوز لخط احمر لم يسبق أن تم تجاوزه. الحديث يدور عن اقتراح غير شرعي لأن ليبرمان هو شخصية غير شرعية في الأصل، حتى لو انتخب في انتخابات ديمقراطية. لاول مرة في تاريخ الديمقراطية يتحول خطر الفاشية الى أمر حقيقي وفوري. صحيح أن انتخاب مناحيم بيغن لرئاسة الحكومة أثار في حينه مخاوف مشابهة، وايضا تعيين اريئيل شارون وزيرا للدفاع. ولكن تلك الايام كانت ايام اخرى حيث كان للمجتمع حصانة وتوازن وكوابح. وقد تم القضاء على هذه منذئذ. والدولة توجد الآن في مواجهة من قد يضر بها الى درجة الدمار.
أمس تم استكمال الموضوع الذي بدأ قبل نحو اربعين سنة. اليمين في الحكم، وبعد لحظة ليبرمان سيكون وزيرا للدفاع. ولولا أن هذا الامر كان خطير جدا لكان من المغري القول: لنر ماذا ستفعلون. والقول للوسط – يسار: لنر كيف تصمتون الآن. والقول للعالم: انظروا اليهم الآن. هل ستستمرون في تسليح وتمويل اسرائيل هذه؟ هل ستستمرون في اعتبار الدولة التي فيها ليبرمان هو الرجل رقم 2 «ديمقراطية وحيدة»؟
أيها الاصدقاء، الوضع خطير جدا. صحيح أنه يوجد لليبرمان طائفة من محللي البلاط الذين البعض منهم يعتبرون أنفسهم من اليسار وهم يقولون لنا إنه «شخص جدي» وإن الكلمة بالنسبة له هي كلمة وأنه براغماتي. لكن هذه الاقوال لم يسبق أن تم اختبارها – لم يكن ليبرمان أبدا في موقع الحسم – والامتحان خطير جدا. وماذا اذا لم يكن كذلك؟ وماذا لو كان هذا الشخص يعتبر أن تطبيق هذياناته القومية والعنصرية هو المفتاح لرئاسة الحكومة؟.
هل يجب أن نُذكر عمن يتم الحديث؟ اقتراح قصف سد أسوان أو القول عن الرئيس المصري «ليذهب الى الجحيم» وموقفه التحريضي القائل إن الارهاب الفلسطيني هو جزء من الجهاد العالمي وأن «نحطم الصمت» هم «مرتزقة باعوا أنفسهم للشيطان» و«توجد حدود» وهم «كافو» وأن اعضاء الكنيست العرب يجب أن يحاكموا في محاكم نيرنبرغ. التذكير بالتحريض والتشهير وايضا الصرخة الاخيرة – بأن أليئور أزاريا بطلا؟
هل يجب التذكير بالحزب الفاسد حتى النخاع والشبهات الخطيرة ضده والتي هرب منها بسبب مستشار قضائي متهاون للحكومة؟
الشخص الذي اختارته «التايم» كواحد من المئة المؤثرين في العالم في 2009، لم يسبق أن أثر بالفعل. الآن سنحت له الفرصة وقد يستغلها. صحيح أنه قد يتحول الذئب الى خروف وأن ما يمكن رؤيته من هناك لا يمكن رؤيته من هنا وأن الصهيونية الشهيرة الخاصة به تدفعه الى اماكن جيدة. ولكن توجد ايضا احتمالات اخرى: أن يكون ليبرمان، ليبرمان. الجيش قد يحاول وقفه، و«الشاباك» أيضا – آخر المحافظين على الختم، هذا الوضع الذي هو بحد ذاته غير مستوعب – لكن ليبرمان هو وزير الدفاع القادم. «هو، ها، من الذي جاء».
اذا كان ليبرمان، ليبرمان، فسنشتاق الى بنيامين نتنياهو. واذا كان ليبرمان، ليبرمان ستشتعل المناطق مثلما لم تشتعل أبدا. واذا كان ليبرمان، ليبرمان فان كل عرب اسرائيل سيتحولون الى أعداء. واذا كان ليبرمان، ليبرمان فلن يستطيع أحد الادعاء ضد الجنرال يائير غولان بسبب المقارنة التاريخية للاوقات المظلمة. سيكونون هنا والآن. ولكن اذا كان ليبرمان، ليبرمان، فان غولان لن يكون غولان واسرائيل لن تكون اسرائيل. اذا كان ليبرمان، ليبرمان فان هذا المقال لن ينشر.
كنت دائما مع تمزيق الاقنعة عن وجه اسرائيل. وأمس تم تمزيقها نهائيا، لكن الثمن قد يكون باهظا ولا يمكن تحمله. يجب تهيئة الملاجئ لأننا قد نحتاجها قريبا.