قال مسؤولون أكراد إن القوات الكردية بدأت عملية لاستعادة بلدة سنجار في شمال غرب العراق أمس الأربعاء بعد أن قصفت طائرات التحالف مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» مساء الثلاثاء، وقال المسؤولون إن مقاتلي البشمركة حققوا مكاسب ضد «الدولة الإسلامية» على مدار يوم الأربعاء وأجبروا عناصر التنظيم على الانسحاب من ثماني مناطق فرعية على الأقل في منطقة زمار شرقي سنجار.
وبحسب محللين، إذا نجحت قوات البشمركة الكردية في استعادة السيطرة على البلدة سيتيح ذلك ممرا لجبل سنجار حيث يحاصر مقاتلو «الدولة الإسلامية» المئات من أبناء الأقلية اليزيدية منذ أغسطس/آب الماضي، كما سيمثل ذلك انتصارا رمزيا للأكراد الذين اهتزت صورتهم كمقاتلين أشداء بعد تغلب مقاتلي «الدولة الإسلامية» على البشمركة في سنجار وإيقاعهم مئات اليزيديين بين قتيل وأسير، وقال مسؤول في مجلس أمن إقليم كردستان صباح اليوم إن الهجوم البري بدأ لتحرير بلدة سنجار، مضيفا أن طائرات قوات التحالف قصفت المنطقة لساعات قبل ذلك.
وتابع «توجد أدلة على أن الكثيرين من مقاتلي «الدولة الإسلامية» تركوا أسلحتهم وفروا من المنطقة، فيما أدلى العديد من مسؤولي الأمن الأكراد بتصريحات مماثلة.
وقال الرئيس الأمريكي «بارك أوباما» إن منع وقوع مذبحة وشيكة لليزيديين على يد عناصر «الدولة الإسلامية» كان واحدا من أهم أسباب سماحه بشن أولى الغارات الجوية في العراق في صيف هذا العام.
ومنذ بدء هذه الغارات استعادت قوات البشمركة أغلب المناطق التي فقدتها في شمال العراق لكن طبيعة سنجار الجغرافية الوعرة صعبت من مهمة استرجاعها، ويعتبر الطريق عبر سنجار طريق إمداد مهم لمقاتلي «الدولة الإسلامية» بين الموصل وسوريا المجاورة.
وقال مجلس أمن كردستان في بيان إن المعلومات الواردة من الخط الأمامي تشير إلى أن أكثر من 80 عنصرا من «الدولة الإسلامية» قتلوا في الهجوم حتى الآن، ولم يعرف حجم الخسائر البشرية في صفوف البشمركة، وقال البيان إن الحالة المعنوية مازالت مرتفعة فيما تواصل قوات البشمركة تحقيق تقدم ضد «الدولة الإسلامية».
وفي لندن قال أكبر دبلوماسي في حكومة إقليم كردستان لـ«رويترز» إن القوات المسلحة الكردية كانت تنسق مع الميليشيات الشيعية العراقية في القتال ضد «الدولة الإسلامية».
وقال «فلاح مصطفى بكير» وزير الخارجية بحكومة إقليم كردستان إنه في مناطق معينة وخاصة في محافظة ديالى حيث توجد قوات أخرى على الأرض هناك قدر من التنسيق ولكن هناك بعض التوتر أيضا.
هذا وقد كثف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة منذ الإثنين غاراته في العراق حيث شن 61 غارة جوية على مواقع مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» بينها 45 دعماً للقوات الكردية والعراقية التي تشن حملة واسعة في شمال البلاد، ولم توضح القيادة الأميركية المكلفة هذه العمليات مواقع هذه الغارات تحديداً، وقالت في بيان إن هذه الغارات الجوية الأكثر عدداً مما كانت عليه، نفذتها 15 طائرة ودمرت نحو 50 هدفاً بما فيها جرافات وعربات ومواقع تحكم ومواقع مقاتلين ومعدات أخرى.
كما شن التحالف 16 غارة في العراق قرب الموصل وأربيل وتلعفر وهيت والرمادي، ونفذ ست غارات بينها خمس غارات قرب عين العرب (كوباني) على الحدود بين سوريا والعراق.