ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن عناصر من تنظيم «القاعدة» تحاصر لواء عسكريا في جنوب شرق اليمن، وأكدت المصادر أن عناصر مسلحة تنتمي للتنظيم، بدأت الجمعة، في محاصرة معسكر «اللواء 23 ميكا» الواقع بين محافظتي حضرموت ومأرب، وذلك بعد يوم واحد من سيطرة «القاعدة» على معسكر«اللواء 19 مشاة» بمحافظة شبوة في المنطقة ذاتها.

على الجانب الآخر، أعلنت الشرطة اليمنية مقتل 27 شخصًا في القتال الذي تشهده محافظة شبوة الجنوبية، منذ الخميس الماضي.

انسحاب السفارة السعودية يزيد من عزلة اليمن السياسية

في غضون ذلك أعنلت السبت كل من تركيا وأسبانيا وهولندا تعليق عمل سفاراتها بصنعاء، وإجلاء كافة العاملين بها، نظرا للتوترات الأمنية. ويأتي هذا بعد يوم من مغادرة الدبلوماسيون السعوديون والألمان والإيطاليون صنعاء الجمعة، في حين تزداد عزلة اليمن السياسية مع تعزيز ميليشيات الحوثيين سيطرتهم على العاصمة.

وقد أبلغ مصدر دبلوماسي سعودي صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، أن عملية إجلاء الدبلوماسيين السعوديين العاملين في سفارة المملكة في صنعاء، تمت الخميس، وتمهلت وزارة الخارجية في إعلان تعليق أعمال السفارة حتى يتم الانتهاء من عملية الإجلاء كي لا يتعرض العاملون لأذى.

وجاء إعلان السعودية قبل أقل من يوم واحد على اجتماع لوزراء خارجية الخليج في الرياض السبت، والذي جدد التمسك بشرعية الرئيس «عبد ربه منصور هادي»، ودعا مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بخصوص الوضع في اليمن تحت الفصل السابع.

«اللجنة الثورية» تدعو مجلس النواب المنحلّ للاجتماع

من جهتها دعت ما تسمى «اللجنة الثورية» برئاسة «محمد علي الحوثي»، وهي التي تحكم اليمن حاليا، أعضاء مجلس النواب (البرلمان) - الذي سبق أن أعنلت الميليشيات حله - إلى الاجتماع، الاثنين المقبل في القصر الجمهوري بصنعاء، لمناقشة التطورات الراهنة ولإقناع النواب بالانضمام إلى عضوية «المجلس الوطني» الذي أنشأته اللجنة الحوثية في ضوء «الإعلان الدستوري» الذي صدر في 6 فبراير/شباط الحالي.

من جهتها، قالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «اللجنة الثورية» لا تمتلك الحق في كل القرارات والإجراءات التي اتخذتها والتي تتخذها حتى الآن، وضمن ذلك دعوة أعضاء البرلمان للانعقاد، وذلك فيما بدأت اتصالات في مجلس الأمن الدولي في نيويورك لفرض عقوبات قاسية على الحوثيين حيال الوضع في اليمن.

وهدد المجلس بفرض عقوبات إذا لم تستأنف المحادثات لإخراج اليمن من هذه الأزمة الطاحنة.

وفي إعلان أذاعه الرئيس الدوري لمجلس الأمن السفير الصيني «جيي لو»، أعربت الدول الـ15 الأعضاء عن «استعدادها لاتخاذ إجراءات إضافية» إذا لم تستأنف المحادثات.

ومن ناحية أخرى، قال المقدم «عمر بن حبريش» رئيس حلف قبائل حضرموت، في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» بأنهم سوف يحافظون على ثروة الإقليم في ظل فراغ مؤسسات الدولة في البلاد، ومن أهمها الثروة المعدنية وما نسبته 70% من البترول اليمني الذي يستأثر به الإقليم.

الاحتجاجات ضد ممارسات الحوثيين

وشهدت العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية السبت مظاهرات حاشدة للمطالبة بخروج المسلحين الحوثيين من العاصمة ورفضا للإعلان الدستوري الذي أصدرته الجماعة يوم الجمعة الماضي.

وقد رفع المشاركون في المظاهرات لافتات تندد بما وصفوه ”الانقلاب الحوثي“ على سلطات الدولة الشرعية، وفرض السيطرة عليها بقوة السلاح دون مشاركة الأطراف السياسية الفاعلة في البلاد.

وأكد المشاركون أن مليشيات الحوثيين تسعى إلى جر البلاد نحو الفوضى والتقسيم وإدخالها في مرحلة خطيرة يصعب الخروج منها في ظل الانفلات الأمني والوضع الاقتصادي المتردي، مطالبين القوى السياسية الفاعلة في البلاد بضرورة مواجهة تصرفات الحوثيين  بكل حزم والعمل بكل الطرق لاستعادة السلطات الشرعية ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.

كما دعا المتظاهرون المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الأوضاع الراهنة باليمن والضغط باتجاه استكمال المرحلة الانتقالية تحت قيادة السلطات الشرعية وفقا لما نصت عليه المبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.

في ذات السياق، أعلنت المكونات الشبابية التي نظمت المظاهرات، في بيان لها، أن ثلاثة متظاهرين أصيبوا اليوم برصاص مسلحين ينتمون لمليشيات «الحوثيين» خلال تفريقهم مظاهرة مناهضة لهم في محافظة إب وسط اليمن. وأشارت إلى أن المسلحين أطلقوا النار على مظاهرة وفرقوها بالقوة في مدينة إب التي تحمل اسم المحافظة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة متظاهرين، حيث تم نقلهم إلى إحدى مستشفيات المدينة لتلقي العلاج.