أعلن مجلس الأمن الدولي في جلسته الطارئة التي عقدها اليوم لمناقشة الأوضاع في اليمن تمسكه بشرعية الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، ودعوته لجميع الأطراف لمساندته، كما أدان المجلس في بيانه الهجمات التي قام بها مسلحي ميليشيات الحوثي في محيط قصر الرئاسة.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء القتال في العاصمة اليمنية، مؤكدا أن الآلية الوحيدة لحل الخلافات في اليمن تقوم على المبادرة الخليجية ومقررات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة.
من جانبه، أكد زعيم الحوثيين «عبد الملك الحوثي» أن التصعيد الثوري حقق مكتسبات هامة في الفترة الماضية من أهمها وثيقة السلم والشراكة، مؤكدا أن القوى السياسية التي تحكم كانت مهتمة بمكاسب لها وليست للشعب، مشيرا إلى أنه لو اتجهت السلطة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ستكون بلادنا في وضع أفضل.
ولفت «الحوثي» في كلمة متلفزة إلى أن الشعب اليمني تحرك بكل أطيافه ليتبنى مطالب مشروعة لكل اليمنيين، معللا ذلك بأن السلطة «غرقت في الفساد والاستبداد مما قاد الأوضاع في البلد للانهيار». لافتا إلى أن نجل الرئيس متورط في عمليات فساد بالمليارات، مضيفا «السلطة حمت الفساد والرئيس رفض تفعيل الجهاز الرقابي».
وقال «عبد الملك الحوثي» أن اتفاق السلم والشراكة كان عادلا ومنصفا لكل الأطراف، ملمحا إلى أن القوى الإقليمية والدولية اعترفت باتفاق السلم وصار ملزما للجميع، مضيفا أن التصعيد الثوري في 21 سبتمبر/آيلول أعطى فرصة لتنفيذ استحقاقات نتائح الحوارالوطني.
وتابع: «المسار الذي اتجهوا فيه وتحركوا فيه هو مسار مضاد لكل المضامين والاستحقاقات التى تضمنها اتفاق السلم والشراكة. مطالبا بتوجيه كل الجهود لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة وفق زمن محدد»، لافتا إلى أنه لو كان الرئيس تعاطى بجدية مع تنفيذ اتفاق السلم ما وصلنا إلى الوضع الحالي.
وأكد أن الشراكة ضرورة وطنية واستحقاق وشيء أساسي للتخلص من الاستبداد السياسي. مشيرا إلى أن السلطة عملت على إضاعة الوقت والمماطلة كاستراتيجية لخلق الأزمات.
وأشار زعيم الحوثيين إلى أن «الرئيس رفض توجيه الجيش في محاربة القاعدة وأعطاها الفرصة لنهب البنوك، كما أعطى الفرصة لمسلحي القاعدة لنهب أسلحة الجيش اليمني».
وعن مشكلة الجنوب أكد أن السلطة اتجهت لتعقيد القضية الجنوبية بدلا من العمل على حلها، مضيفا أن «الرئيس ونجله عملا على تعقيد مشكلة الجنوب ودفع الوضع العام نحو الفوضى».
وحول تقسيم اليمن قال «الحوثي» : «تقسيم الأقاليم الستة في اليمن هو مخطط يستهدف البلاد ويمزقها، مشيرا إلى أن مسودة الدستور كانت «انقلابا» على اتفاقية السلم والشراكة».
وزعم «الحوثي» أن قيادات حزب الإصلاح تتحدث دوما بنغمة «تفكيكية ومناطقية» تنفيذا لمطالب خارجية، مشيرا إلى أن الانتقال باليمن إلى الاتحادية هو قفزة إلى المجهول وخطوة لم يحن وقتها، مؤكدا أن الكل سيتضرر في اليمن على جميع المستويات نتيجة هذا المسار الأعوج للسلطة.
واختتم «الحوثي» كلمته بقوله أن «السلطة أرادت الانقلاب على وثيقة الحوار واتفاق السلم والشراكة وحشدت في مأرب فلم يكن لدينا من خيار سوى الوقوف في وجه المؤامرة التي استهدفت اليمن وشعبه».
واعتراضا على ما أسموه انقلابا، خاصة بعد أن أُعلن مجلس رئاسي انتقالى من 7 أشخاص خرجت تظاهرات مناهضة للحوثيين أحرقت صور الحوثي في مدينة تعز.
اقتحام دار الرئاسة
وكان الحوثيون قد أحكموا اليوم سيطرتهم على القصر الرئاسي في العاصمة اليمينة صنعاء، قبل أن يحاصروا منزل الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي».
وقال حراس في القصر الرئاسي الذي يضم المكتب الرئيسي للرئيس «عبد ربه منصور هادي» إنهم سلموا المجمع للمقاتلين الحوثيين بعد اشتباك قصير. وقال شهود عيان إن اشتباكا دار لفترة وجيزة بين قوة من الحوثيين وحرس القصر، وقال الشهود إنهم رأوا الحوثيين يستولون على عربات مدرعة كانت تحرس مداخل القصر.
وقال مصدر عسكري للجزيرة في اليمن أن مسلحي الحوثي نهبوا أسلحة اللواء الأول والثالث في الحرس الرئاسي، وأكد مصدر حكومي وأمني لوكالة «رويترز» وجود الرئيس «هادي» بمقر إقامته في دار الرئاسة، مضيفا أنه بخير.
وكانت ميليشيات «الحوثيين» قد سيطرت على المداخل الرئيسية للقصر الجمهوري اليمني، رغم الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بدأ بالسريان في العاصمة صنعاء بعد يوم دام شهد اشتباكات بين قوات الحرس الرئاسي والمسلحين «الحوثيين» راح ضحيتها 9 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى.
وكانت وزيرة الإعلام اليمنية، «نادية السقاف»، كشفت عن التوصل إلى اتفاق بين الرئيس «عبدربه منصور هادي» وجماعة «الحوثي» من أجل إطلاق سراح مدير مكتب الرئاسة، «أحمد عوض بن مبارك»، وتوسعة الهيئة الوطنية وتعديل في مسودة الدستور.
وأكد نائب وزير الصحة اليمني الدكتور «ناصر باعوم»، ارتفاع عدد قتلى المواجهات المسلحة بين «الحوثيين» وقوات الحرس الرئاسي أمس الإثنين إلى 9 قتلى و67 جريحا، فيما يحاصر «الحوثيون» رئيس الحكومة «خالد محفوظ بحاح» في القصر الجمهوري في ميدان التحرير.
وقال «باعوم» إن القتلى التسعة هم من «الحوثيين»، بينما بين الجرحى مدنيون، إضافة لمصابي الطرفين، وتم توزيع الجرحى على عدد من مستشفيات العاصمة صنعاء.