أعلن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، استقالته مساء اليوم الخميس؛ عقب إعلان حكومة «أحمد عوض بن مبارك» استقالتها في وقت سابق مساء اليوم.
وقال الرئيس «هادي» في خطاب استقالته أنه يعتذر للشعب اليمني بعد أن وصلت الأمور لطريق مسدود، مؤكدا أن أحداث 21 سبتمبر 2014 «أثرت على سير العملية الانتقالية». (في إشارة إلى اجتياح ميليشيات الحوثيين لصنعاء واحتلالهم مؤسسات الدولة ومقرات الوزراء والجيش).
وندد «هادي» في الخطاب الموجه للمجلس النيابي بما وصفه «خذلان من فرقاء العمل السياسي لتحمل المسؤولية للخروج إلى بر الأمان».
ويقيم الرئيس «هادي» تحت الإقامة الجبرية - من الناحية العملية - منذ سقوط دار الرئاسة بيد ميليشيات الحوثيين قبل يومين.
وقدم رئيس وزراء «خالد بحاح» استقالة حكومته اليوم الخميس قائلا إنه لا يريد أن «ينجر إلى متاهة السياسة غير البناءة»، حسب ما جاء في نص خطاب الاستقالة الذي وضعه «بحاح» بصفحته على موقع فيسبوك على الانترنت.
ونقل المتحدث باسم الحكومة اليمنية عن رئيس الحكومة المستقيل، أنه لم يعد قادرا على رؤية اليمن يتمزق وهو شاهد على ذلك دون فعل شيء.
وجاء الخطاب الموجه إلى الرئيس «عبد ربه منصور هادي» بعد أقل من 24 ساعة من إبداء «هادي» استعداده لقبول مطالب حركة الحوثيين القوية للعب دور أكبر في الترتيبات الدستورية والسياسية في البلاد.
وطبقا لموقع «بحاح» على فيسبوك جاء في خطاب الاستقالة «إننا ننأى بأنفسنا أن ننجر الى متاهة السياسة غير البناءة والتي لا تستند إلى قانون أو نظام».
وشهد اليمن هذه التطورات بعد ساعات من وصول مبعوث الأمم المتحدة لليمن «جمال بنعمر» إلى صنعاء، والذي يتوقع أن يحضر اجتماعا مع ممثلي القوى السياسية.
وتمثل هذه الإستقالة المزدوجة أزمة سياسية معقدة؛ حيث لا يوجد نائب رئيس، كما أن البرلمان اليمني - انتهت ولايته - يستمد شرعيته من المبادرة الخليجية التي أصبح جدواها محل شك كبير في ظل سيطرة الحوثيين الرافضين لها على العملية السياسية.
وأعلن كل من مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، أمس الأربعاء، تمسكهم بشرعية «هادي» ونددوا بهجوم ميليشيات الحوثيين على دار الرئاسة الذي تطور لانقلاب كامل على الحكم المدعوم خليجيا ودوليا.
مجلس رئاسي .. وموافقة ضمنية أمريكية
وفي الوقت الذي ترددت أنباء عن اتجاه نواب البرلمان لرفض الاتستقالة، أعلنت ميليشيات الحوثيين أنها لا تعترف بشرعية البرلمان وأنها بصدد تشكيل مجلس رئاسي يتولى حكم البلاد في مرحلة انتقالية.
ونقلت شبكة الجزيرة عن «علي العماد»، القيادي بميليشيات «الحوثي»، أن المجلس سيتشكل من الجيش، واللجان الشعبية (في إشارة إلى الميليشيات المسلحة)، وأحزاب سياسية لم يحددها.
ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، قولهم أن الإدارة الأمريكية ليس لديها تأكيدا ممن وصفتهم بـ”فريقهم“ في اليمن عن استقالة الحكومة.
وأكدت أن بلادها تدعم «تحولا سلميا في اليمن».
وهو ما يشير إلى قبول ضمني من الإدارة الأمريكية لتغيير الحكم في اليمن.