وصفت «وكالة الأنباء الكويتية» الرسمية أول أمس السبت حل البرلمان اليمني والاستيلاء على السلطة من قبل «الحوثيين» - جماعة مسلحة مسلمة شيعية - بأنه «انقلاب» صريح.
وأفاد شهود عيان إن قنبلة انفجرت خارج القصر الجمهوري في العاصمة اليمنية صنعاء يوم السبت، وأصابت ثلاثة رجال من المليشيات الشيعية التي كانت تقوم على حراسته.
«هذا الانقلاب الذي قامت به المليشيات «الحوثية» بمثابة تصعيد خطير نرفضه وغير مقبول تمامًا، إن ما قام به «الحوثيون» في اليمن يتعارض تمامًا مع روح التعددية والتعايش التي كان يتميز بها اليمن»؛ بحسب ما ذكره «مجلس التعاون الخليجي» الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأثار الهجوم توترات بعد يوم من حل البرلمان من قبل مليشيات «الحوثي» الشيعية المتشددة وسيطرتهم رسميًا على بلد فقير يشهد حربًا مريرة في شبه الجزيرة العربية.
وقد صار منزل رئيس الوزراء اليمني المستقيل - القصر الجمهوري في اليمن – مقرًا الآن لـ«محمد الحوثي» المسئول البارز في الجناح العسكري للحركة المسلحة - المدعومة من الجمهورية الإيرانية - التي تبسط سيطرتها على معظم اليمن.
ولم تعلن أي جهة على الفور مسئوليتها عن الانفجار، ولكن المتشددين الإسلاميين السنة التابعين لتنظيم «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية (القاعدة في جزيرة العرب) اشتبكت مرارًا مع العناصر «الحوثية»، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب طائفية شاملة.
وبشكل منفصل؛ تجمع آلاف المتظاهرين في ثلاث مدن في وسط اليمن للاحتجاج على استيلاء «الحوثيين» على السلطة، وفرق المسلحون «الحوثيون» العشرات من الناشطين قرب الجامعة الرئيسية في العاصمة مستخدمين إطلاق النار في الهواء بكثافة، وردد المحتجون شعارات تصف تحركات «الحوثي» بالانقلاب، كما طالبوا بسحب القوات من المدن الكبرى.
ودخل الحوثيون صنعاء في سبتمبر/أيلول، ثم ما لبثوا أن بدأوا بالانتشار في عدد من مدن جنوب اليمن والغرب، وبعد إعلانهم يوم الجمعة بدأت عناصر «الحوثي» تنصب الكمائن ونقاط التفتيش في الشوارع وحول المباني الحكومية الرئيسية.
وقد أدى هذا الانتشار «الحوثي» إلى زعزعة استقرار عملية انتشار قوات الأمن الهشة في البلاد، كما أثار غضب مقاتلي القبائل المتحالفة مع «القاعدة» في جزيرة العرب.
ولقي أربعة من العناصر «الحوثية» مصرعهم في جنوب البيضاء إثر هجوم نسبته وسائل إعلامية إلى تنظيم «القاعدة» في شبه جزيرة العرب.
وقد سيطر المتمردون على مؤسسات الدولة، وقاموا بحل البرلمان، وتشكيل لجنة جديدة لتحكم أفقر دولة في المنطقة؛ والتي تعتبرها واشنطن مقرًا لأخطر فرع في تنظيم «القاعدة».
وفي الوقت الذي يُوصف فيه المتمردون «الحوثيون» بأنهم ألد أعداء تنظيم «القاعدة»، فإنهم في الوقت ذاته يعادون الولايات المتحدة، ويهددون جارة اليمن الشمالية ذات الأغلبية السنية؛ المملكة العربية السعودية.