نفت شركة «إعمار» الإماراتية وجود أي علاقة لها في مشروع بناء العاصمة الإدارية المُزمع إقامتها في مصر، والذي يُحسب أنه أضخم مشروع تم طرحه في مؤتمر مصر الاقتصادي الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ السياحية على مدار الـ3 أيام الماضية، وذلك بتكلفة إجمالية تبلغ 80 مليار دولار، في إطار روايات متناقضة حول الشركة التي ستتولى إنشاء المشروع.
وقالت شركة إعمار العقارية الإماراتية، أمس الإثنين، إنها ليست طرفا في مشروع أعلنت عنه الحكومة المصرية خلال مؤتمر شرم الشيخ ويهدف لإنشاء عاصمة إدارية جديدة في مصر، لتنفي الشركة بذلك تقارير إعلامية مصرية وإماراتية أفادت بمشاركتها في تنفيذ المشروع.
وأكدت الشركة، ومقرها دبي، في بيان للبورصة المصرية أمس، أنها ليست طرفا في مشروع العاصمة الجديدة الواقع شرقي القاهرة والذي قال وزير الإسكان المصري «مصطفى مدبولي»، إن بناءها سيستغرق من 5 إلى 7 سنوات بتكلفة 45 مليار دولار للمرحلة الاولى، وأن المشروع يتضمن بناء 1.1 مليون وحدة سكنية.
وبحسب محللين لصحيفة «العربي الجديد» اللندنية، فقد سارعت الشركة لتبرئة نفسها حتى لا تقع عليها أضرار تطال سمعتها، كما حدث لشركة آرابتك الإماراتية التي تعاقدت مع الجيش على مشروع لبناء مليون وحدة سكنية بتكلفة 40 مليار دولار، إلا أن آرابتك لم تتخذ خطوات جدية نحو تنفيذ المشروع الذي توقف الحديث عنه، خاصة مع تنامي الخلافات بين الطرفين وعدم توافر مصادر تمويل كافية.
يأتي ذلك فيما وقعت مصر السبت الماضي، مع الإمارات عقد إنشاء العاصمة الإدارية بتكلفة إجمالية 80 مليار دولار. ولم تحدد أي الأطراف المعنية بمشروع العاصمة الجديدة كيفية توفير التكلفة الاستثمارية الضخمة اللازمة للمشروع خاصة وأن الموازنة العامة المصرية تعاني من عجز حاد بلغ 253 مليار جنيه في العام المالي الماضي 2013/2014، كما لم تحدد الأطراف إذا كان للإمارات دور في توفير جزء من تمويل العاصمة الادارية أم لا.
جدير بالذكر أن شركة إعمار المملوكة بنسبة 29% لمؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، سبق وأن تقدمت بطلب الشهر الماضي لإدراج وحدتها المصرية في بورصة القاهرة. وقد قال بيان الشركة الصادر أمس، «نود أن نوضح بأن شركة إعمار ليست طرفاً في عملية تطوير مشروع العاصمة الجديدة، وأن الشركة التي ستتولى تطوير المشروع هي شركة كابيتال سيتي بارتنرز ولا توجد علاقة بين هذه الشركة وشركة إعمار».
إلا أن وزير الاستثمار المصري «أشرف سلمان»، قدم رواية أخرى أول من أمس، حينما قال إن شركة «إيجل هيلز» الإماراتية بأبوظبي، هي من وقعت مع الحكومة المصرية على اتفاق لإنشاء العاصمة وليست شركة إعمار العقارية.
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، نقلا عن «سلمان»، قال «إن وسائل الإعلام حدث لديها لبس في صفة محمد العبار رئيس شركة إيجل هيلز الذي وقع على الاتفاقية حيث أنه يرأس في الوقت نفسه شركة إعمار العقارية».
وكانت «إيجل هيلز»، أعلنت في مارس/آذار الماضي، أنها تنوي بناء مدينة جديدة قرب القاهرة بقيمة 80 مليار دولار، ويستغرق بناؤها 12 سنة، بحسب ما نقلته شبكة «بلومبرغ» الأميركية المتخصصة بالأخبار الاقتصادية.
وأبلغ «محمد العبار» وسائل إعلام مصرية السبت الماضي، أنه «أسس الشركة المسؤولة عن المشروع مع مستثمرين آخرين من المنطقة العربية.. ونحن أصحاب رأس المال». موضحًا إن اجمالي تكلفة المشروع تبلغ نحو 90 مليار دولار، وهو ما يفوق الرقم الذي أعلنه مسؤولون مصريون وهو 80 مليار دولار.
وبحسب إفادات أخرى حول من سيتولى المشروع، قالت وكيل أول وزارة الإسكان، «رندا المنشاوي»، إن مصر ستؤسس مع شركة «كابيتال سيتي بارتنرز» الإماراتية شركة مشتركة باسم «كابيتال سيتي» لتنفيذ العاصمة الإدارية. وأشارت إلى أن «مصر ستدخل في المشروع بالأرض. والشركة الإماراتية هي التي ستمول المشروع بالكامل عدا المنطقة الحكومية التي ستتولى مصر تمويلها».