استقبل الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» أمس الثلاثاء الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة، في زيارة إلى القاهرة استغرقت عدة ساعات.
وتم خلال اللقاء التباحث حول العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف أصعدتها السياسية والاقتصادية والتنموية، وسبل تنميتها وتطويرها لتنتقل إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا للتعاون والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين، لا سيما في ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة.
من جانبه، جدد «بن زايد» خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر سياسيا واقتصاديا، مشيرا إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصماما للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني في المنطقة، وهو الأمر الذي يضاعف من أهمية مساندتها في تلك المرحلة الفارقة.
وأكد أن الإمارات حريصة على المشاركة في دعم المسيرة الاقتصادية والتنمية الحضارية لمصر بما يتناسب مع مكانة مصر.
وذكر السفير «علاء يوسف» المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن رؤى البلدين تطابقت بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التأكيد على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة لمواجهة الأخطار التي تهدد الأمن القومي العربي وكذا السلم والأمن الدوليين، لا سيما في ظل اتساع دائرة انتشار «الإرهاب» الذي أضحى لا يعرف حدودا.
كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والمساهمة بشكل جاد وعملي في إيجاد الحلول السلمية للصراعات التي تشهدها دول المنطقة، بما يساهم في إرساء الأمن وتحقيق الاستقرار والتنمية للشعوب العربية.
زيارة مفاجئة في وقت حساس
وجاءت زيارة «محمد بن زايد» للقاهرة واجتماعه بـ«السيسي» عشية زيارة «توني بلير» مبعوث الرباعية الدولية لمحادثات السلام في الشرق الأوسط سابقا لمصر لم يكشف عن فحواها.
وكشفت تسريبات سابقة من مكتب «السيسي» أن «بلير» يتمتع بعلاقات مباشرة وقوية مع «السيسي» وجهاز المخابرات المصري بصورة تتيح له طلب مقابلة من يشاء وقتما شاء وذلك بحسب التسريبات التي أكدت مصادر أمريكية صحتها.
كما ترددت أنباء أن «بلير» يرتبط بعلاقات وطيدة مع ولي عهد أبوظبي والقيادي المفصول من حركة فتح «محمد دحلان» الذي ظهر أكثر من مرة في جولات وزيارات لـ«محمد بن زايد» في مناسبات عديدة.
وربط مراقبون آخرون أن هذه الزيارة تأتي بعد نحو 48 ساعة من الانتخابات التركية التي أسفرت عن تراجع ملحوظ للحزب الحاكم (العدالة والتنمية) في تركيا، وهي النتيجة التي كانت مثار ارتياح وترحيب في أبوظبي وطهران وتل أبيب والقاهرة ودمشق.
وقبل يومين من زيارة ولي عهد أبوظبي ألغت محكمة مصرية اعتبار حركة «حماس» منظمة «إرهابية» وذلك في إشارة إلى بعض الملفات والظروف المحيطة بزيارة «محمد بن زايد» المفاجئة للقاهرة.
ولم يستبعد مراقبون أن تكون الزيارة مرتبطة بملف العلاقات الثنائية بين أبوظبي والقاهرة على خلفية اتهام مصدر رسمي مصري لـ«أحمد شفيق» وجهات إماراتية لم يسمها بالوقوف خلف حملة جديدة تستهدف نزع شرعية «السيسي» والعمل على إعادة «شفيق» رئيسا لمصر بعد الادعاء بأن الرئيس «محمد مرسي» قد فاز بانتخابات مزورة ما يعني ضمنا أن «شفيق» هو الرئيس الفعلي.
وقد عبر مسؤولون مصريون صراحة عن استيائهم من تحركات «شفيق» الأخيرة وسط تأكيد مراقبين بأن تصريح «السيسي» في ألمانيا أن الرئيس «مرسي» فاز بانتخابات شرعية كان موجها للإمارات أكثر من «شفيق».
وضم الوفد الإماراتي كلا من الشيخ «نهيان بن زايد آل نهيان»، رئيس مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، والشيخ «طحنون بن زايد آل نهيان»، نائب مستشار الأمن الوطني، و«محمد مبارك المزروعي»، وكيل ديوان ولى عهد أبوظبى.