في تضارب واضح في المواقف، نفى رئيس الجمهورية التونسي «الباجي قايد السبسي»، الجمعة، عودة السفير السوري إلى تونس مؤكدا أن أي قرار بخصوص المسألة سيكون ضمن الإجماع العربي.
واستغرب «السبسي» في لقاء تلفزيوني بثته قناة «فرانس 24»، تصريح وزير خارجيته «الطيب البكوش» بخصوص ترحيب تونس بعودة السفير السوري، وأضاف: «ربما ما أراد الوزير قوله هو حرصنا على إعطاء ضمانات أكثر للجالية التونسية الموجودة في سوريا وربما نكلف من يهتم بشؤونهم، وهذا سيقع إقراره عند الاقتضاء».
وأكد الرئيس التونسي أن بلاده لن تغير سياستها بخصوص المسألة ولن تقوم بأي عمل دون موافقة كل الأطراف في الجامعة العربية.
وكان وزير الخارجية التونسي قد أعلن في نهاية الأسبوع الماضي عن قرب إرسال ممثل دبلوماسي إلى سوريا معبرا عن ترحيب بلاده في الوقت ذاته بعودة السفير السوري إلى تونس.
وصرح« البكوش» في مؤتمر صحفي أنه لن يكون سفيرا ولكن قنصل أو قائم بالأعمال، مضيفا أن تونس ترحب بعودة السفير السوري، كما أكد أن «تعيين قائم بالأعمال أو قنصل في دمشق سيكون في القريب العاجل».
وتابع «فتح قنصلية في دمشق سيمكن تونس من الاطلاع على أوضاع التونسيين هناك والحصول على معطيات أوضح لحوالي ثلاثة آلاف مقاتل تونسي ومعرفة مصير عشرات المعتقلين هناك».
وكانت تونس أول بلد تقوم بطرد السفير السوري في بداية 2012 احتجاجا على قمع الرئيس السوري بشار الأسد للثورة السورية.
وبعض البلدان مثل الصين وإندونيسيا وحلفاء سوريا مثل روسيا وإيران لهم ممثلون دبلوماسيون أو قائمون بالأعمال في دمشق. ويقول دبلوماسيون غربيون إن سوريا تحث دولا أخرى على إرسال بعثات وعرضت تعاونا أمنيا مقابل ذلك.
وكانت صحيفة الصباح التونسية قد نقلت في السابق عن مصادر قالت إنها رسمية في وزارة الخارجية إن «مكتب تمثيل تونس في دمشق الذي فتحته حكومة المهدي جمعة، سيتم رفع تمثيليته إلى قنصلية تونسية في دمشق».
وكان الرئيس التونسي السابق «منصف المرزوقي» قد طرد السفير السوري قبل ثلاث سنوات وقال إنه قرار يتماشى مع مبادئ الثورة التونسية التي ألهمت انتفاضات الشرق الأوسط وإنه لا يمكن أن يقبل سفيرا لنظام يقوم بمجازر ضد شعبه.
وأصبحت دول أوروبية تتحدث بمزيد من الصراحة في الاجتماعات الداخلية عن الحاجة للتحاور مع الحكومة السورية ولأن يكون لها وجود في العاصمة. ولكن لندن وباريس ترفضان ذلك وتقولان إن «الأسد فقد شرعيته تماما».