«عادل الجبير» .. مؤتمن الملك والمطلع على بواطن الأمور بواشنطن والرياض

الخميس 30 أبريل 2015 08:04 ص

برز وزير الخارجية السعودي الجديد «عادل الجبير» بوصفه متحدثا مفوها باسم بلاده في نهجها الجديد لتأكيد دورها في الصراعات المتنامية في الشرق الأوسط.

وتلقي «الجبير» تعليمه في الولايات المتحدة وهو من العارفين ببواطن المشهد الدبلوماسي في واشنطن كما أنه مستشار قديم لحكام المملكة، وهو شخصية معروفة في دوائر الحكومة في واشنطن ووجه مألوف في قنوات التلفزيون الأمريكي.

وسيصبح «الجبير» أول شخصية من خارج الأسرة الحاكمة تتولى منصب وزير الخارجية خلفا للأمير «سعود الفيصل» الذي شغل المنصب على مدى 40 عاما وعين مبعوثا خاصا للملك «سلمان بن عبد العزيز».

و«الجبير» -53 عاما- ليس فقط شخصية عامة معروفة في الدبلوماسية السعودية بل من المطلعين على بواطن الأمور في الرياض.

فبوصفه سفيرا للسعودية في واشنطن كان مترجم الملك الراحل «عبد الله» في اجتماعاته مع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» كما أنه كان يسافر بانتظام إلى المملكة لاطلاع الملك شخصيا على التطورات.

وتتضح مهارات «الجبير» في عرض القضايا نيابة عن الأسرة الحاكمة المحافظة من كونه المسؤول الذي أعلن بدء حملة الضربات الجوية التي تقودها السعودية على قوات الحوثيين المتحالفين مع ايران في اليمن الشهر الماضي.

وقد صاغ «الجبير» المبادرة في قالب وقف النفوذ الايراني في بلد تعتبره الرياض فناءها الخلفي، وقال للصحفيين في لقاء معهم بالسفارة «نحن نرى... أن إيران تلعب دورا كبيرا في دعم الحوثيين».

وتنفي ايران تقديم دعم عسكري للحوثيين لكن التصرف غير المسبوق الذي أقدمت عليه الرياض بحشد ائتلاف لقصف الحوثيين يبرز مدى جديتها في النظر إلى ما تعتبره خطرا تمثله ايران وكذلك المدى الذي بلغه نهجها الجديد في تأكيد دورها.

وبالنسبة لأسرة «آل سعود» فإن احتمال امتلاك إيران القنبلة النووية سيناريو كابوسي ويعتبر تفاوض القوى العالمية معها من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء النزاع النووي القديم مصدرا رئيسيا للقلق.

وتنفي ايران اتهامات غربية بأنها تسعى لامتلاك سلاح نووي وتتفاوض القوى العالمية على اتفاق يضمن عدم حصولها على القنبلة.

مستشار الأسرة الملكية

في مقابلة مع قناة «سي.إن.إن» في 26 مارس/آذار قال «الجبير» «الكل يريد حلا سلميا لبرنامج ايران النووي لكن يجب أن يكون اتفاقا جادا ومتينا يمكن التحقق من صحته».

وأضاف «نحن نشعر بالقلق أيضا لتدخل ايران في شؤون الدول الأخرى في المنطقة سواء في العراق أو سوريا أو لبنان أو اليمن وغيرها».

وتقول ايران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية مثل توليد الكهرباء وتنفي التدخل في شؤول الدول الأخرى في المنطقة.

ومن المواقف التي برز فيها اسم «الجبير» عام 2011 عندما اتهمت الولايات المتحدة إيرانيين اثنين بالتآمر لاستئجار قاتل محترف لاغتياله بقنبلة في أحد المطاعم، ونفت ايران أن لها أي دور في المؤامرة المزعومة.

وقال الرئيس الايراني «محمود أحمدي نجاد» آنذك إن هذه المؤامرة لفقتها واشنطن لإحداث صدع بين طهران والرياض.

وفور الكشف عن المخطط، أدانت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي «محاولة اغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة»، ووصفت الرياض المحاولة بأنها لا تتفق مع القيم والأخلاق الإنسانية السوية، فيما اعتبرها الأمين العام لدول مجلس التعاون، «عبد اللطيف الزياني»: «انتهاكا سافرا ومرفوضا لكل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية».

وقضت محكمة في 2013 بسجن بائع سيارات مستخدمة إيراني المولد من تكساس 25 عاما بعد اعترافه بالاشتراك في مؤامرة مع وحدة عسكرية إيرانية لقتل «الجبير».

وعين «الجبير» مستشارا للديوان الملكي في عام 2005 وسفيرا للسعودية في واشنطن عام 2007 عندما خلف الأمير «تركي الفيصل» الرئيس السابق للمخابرات السعودية.

وقبل ذلك ببضع سنوات كلفت المملكة «الجبير» بقيادة محاولة علنية لإبراز الفصل بين الأسرة الحاكمة والتشدد الاسلامي للقاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.

وكان 15 سعوديا من بين 19 متشددا نفذوا تلك الهجمات عام 2001.

وحصل «الجبير» الذي يتحدث العربية والانجليزية والألمانية بطلاقة على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد من جامعة «نورث تكساس» عام 1982 وعلى درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة «جورجتاون» عام 1984.

  كلمات مفتاحية

السعودية عادل الجبير مؤتمن الملك بواطن الأمور واشنطن

«بن نايف» وليا للعهد و«بن سلمان» نائبا له .. و«الجبير» خلفا للمخضرم «سعود الفيصل»

«عادل الجبير»: قد نلجأ للقوة مجددا إذا لزم الأمر.. والحوثيون لا يجب الوثوق بهم

سفير السعودية بواشنطن: «عاصفة الحزم» لن تتوقف طالما لم تُحقق هدفها بعد

«الجبير» يؤكد دعم إيران لـ«الحوثيين» ويكشف عن جهود لحل سياسي

«الجبير»: السعودية ستبني قنبلتها النووية ولا تفاوض على عقيدتها وأمنها

الملك «سلمان» يجري تعديلا في سلم الخلافة في مواجهة أوقات عصيبة

«فورين بوليسي»: السعودية تمكّن الشباب من السلطة لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة

«بلومبرج»: نجم ”الفتى الذهبي السعودي“ يتصاعد .. والمملكة تغير استراتيجيتها في المنطقة

فجر القلق السعودي في زمن الحرب

إيران تهنئ «الجبير» على تعيينه وزيرا للخارجية السعودية

الأمير «سعود الفيصل» للملك «سلمان»: «سوف أظل الخادم الأمين»

مصدر إيراني: تهنئة «الجبير» على منصبه لا تعني تأييد إجراءات السعودية في اليمن

«الجبير» من القاهرة: نرفض تدخل إيران في أمننا القومي العربي

السعودية تعلن الأمير «عبدالله بن فيصل» سفيرا لها في أمريكا