حملة عالمية تدعو «ميركل» لإطلاق سراح «أحمد منصور» و«الإعدام» يمنع تسليمه لمصر

الاثنين 22 يونيو 2015 09:06 ص

تزداد ساحات مواقع التواصل الإجتماعي على «فيسبوك» و«تويتر» اشتعالا في أعقاب احتجاز السلطات الألمانية للإعلامي والصحافي «أحمد منصور»  مقدم برنامجي «بلا حدود» و«شاهد على العصر» على فضائية «الجزيرة»، في مطار برلين بموجب مذكرة توقيف مصرية ليس على المستويين المحلي المصري أو الإقليمي فحسب بل على المستوى العالمي أيضا، حيث أعرب الإعلام الألماني وشخصيات ألمانية عن تضامنها مع «منصور» الذي أعرب بدوره عن دهشته من الخطوة وتوقع أن يمثل أمام القضاء قريبا، كما أعلن مكتب الادعاء في برلين أنه «من المحتمل أن يخرج أحمد منصور سريعا».

من جانبه، أعتبر الباحث والمتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية لدى معهد الدراسات الدولية والأمنية في برلين، «غيدو شتاينبيرغ»، آخر ضيف في برنامج «بلا حدود» الذي يقدمه «أحمد منصور» وبثته قناة «الجزيرة» من برلين، في تصريح صحافي بأن احتجاز السلطات لـ«أحمد منصور»، يعد «فضيحة»، منتقدا الإجراء الذي أقدمت عليه سلطات بلاده والذي سيساعد حسب رأيه السلطات المصرية في إسكات صوت أحد المعارضين لها.

أما «جيم أوزديمير»، رئيس حزب الخضر الألماني المعارض في تغريدة على صفحته الشخصية على «تويتر» قال إن الحكومة الألمانية «ينبغي عليها تقديم توضيحات بشأن اعتقال أحمد منصور، كما يجب على ألمانيا ألا تكون أداة بيد السيسي».

كما أعتبر السياسي البريطاني «جورج جالاوي» في سلسلة من التغريدات أن عتقال ألمانيا لـ«منصور» هو «من أجل إرضاء ديكتاتور»، وكتب «جالاوي» عبر حسابه الخاص على «تويتر» أمس الأحد: «اعتقال الشرطة الألمانية لصحافي الجزيرة البارز أحمد منصور تصرف شائن، ينبغي إطلاق سراحه، لا لنظام السيسي العسكري».

وأضاف: «ينبغي على الصحافيين والديمقراطيين أن يطلبوا إطلاق سراح أحمد منصور الذي أوقفته برلين بموجب طلب من الديكتاتور السيسي»، وتابع: «ألمانيا تعتقل إعلامي عربي بارز من أجل ديكتاتورية تقتل وتعذيب مناهضيها، بينهم صحافيين».

نفس شماتة بنكهة خليجية

ويصبح التساؤل الأكبر لدى جمهور رواد موقعي التواصل الاجتماعي أو حتى الإعلام الحكومي أو الخاص الموالي لـ«لسيسي» هو «هل سيتم تسليم أحمد منصور إلى السلطات في مصر؟»، وما هي حدود التدخلات الإقليمية المساندة للأمر؟

بعض التغريدات لمغردين إماراتيين جاءت مفعمة بالسخرية ومنهم «عبدالعزيز الخميس» الذي كتب من خلال حسابه على توتير «قريبا ترقبوا....ألمانيا عند البعض: دولة ديكتاتورية تساند الإنقلاب وتعادي الإسلام وتقف ضد العرب والمسلمين.. قاطعوا المنتجات الألمانية» في سخرية من استنكار الفريق المنتقد للموقف الألماني.

أما حساب «مجتهد» فكتب عبر «تويتر» أيضا «مصدر سعودي مطلع.. اعتقال أحمد منصور في ألمانيا ليس مرتبطا بمصر.. سلطات ألمانيا مجتهدة في إبقائه تحت الاستجواب لأطول مدة وبأي حيلة قانونية ممكنة».

الكاتبة الكويتية «فجر السعيد» المقربة من نظامي المخلوع «مبارك»، و«السيسي» سخرت من «أحمد منصور»، وكتبت عبر «تويتر»: «لو كان أحمد منصور مواطنا قطريا، لاستطاعت قطر إنقاذه من حجز ألمانيا، ولكن كونه مواطن مصري ما زال يحمل الجنسية المصرية فليس أمامه إلا مصر».

الشماتة استمرت مع رجل الأعمال القبطي «نجيب ساويرس»، والذي قال في تغريدة: «لما نشوف يا عم قطر هتعملك إيه؟»، وتحولت الشماتة إلى وصلة سباب من الإعلام المصري قادها «عمرو أديب» حيث قال معلقا على احتجاز «أحمد منصور» بأنه «يعد بمثابة فض بكارة للإخوان، وليس مهما بعد ذلك تسليم منصور أم لا، المهم هو أن الإخوان أصبحوا الآن مطاردين ولن يستطيعوا، من الآن فصاعدا، التحرك بحريتهم والتنقل بين العواصم الغربية للتظاهر ضد النظام المصري وإفساد زيارات السيسي وإحراجه».

«الإعدام» يحول بين «منصور» ومصر

وفي خضم التوقعات والتكهنات، أعلن الألماني «فضلي آلتن» محامي «منصور» أن السلطات القضائية رفضت الإفراج عن موكله بكفالة.

وأكد متحدث باسم المدعي العام في برلين أنه يتعين بقاء «منصور» في الحجز، وقال إنه سيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل في وقت لاحق اليوم الإثنين، فيما نظم سياسيون وصحافيون احتجاجات في ألمانيا تحسبا لاحتمال تسليمه إلى مصر.

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزير خارجية ألمانيا ردا على سؤال صحافي: «ألمانيا لن ترحل أحدا يمكن أن يواجه عقوبة الإعدام»، وجاء هذا فيما يتعلق بترحيل «أحمد منصور» إلى مصر.

من جانبها، كشفت تقارير إعلامية غربية عن مفاجأة في القضية، وأشارت تلك التقارير إلى أن حكومة المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» هي التي ستحسم مصير «منصور»، سواء بالموافقة على تسليمه إلى مصر أو رفض مذكرة التوقيف المصرية بحقه، ومن المقرر أن يصدر قاضي محكمة العدالة في برلين حكمه على «منصور» خلال الأسبوع الجاري، إلا أن الحكومة الألمانية التي ترأسها «ميركل» تمتلك حق النقض «الفيتو» على قرار المحكمة.

انتفاضة مؤيدة لـ«أحمد منصور»

بمختلف الوسائل السلمية والتصعيد الإلكتروني عبر مناصرو قضية «أحمد منصور»، وفي جلهم من المعارضين للانقلاب في مصر، عن امتعاضهم من الإجراء الألماني من خلال حملة للتوقيعات تطالب المستشارة الألمانية «ميركل» بإطلاق «منصور»، إضافة لتنظيم اعتصام أمام مقر التحقيق مع «منصور» في برلين، كما تصدر هاشتاج «#أحمد_منصور» وهاشتاج «#توقيف أحمد منصور» المتابعات على مواقع التواصل الاجتماعي، وشهد آلاف المشاركات التي تطالب بالإفراج عنه.

وكان العلامة «يوسف القرضاوي» رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأحد المحكوم عليهم في قضايا مشابهة لقضية مذيع الجزيرة في مقدمة المغردين وكتب على توتير:«أمن أجل حفنة دولارات تبيع الدول الكبرى شرفها وقيمها ومبادئها؟! أي حضارة هذه التي يبشرون العالم بها؟»، وأضاف:«هل تستعيد ألمانيا نازيتها بتوقيف الإعلامي أحمد منصور، ومساندة النازي الانقلابي المصري؟».

أما نائب الاتحاد « د. علي القره داغي» فغرد بدوره قائلا: «#توقيف_أحمد_منصور بتهمة الاغتصاب والسرقة والقتل.. والذي اغتصب السلطة وسرق البلد واغتصب الشريفات هو من أصدر هذا الحكم الجائر الباطل»، وطالب «القره داغي» الإنتربول بـ «تجميد عضوية الدول التي تحدث بها انقلابات عسكرية حتى لا تتحول أحكام قضاء تلك البلاد لسيف مسلط على رقاب الشرفاء».

وفسر «د. حاكم المطيري» مؤسس حزب الأمة في الكويت في تعليقه على تويتر «اعتقال أحمد منصور في ألمانيا التي استقبلت السيسي قبل أيام رسالة بأن الغرب الاستعماري مع الطغاة في مواجهة الربيع العربي».

فيما ربط الصحافي السعودي «أحمد بن راشد بن سعيد» في سلسلة تغريدات بين اعتقال ألمانيا لـ«أحمد منصور» ومن قبل اعتقال أسبانيا لـ«تيسير علوني» وقال: «يؤكد اعتقال #أحمد_منصور (كما أكد اعتقال أسبانيا الصحفي تيسير علوني من قبل) أن شعارات الحرية والحقوق تتوارى عندما يكون المسلم والعربي طرفا»، وتابع «اعتقال #أحمد_منصور ليس اختبارا لليبروفاشي العربي، فهو مجرد بوق؛ إنه اختبار لحرية التعبير التي (سلخ) الغرب المسلمين بسببها بعد #شارلي_إبدو»، وأضاف :«العار ليس على #السيسي في اعتقال #أحمد_منصور، فهو غارق في خزيه، لكن العار على ديموقراطية كألمانيا تتصاغر من أجل هواها الصهيوني فتتصرف كعصابة».

فيما علق المستشار «وليد شرابي» القاضي المصري المناهض للانقلاب في مصر قائلا: «توقيف الاعلامي #أحمد_منصور يفضح ذمم مالية فاسدة داخل مؤسسات أمنية دولية، واهم من يظن أن مصر هي التي تدفع تلك الرشاوي»، وكتب القطري «حمد الهاجري» رده على الاعتقال في تغريدة استفهامية خبرية قائلا: «كيف تم منح الرجل تأشيرة دخول صحيحة ومن ثم بعد عودته تم القبض عليه في المطار، هل هذه ديموقراطيتهم وحريتهم؟».

إعلاميو «الجزيرة» يؤازرون

زملاء «أحمد منصور» في قناة «الجزيرة» الفضائية لاسيما أصحاب الرأي منهم أدلى كل منهم بدلوه ومنهم الإعلامي «أيمن عزام» مذيع «الجزيرة مباشر مصر» حيث كتب تغريدة قال فيها: «سيخرج أحمد منصور من هذة الأزمة وسيتضاءل السيسي أكثر دوليا بتلفيقه التهم الجنائية للصحافيين وسيلاحق العار ميركل في ألمانيا».

ووصف زميله السوري «دـ أحمد موفق زيدان» مراسل «الجزيرة» بباكستان الإجراءالألماني بأن:«أنظمة استبدادية لا تفكر إلا بما تمارسه بحق شعوبها يتهم قضاء #السيسي  الزميل #أحمد_منصور بما هم أحق به، اغتصاب سلطة وسرقة ونهب شعوب وأمة» ، وتابع في تغريدة أخرى «اعتقال احمد منصور بدولة كألمانيا فضيحة لها وانبطاح كامل أمام الطغاة لا يزالون يتعاملون بعقلية الاحتلال فاتكم قطار الشعوب الثائرة».

وأكد «زيدان» أن «ما حصل في ألمانيا للزميل والأخ #أحمد_منصور أكد العلاقة المتعدية بين الاستبداد الداخلي والاستعمار الخارجي»، وعلق الإعلامي السعودي «علي الظفيري»: «لا يليق بألمانيا إيقاف الزميل أحمد منصور وهو صحفي، فيما تستقبل من ارتكب الجرائم في حق شعبه وانتهك كل القوانين والأعراف»، أما مذيع الجزيرة «جمال ريان» فقاد دعوة عبر حسابه للأحرار في ألمانيا للمشاركة في الحملة الدولية للمطالبة بإطلاق سراح زميله مذيع الجزيرة، وأن «النتيجة ستكون على مكتب ميركل بعد ساعات»، فيما اعتبر «زين العابدين توفيق» توقيف «أحمد منصور» بأنه أمر غريب قائلا: «من الغريب ان يوقف أحمد منصور في ألمانيا ويخرج منها القاتل الأكبر الذي يحكم مصر والمحرض الأكبر على القتل أحمد موسى، عدالة دولية عرجاء».

  كلمات مفتاحية

احتجاز أحمد منصور السيسي ألمانيا ميركل

متظاهرون في ألمانيا يطالبون بإطلاق سراح الإعلامي «أحمد منصور»

استمرار احتجاز الإعلامي «أحمد منصور» .. ودعوات لألمانيا ألا تتحول أداة في حملة القمع

«أردوغان» ينتقد توقيف ألمانيا لـ«أحمد منصور» .. وخبير قانوني يستبعد تسليمه لمصر

محامي «أحمد منصور»: السلطات القضائية بألمانيا رفضت الإفراج عنه بكفالة

السلطات الألمانية تطلق سراح «أحمد منصور» دون توجيه أي تهم

صحفي الجزيرة «أحمد منصور» يعتزم زيارة تركيا ولقاء «أردوغان»

«أحمد منصور»: أخشى أن يكون نظام «السيسي» صدر شيئا من استبداديته لألمانيا

«هيومن رايتس ووتش» تطالب ألمانيا بالتحقيق في احتجاز «أحمد منصور»

والد خطيبة أحمد منصور السابقة ينفي رفع ابنته قضية ضده