هجمات أرامكو تصيب أسواق النفط بالاضطراب ودول العالم تبحث بدائل

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 10:01 ص

أظهرت أسواق النفط اضطرابا بعد الهجمات التي تعرضت لها شركة "أرامكو" السعودية، حيث بحثت شركات التكرير في آسيا، المستهلك الكبير للخام، عن إمدادات بديلة، بينما كثف منتجو الخام الأمريكيون جهود التصدير، وحاولت السعودية تدبير منتجات مكررة.

وصعدت أسعار الخام نحو 20% يوم الإثنين بعد أن خفضت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، الإنتاج بمنشآتها في بقيق وخريص 5.7 ملايين برميل يوميا، بما يعادل نصف إنتاج المملكة، عقب هجوم السبت، بينما لم يتضح حتى الآن متى يُستأنف الإنتاج.

وفي حين تملك معظم الدول مخزونا وفيرا يسمح بتلبية المتطلبات الفورية، فإن الشركات تضع بالفعل خطط الشحنات لأسابيع وأشهر مقبلة من أجل تعويض نقص في الخام الخفيف والمنتجات المكررة، حسبما نقلت "رويترز" عن متعاملين في السوق.

ويشكل فاقد إنتاج النفط الخام السعودي نحو 5% من المعروض العالمي، وقال المحللون في شركة الأبحاث الاستشارية "برنستاين" إن جانبا كبيرا من صادرات النفط السعودية يستهدف الصين، التي تأخذ حوالي 1.7 ملايين برميل يوميا، أو نحو 25% من صادرات المملكة.

وبحسب وكيل ملاحي، زاد نشاط حجز السفن وأسعار إيجارها للشحنات القادمة من الساحل الأمريكي على خليج المكسيك مطلع الأسبوع ويوم الإثنين.

ويشهد الخام الأمريكي الحاضر بامتداد خليج المكسيك، والذي يمكن تصديره بسهولة، طلبا قويا، لترتفع العلاوات السعرية إلى مستويات غير مسبوقة منذ يونيو/حزيران لبعض الأصناف.

وقال "فيل فلين" المحلل لدى "برايس فيوتشرز جروب" في شيكاغو: "نافذة تصدير الخام الأمريكي سَتُفتح على مصراعيها.. من المرجح أن ترى كميات قياسية من الصادرات الأمريكية".

وكانت طفرة الإنتاج الصخري سمحت بالفعل للولايات المتحدة بالاقتراب الشديد من السعودية بل وتجاوزها لفترة وجيزة كأكبر مصدر للنفط في العالم في يونيو/حزيران، بعد أن تجاوزت صادرات الخام الأمريكية الثلاثة ملايين برميل يوميا، حسبما ذكرته وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي.

وبوسع شركات التكرير الآسيوية، وهي وجهة رئيسية للخام السعودي، السحب من احتياطيات نفطية استراتيجية إذا اقتضت الضرورة لتغطية واردات تدور بين 30 و220 يوما وفقا للبلد، في حين تكفي إمدادات المنتجات النفطية في الوقت الحالي نظرا لإضافة طاقات تكرير جديدة هذا العام، وفقا للمتعاملين ومصادر في السوق.

وتملك الصين حاليا نحو 325 مليون برميل من النفط في احتياطيها الاستراتيجي، بما يكفي واردات نحو 33 يوما، بحسب تقديرات الصناعة.

ويقول "سينغ ييك تي"، من "سيا إنرجي" الاستشارية إن الخام العربي الخفيف والعربي الخفيف جدا يشكلان نحو ثلث إجمالي واردات الصين من النفط السعودي.

ورغم ذلك، فإن شركات التكرير في الصين لا تبدو قلقة حيال أمن معروض النفط.

وقال مسؤول تنفيذي من تشيجيانغ للبتروكيماويات، إحدى مصفاتين متكاملتين عملاقتين جديدتين في الصين، إن مخزونات النفط الخام "مريحة" بينما تتأهب الشركة لبدء الإنتاج الكامل في مجمعها الجديد البالغة طاقته 400 ألف برميل يوميا في شرق الصين في وقت لاحق من العام الحالي.

وقالت كوريا الجنوبية إنها ستدرس الإفراج عن كميات من النفط من احتياطيها الاستراتيجي إذا تدهور وضع واردات الخام، لكن وزارة الطاقة لا تتوقع أي أثر على تدبير الإمدادات في المدى القصير.

وقالت وزارة النفط الهندية إنها تراقب الوضع عن كثب وإنها تجري محادثات مع شركات التكرير الهندية و"أرامكو" السعودية، وقالت الوزارة إن الشركة السعودية أفادت بأنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات.

وفي حين بوسع مصافي التكرير الحديثة في آسيا أن تعالج الخامات الثقيلة إذا قطعت السعودية صادرات الخامات الخفيفة، فإنها قد لا تكون سريعة أو رخيصة.

وقال متعاملان في النفط السعودي إن ذراع التجارة لـ"أرامكو" السعودية، شركة "أرامكو للتجارة"، تستعلم بالفعل عن استيراد المنتجات المكررة، لكن الأحجام المطلوبة غير واضحة.

وقال متعامل في سنغافورة: "يبحثون (عن المنتجات النفطية) لأنهم يقلصون معدلات التشغيل في بعض المصافي".

وقدرت "إنرجي أسبكتس" لتحليلات الصناعة أن حوالي مليون برميل يوميا من عمليات "أرامكو" السعودية في مجال التكرير قد توقفت لإتاحة الخام المتوسط والثقيل للتصدير، ومن المرجح أن تشتري شركة النفط الوطنية كميات كبيرة من البنزين والديزل وربما زيت الوقود أيضا.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

أسواق النفط شركة أرامكو

وول ستريت جورنال: مسؤولون سعوديون يناقشون تأجيل اكتتاب أرامكو

السعودية تغلق خط أنابيب لنقل النفط للبحرين بعد قصف أرامكو

انخفاض أسعار النفط مع تقييم السوق للإمدادات بعد هجمات أرامكو

هجمات السعودية فرصة للقضاء على فائض معروض النفط العالمي

عبدالعزيز بن سلمان يكشف تفاصيل حول هجمات أرامكو.. الثلاثاء

العاهل السعودي يؤكد القدرة على التعامل مع استهداف منشآت النفط

السعودية: نمو اقتصادنا في 2019 لن يبعد عن توقع صندوق النقد

تراجع أسعار النفط بعد توقعات بعودة الإنتاج السعودي قريبا

كم تمتلك السعودية من النفط وأين تخزنه؟

روسيا تعرض أسلحة مضادة للدرون على شركاء بالشرق الأوسط