قال «جوزيف بلاتر» الذي أعلن الشهر الماضي عن قراره بالاستقاله، من رئاسة، الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، إن الرئيس الفرنسي الأسبق «نيكولا ساركوزي»، ونظيره الألماني الأسبق «كريستيان فولف»، حاولا التدخل لصالح اختيار قطر لاستضافة مونديال 2022 بسبب المصالح الاقتصادية المشتركة.

وفي تصريحات لصحيفة «فيلت آم سونتاغ»، الألمانية أمس الأحد، أوضح «بلاتر»: «سياسيان تدخلا قبل اختيار روسيا وقطر، السيد ساركوزي والسيد فولف حاولا التأثير في الناخبين، لهذا السبب لدينا الآن كأس عالم في قطر، هؤلاء الذين اتخذوا القرار عليهم أن يتحملوا المسؤولية».

وفي وقت سابق، نفى «فولف» و«ساركوزي» محاولة التأثير في أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا التي اختارت روسيا وقطر، ولم يكشف الألماني «فرانز بيكنباور» العضو التنفيذي السابق بالفيفا عن هوية الدولة التي صوت لها لاستضافة المونديال، ووفقا للفيفا لم يصوت «بلاتر» لصالح قطر.

واستطرد «بلاتر»: «ليس لديّ ما أخشاه على المستوى الشخصي، فقط انظروا إلى جميع الشركات الألمانية التي بدأت بمشاريع خاصة بها في قطر منذ حصولها على حق استضافة المونديال، شركات مثل دويتشه وهوكتيف».

وتتناقض تصريحات «بلاتر» الأخيرة مع ما أعلنه في وقت سابق، حين أكد أن قطر نالت شرف تنظيم مونديال 2022 بشفافية واستحقاق.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خلال احتفالية لأكاديمية اللجنة الرياضية بمدينة زيورخ، وصف «بلاتر» الاتهامات والانتقادات التي تستهدف قطر وتتعرض لها باستمرار بأنها لا تعدو كونها مجرد دخان في الهواء واتهامات لم يتسن تأكيدها ولم توجد الأدلة والبراهين التي تدعم هذه الإدعاءات حتى الآن على أرض الواقع، كما أشاد «بلاتر» بالمساعي والجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في هذا الاتجاه، وأضاف أن قطر تسعى لبناء منشآت حديثة ومتقدمة.

وفي حديث سابق له أمام مسؤولين كرويين أفارقة في ساو باولو بالبرازيل، قال «بلاتر»: «هناك عاصفة موجهة إلى الاتحاد الدولي حول دورة كأس العالم في قطر، ومع شديد الأسف هناك قدر كبير من التمييز والعنصرية».

يذكر أن «بلاتر» لم يحضر نهائى مونديال الشباب تحت 20 عاما فى نيوزلندا ونفس الشيء بالنسبة لنهائى مونديال السيدات فى كندا، الذى توجت به الولايات المتحدة أمس بعد تغلبها على اليابان.

كما لم يغادر «بلاتر» سويسرا منذ إعلانه الشهر الماضي عن قراره بالاستقالة من رئاسة الفيفا، بسبب التحقيقات الجنائية فى فضيحة الفساد التى ضربت الفيفا مؤخرا.

وأسفرت التحقيقات الأمريكية بشأن فساد الفيفا عن اعتقال سبعة من مسئولى الفيفا بينهم نائبين للرئيس، فى زيوريخ قبل أقل من شهرين.

وقال «بلاتر»: «لن ارتكب أى مخاطرة فى السفر طالما لم تحسم كل الأمور».

وتم انتخاب «بلاتر» رئيسا للفيفا فى ولاية خامسة بعد يومين فقط من حملة الاعتقالات، لكنه أعلن فى الثانى من يونيو/حزيران الماضى أنه سيستقيل خلال الكونجرس الاستثنائى للفيفا فى نهاية العام الجارى أو بداية العام المقبل، قبل أن يلمح إلى إمكانية العدول عن رأيه والبقاء فى منصبه.

وتحقق السلطات السويسرية أيضا فى المسار الذى اتبعه الفيفا فى التصويت لصالح روسيا وقطر لاستضافة مونديال 2018 و2022، بينما تنفي الدولتان ضلوعهما في أي مخالفة أثناء ترشح كل منهما لاستضافة البطولة. كما أكد «سكالا» بأنه لم يطلع على أي أدلة عن الفساد.

وأعلن «فيفا» الشهر الماضي، أنه لا يملك مسوغا قانونيا لتجريد روسيا وقطر من كأسي العالم 2018 و2022 على التوالي.

وقال «الاتحاد الدولي» في بيان سابق: «منحت كل من روسيا وقطر استضافة كأسي العالم 2018 و2022 بتصويت ديموقراطي من قبل أعضاء اللجنة التنفيذية. واستناداً إلى آراء الخبراء في هذا المجال والحقائق المتاحة، فإن فيفا لا يملك المسوغ القانوني لسحب تنظيم كأس العالم من روسيا وقطر».