على غير المعتاد في السنوات الأخيرة، يبدو أن صيف هذا العام لن يكون سعيدا لدى الشبان الخليجيين الأثرياء الذين يزحمون منطقة الـ«ويست إيند» بسياراتهم الفارهة، التي تثير استياء اللندنيين ودهشتهم أيضا.

فقد ذكرت صحيفة «صانداي تلغراف» أمس أن مسؤولي بلدية كنزينغتون وتشيلسي يزمعون إصدار تشريع يعتبر الدعس على دواسة البنزين في أي سيارة متوقفة، و«التفحيط» بها، ورفع صوت جهاز الموسيقى في السيارة «جريمة جنائية» وليس مجرد مخالفة.

التشريع المرتقب يشمل توجيه تهمة ارتكاب «مخالفة غير قانونية» إلى السائق في حال ترك محرك السيارة عاملاً أثناء توقفها، وكذلك إذا استخدم البوق، وفق الصحيفة.

وخلال السنوات الأخيرة، أصبح مشهدا مألوفا في منطقة نايسبريدج، خصوصاً أمام وفي محيط متجر هارودز، أن ترى سيارات الخليجيين الفارهة، بعضها مغطى بالكريستال أو الذهب، ولا يقل ثمن أي منها عن مليون جنيه إسترليني.

من جانبها أوضحت صحيفة «التلغراف» البريطانية، أنها اطلعت على وثائق تؤكد أن بلدية كينزنغتون وتشيلسي تعتزم إصدار «أمر حماية الأماكن العامة»، وفرضه على مساحة واسعة من منطقة نايتسبريدج التي تضم متجر هارودز والشوارع المحيطة به.

ويشمل الأمر 11 مخالفة تم تحويلها إلى «جريمة جنائية»، ومنها السير في قوافل، وتعطيل الشوارع، وفق صحيفة الحياة اللندنية التي تناولت القضية في عددها الصادر اليوم.

وأعلنت بلدية كينزنغتون وتشيلسي، الجمعة الماضية، أنها طرحت الأمر للتشاور حتى سبتمبر/أيلول المقبل، وهو الموعد المحدد لتطبيقه، وفي حال مخالفة نصوصه تفرض غرامات، وتوجه اتهامات جنائية، ويمكن للشرطة أن تحتجز السيارة.

يشار الى أن أعدادا كبيرة من السياح العرب يقصدون لندن سنويا، فضلا عن أعداد كبيرة من الطلبة الخليجيين المقيمين على مدار العام والذين يستقبلون ذويهم في زيارات متواصلة بين الحين والآخر.

وكانت صحيفة الأنباء الكويتية، قد نشرت تقريرا في أغسطس/آب الماضي، جاء فيه أن «تكلفة شحن السيارة الفارهة الواحدة من الخليج إلى لندن، على متن طائرات الشحن المستأجرة مع التأمين قد تصل الى 20 ألف جنيه استرليني (نحو 33 ألف دولار)».

وجاء في التقرير أن «الأثرياء العرب المستهترون يعتبرون هذا المبلغ تافها، وهم يدفعونه بينما يشعرون بالسعادة لإنفاق هذه الثروة الصغيرة».

وفى مقالة له نشرتها صحيفة الحياة اللندنية منذ عامين، انتقد الكاتب السعودي «ممدوح المهيني» سيارات الخليجيين فى لندن و باريس وقال فيها  إن «هذه الصورة من البذخ المفرط الملفتة في السنوات الأخيرة أصبحت مخجلة لصورتنا العامة. أحيانا تصل المسألة لدرجة استفزازية يعبر عنها الخبر الذي يقول إن أحد هؤلاء قام بشراء سيارة مصنوعة من الفخار بالكامل وكلفته ما يقارن مليوني يورو. وبالرغم من هذا المبلغ الضخم فإن السيارة قابلة للتحطم مع أبسط خدش».

فيما قالت «بي بي سي»، في تقرير لها قبل أشهر، إن «بعض مشاهد الغنى الفاحش التي يجلبها بعض السياح الخليجيين لأرقى الأحياء في لندن تصبح مثيرة حتى لسكان لندن المعتادين على مثل هذه المظاهر، حيث وتجوب عشرات السيارات الفاخرة والنادرة شوارع أحياء نايتسبريدج وكانسيكتنغ شحنت خصيصاً من الإمارات والكويت وقطر والسعودية لفترة الصيف فقط، لكن حضور هذه الشريحة من الأغنياء توفر فرصاً ذهبية للمحلات التجارية في لندن في وقت تعاني فيه بريطانيا من أسوأ ركود اقتصادي منذ عقود».