قال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو» إن الغارات الجوية التركية ضد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» والانفصاليين الأكراد قد تغير قواعد اللعبة في المنطقة.
وشدد «أوغلو» على أنه ليس لدى تركيا خطط لإرسال قوات برية إلى سوريا، وأن الغارات الجوية تهدف إلى دعم المعارضين المعتدلين الذين يقاتلون تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقد قصفت المقاتلات التركية أمس الأحد مرة ثانية معسكرات تابعة لـ«حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وسيعقد «حلف شمال الأطلسي» (الناتو) اجتماعا طارئا لمناقشة الوضع في تركيا بناء على طلب الحكومة التركية.
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي الجنرال «ينيس شتولتينبرغ» إن الطلب التركي استند إلى الفصل الرابع من ميثاق «الناتو» الذي يسمح لأعضائه طلب مثل هذه الاجتماعات إذا تهدد أمنهم أو وحدة أراضيهم.
وأضاف «عندما طلبت تركيا مثل هذا الاجتماع، اعتقد من الصواب جدا والوقت مناسب جدا لعقد اجتماع يتدارس فيه الاضطراب وعدم الاستقرار الذي نراه في سوريا والعراق والمناطق المحيطة والقريبة من حدود الناتو في تركيا».
وقال «شتولتينبرغ» إنه قد تحدث مع رئيس الوزراء التركي قبل يومين، معبرا له عن تعازيه بالأرواح التي سقطت في الانفجار الأخير الذي وقع في ولاية سروج على الحدود مع سوريا وعن دعمه الإجرءات التركية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال «أوغلو» في اجتماع مع رؤساء تحرير صحف تركية، ثمة الآن أوضاع جديدة في الصراع في المنطقة بعد العمل العسكري التركي الأخير.
ونقلت صحيفة «حريت» التركية عن «داود أوغلو» قوله إن «حضور تركيا، التي يمكن أن تستخدم قواتها بفاعلية، يمكن أن يؤدي إلى نتائج تغير اللعبة في سوريا والعراق وفي عموم المنطقة، ويجب أن يرى الجميع ذلك».
وأضاف أن «وحدات حماية الشعب الكردية» السورية يمكن أن يكون لها مكان في «سوريا الجديدة» إذا لم تزعج تركيا وقطعت كل علاقاتها مع إدارة رئيس النظام السوري «بشار الأسد» وتعاونت مع قوى المعارضة.
وأوضح «أوغلو» أنه على الرغم من أن الخلافات مع الولايات المتحدة حول بعض أوجه السياسات تجاه سوريا، فإن هناك أرضية مشتركة كافية للتوصل إلى اتفاق لفتح القواعد الجوية التركية، مضيفا أن على الدول الأخرى تقييم ومراجعة مواقعها طبقا لذلك.
وقد أدت الغارات التركية على مواقع «حزب العمال الكردستاني» إلى إنهاء عامين من الهدنة بين الجانبين.
وقد شنت الطائرات التركية موجة جديدة من الغارات أمس الأحد على مواقع «حزب العمال الكردستاني» في شمالي العراق، ونقلت «وكالة فرانس برس» عن متحدث باسم الحزب قوله إن الطائرات قصفت موقعين، أحدهما إلى الشمال من دهوك والآخر إلى الشمال من أربيل.
وكان الجيش التركي أعلن أن مسلحين أكراد قتلوا اثنين من جنوده في تفجير لقنبلة زرعت في طريق دورية عسكرية قرب ديار بكر ذات الغالبية الكردية بجنوب شرقي تركيا ليلة السبت الأحد.
وأضاف الجيش التركي في بيان أصدره أمس الأحد أن المسلحين الأكراد أطلقوا نيران رشاشاتهم على الدورية العسكرية التركية ما أسفر عن إصابة أربعة من الجنود أيضا.
وكانت السلطات التركية شنت في الأيام الأخيرة حملة دهم أسفرت عن اعتقال المئات من المشتبه في دعمهم تنظيم «الدولة الإسلامية» و«حزب العمال الكردستاني».
كما تواصلت مظاهرات الاحتجاج والاشتباكات مع الشرطة في حي غيزي بإسطنبول لليوم الثالث في أعقاب مقتل فتاة ناشطة خلال عملية دهم قامت بها القوات الأمنية التركية الجمعة الماضي.
من جهتها، حضت الولايات المتحدة كلا من تركيا و«حزب العمال الكردستاني» على تجنب العنف، لكنها شددت على حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد هجمات المتمردين الأكراد.
يشار إلى أن تركيا التي ظلت عضوا مترددا في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، اتخذت الأسبوع الماضي خطوة كبيرة بإتاحتها قواعدها العسكرية للتحالف والموافقة على شن غارات على كل من تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا ومقاتلي «حزب العمال الكردستاني» في العراق.