قال الباحث بـ«مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور «سامح راشد»، إن تصريحات الدكتور «محمد غنيم» عضو المجلس الاستشاري العلمي للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» والتي أكد فيها أن المصالحة مع جماعة «الإخوان المسلمين» ستأتي بشروط طالما أكد عليها النظام في عدة مناسبات، قال إنها ليست عرضا حقيقيا بقدر ما تعتبر جسا لنبض الرأي العام، لأن مصالحة النظام مع خصومه مستحيلة.
واستند «راشد» في استبعاده للمصالحة إلى أنها تناقض مسوغ وجود النظام، حيث بنى شرعيته على التخويف من جماعة «الإخوان المسلمين»، ولا يمكن أن يواجه الرأي العام ببسط اليد لهم، وفق تصوره.
وبحسب «راشد» فإنه ما دام منطق المصالحة يفرض التلاقي عند كلمة سواء فإن من يتابع الشأن المصري لا يرى أي أفق للتسوية، لأن النظام يرفض تقديم أي تنازلات ويسير باتجاه المزيد من التضييق على الحريات.
وأضاف «راشد» أنه لم يلاحظ تعرض «السيسي» لأي ضغوط من الخارج باتجاه التوصل لتسوية مع المعارضين، رغم تعويل البعض على القوى الإقليمية والدولية في إنجاز مصالحة وطنية بمصر.
وأشار «راشد» إلى أن العلاقات المصرية السعودية حتى هذه اللحظة يعتريها الفتور، قائلا: «ربما وقف المساعدات، لكن ذلك لا يمس جوهر الأزمة السياسية بين النظام وخصومه في مصر».
وعلى الصعيد الدولي، استبعد «راشد» أن تضغط واشنطن على القاهرة في هذا الاتجاه بالنظر إلى تنامي تمتين العلاقات بين الجانبين، بدليل استئناف حوارهما الاستراتيجي اليوم الأحد بعد توقفه لأكثر من 16 عاما وذلك خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» للقاهرة اليوم والتي التقى فيها بنظيره المصري «سامح شكري»، حيث أكد أن مصر تعلب دورا استراتيجيا في المنطقة ولا يمكن أن يكون هناك بديل لها.
وقال «كيري» إن مصر دفعت ثمنا باهظا لمكافحة التطرف، مؤكدا استمرار تقديم الدعم والتدريب لقدرات مصر العسكرية من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف، ومشددا على مصر تلعب دورا رئيسيا في المنطقة وفي القضايا الدولية.