التقى وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» نظيره المصري «سامح شكري» في القاهرة وصرَح «كيري» قبل مغادرته للقاهرة أنَ مصر لن تستطيع الوقوف بوجه الإرهاب ما لم تحترم حقوق الإنسان وعليها أن تبني جسرا من الثقة المتبادلة بينها وبين الشعب، وأخبر «كيري» نظيره المصري أنً الولايات المتحدة سوف تستأنف مناورات النجم الساطع التى علقها الرئيس «أوباما» في أغسطس/آب 2013 بسبب انشغال الجيش المصري في التصدي لمؤيدي الرئيس المعزول «محمد مرسي» وملاحقتهم.

وناقش الطرفان عودة التعاون الأمني والعسكري بين البلدين واستعداد الولايات المتحدة لدعم مصر من أجل تأمين حدودها مع ليبيا. ومع وصول «كيري» للقاهرة يوم السبت وصلت ثماني طائرات من  طراز F16 أمريكية الصنع لسلاح الجو المصري.

وفي لقاء جمع «جون كيري» مع الرئيس المصري، أكد «كيري» أن الرئيس الأمريكي «أوباما» اتخذ قراراً بإعادة المساعدات الأمريكية لمصر وقرر منحها مائة مليون دولار سنوياً. ورافق «كيري» في زيارته فريق من خبراء الاقتصاد والأمن وحقوق الإنسان  وكان هذا أول حوار عالي المستوى بين مصر و أمريكا منذ 2009.

وفي الأثناء التي يلتقي فيها الجانبان أجلت محكمة مصرية البث في الحكم على ثلاثة صحفيين عاملين في شبكة الجزيرة الإنجليزية وعدد آخر من المتظاهرين الذين اعتقلوا في نهاية 2013 حيث اتهموا بزعزعة الاستقرار في البلاد إذ لم تقدم المحكمة أي دليل ضد أي أحد منهم.

هذا ودافع «سامح شكري» عن بلاده  بشدة مؤكداً على أنَ مصر تحاول التوازن بين الحفاظ على أمنها وحماية حقوق الإنسان.  وجاءت زيارة «كيري» مع تزايد حدة القلق بشأن تصاعد العمليات المسلحة ونشاط تنظيم «الدولة الإسلامية» وتنظيمات إسلامية أخرى في سيناء وليبيا.

وتفرض حكومة «السيسي» قيوداً أمنية مشددة مع القيام بعمليات عسكرية  ضد أهداف لـ«داعش» وأماكن تشتبه أنها مخابئ للجماعات المسلحة في شمال سيناء مع قطع معظم الاتصالات في النهار وفرض حظراً للتجوال ليلاً، ومع ذلك فلم تنجح حكومة «عبد الفتاح السيسي» في القضاء على هذه الجماعات المتحصنة في الجبال ففي نهاية يونيو/حزيران قام مسلحون باغتيال المدعي العام المصري عبر قنبلة تمَ التحكم بها عن بعد. ناهيك عن مهاجمة أكثر من 12 نقطة تفتيش للجيش المصري حول مدينة الشيخ زويد وحدها وقامت الجماعات المسلحة بضرب زورق للبحرية المصرية بصاروخ من الساحل. 

وتتزايد الأصوات الداعية إلى ضرورة إرساء الديمقراطية في مصر حيث قال عدد كبير من العاملين في مجال حقوق الإنسان الأمريكيين أنَ سجل «السيسي» الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان يعرقل الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب. وهذا ما دفع ستة أعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكيين بإرسال كتاب يحث «كيري» على تناول قضية حقوق الإنسان كهدف وركيزة أساسية لزيارة مصر.

وأكد الأعضاء على أن خنق جميع السبل السلمية والمشروعة أمام المعارضة من شأنه أن يشعل فتيل العنف ويؤجج التطرف والإرهاب مما يؤدي لعدم استقرار البلاد على المدى الطويل.

ووقع على الكتاب كل من الديمقراطي البارز في لجنة العلاقات الخارجية  «بن كاردين» من ولاية ماريلاند، و«ماركو روبيو» من ولاية فلوريدا المرشح الجمهوري للرئاسة و«جون ماكين» عن ولاية أريزونا.