«بلومبرغ»: مصر أهدرت 8 مليار دولار في ”تفريعة القناة“ من أجل الدعاية للسيسي

الخميس 6 أغسطس 2015 12:08 م

وصفت وكالة «بلومبرغ» الاقتصادية الأمريكية، مشروع «توسعة قناة السويس» التي تفتتحها مصر الخميس، في احتفالات أسطورية، بأنها خطوة لن يستفيد منها المصريون وأنها «دعاية للسيسي»، مشيرة لأن توسعة القناة التي تكلفت 8 مليارات دولار «قد لا يحتاجها العالم».

وقالت الشبكة الاخبارية الأمريكية في تقرير بعنوان: «مصر تهدر 8 مليارات دولار على توسعة لقناة السويس قد لا يحتاجها العالم»، أن العالم قد لا يحتاج لمشروع توسعة قناة السويس الذي تتباهى مصر به وكلفها 8 مليارات دولار.

وأشارت أن بناء قناة السويس الأصلية في عام 1869 استغرق 10 سنوات، وأزهق أرواح الآلاف من العمال فيه، وعندما اقترح المخططون مدة 3 سنوات لبناء القناة الجديدة، رفض الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، وأمر بإنجاز المشروع في سنة واحدة فقط لأنه «بالنسبة لقائد الجيش السابق الذي يسعى لتعزيز حكمه، من المستحيل ترك هذه الفرصة الرمزية دون الاستفادة منها» بحسب الوكالة.

وقالت: «ليس من الواضح مدى الفوائد الاقتصادية مما تصفه اللوحات الإعلانية في القاهرة وساحة تايمز سكوير في نيويورك بـ”هدية مصر للعالم“، التي ترفع قدرة قناة السويس، وتُقصِّر مسافة إبحار على السفن طولها 193 كيلومتر تربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط».

ونوهت لأن حفل افتتاح القناة الجديدة المقرر الخميس، والذي يحضره كبار الشخصيات بدءا من الرئيس الفرنسي «فرانسوا أولاند» إلى نائب زعيم كوريا الشمالية «كيم كونج أون»، «يأتي وسط تباطؤ نمو التجارة العالمية الذي يرتبط به عمل القناة».

وقال «رالف يشيشينسكي»، رئيس قسم الأبحاث بمؤسسة «بانشيرو كوستا بروكريج»: «من وجهة نظر صناعة النقل البحري، كانت مبادرة توسيع قناة السويس غريبة بعض الشيء، فلم تكن هناك حاجة ملحة لهذا المشروع على حد علمي».

ولفتت «بلومبرغ» إلى أن الحركة في القناة ليست مزدحمة بما يستدعي هذه التوسعة، قائله: «لم تعمل بكامل طاقتها حتى الآن منذ أن تسببت الأزمة المالية العالمية في هبوط معدل الشحن في عام 2009، وعلى الرغم من ازدياد معدلات الحمولة، فإن السفن التي تستخدم القناة تمثل 20% فقط من سعتها»، مشيره لانخفاض معدل نمو التجارة العالمي، الذي يتوقع صندوق النقد الدولي بلوغه نسبة 3.4% في الفترة ما بين 2007 و2016، مقارنة بنسبة 7% خلال العقد الماضي.

كما أشارت إلي: «تراجع مؤشر البلطيق للشحن الجاف - الذي يقيس معدلات شحن خام الحديد والفحم والحبوب، ويعد مؤشرا للاقتصاد العالمي - إلى أدنى مستوى قياسي بمعدل 509 نقطة في فبراير الماضي، ولا يزال منخفضا بحوالي 90% عن أعلى مستوى قياسي وصل المؤشر له بمعدل 11793 نقطة في عام 2008».

الافتقار إلى تفاصيل

وقالت «ميشيل بيرمان»، رئيسة قسم المخاطر التشغيلية في شركة «بي إم آي ريسيرش» لأبحاث السوق: «في الوقت الراهن، السرعة ليست عاملا رئيسيا لشحن الحاويات وقطاع النقل البحري في القناة»، واعتبرت أن القضية الأكبر هي «الفائض في السفن» مقارنة بالطلب، كما أن السفن الكبيرة المخصصة للربط بين آسيا وأوروبا تفاقم المشكلة.

ونوهت الوكالة بأن الحكومة المصرية «لم تصدر دراسات جدوى» حول كيفية كسب عائدات من القناة الجديدة التي تكلفت استثماراتها 8.2 مليار دولار، حيث قال «مهاب مميش»، رئيس هيئة قناة السويس، إن التوسيع يلبي الطلب في المستقبل، مع توقع مضاعفة حركة المرور إلى 97 سفينة يوميا بحلول العام 2023.

وذكرت وحدة الأبحاث البريطانية «كابيتال ايكونوميكس»، في تقرير الاثنين الماضي، أن حجم التجارة العالمية يحتاج للارتفاع بنحو 9% كل عام لبلوغ حركة المرور في قناة السويس المعدل المأمول، مرجحة عدم التوصل لهذا الهدف.

دعاية للسيسي

وأشار تقرير «بلومبرغ» إلى أن «الرئيس العسكري عبد الفتاح السيسي الذي أصبح رئيسا للبلاد يريد بهذه التوسعة أن يدعم حكمه، ويستفيد من الرمزية التي لا يمكن أن تغيب عن أذهان المصريين بإعلان توسعة قناة السويس».

وقال أن «السيسي» يبحث عن دعم وتثبيت حكمه من خلال القيام بتوسعة قناة السويس، مغدقا أكثر من 8 مليارات دولار على هذا المشروع، متجاهلا مقتل المئات من معارضي حكمه، إضافة إلى اعتقال عشرات الآلاف وإبقائهم في الحكم من أجل إسكات الأصوات المعارضة.

وأشار التقرير لأن عدد السفن التي تعبر من قناة السويس حاليا لا يزال أقل بنسبة 20% عما كان عليه الحال قبل العام 2008، أي قبل الأزمة المالية العالمية، وإن الأرقام والبيانات المتعلقة بالحركة في قناة السويس تعكس تباطؤ النمو في التجارة العالمية.

صحيفة ألمانية: إيرادات «توسعة القناة» تثير الشك

في السايق ذاته، قالت صحيفة «زودفيست بريسه» الألمانية إن ثمة شكوك تتعلق بالإيرادات والاستثمارات التي يمكن لمشروع «توسعة قناة السويس» تحقيقها، مشيره لأن «الأرقام التي يتوقعها المسؤولون حول إيرادات المشروع أمر يبعث على الريبة، إذ لا توجد إلى الآن تحليلات جادة للتأثير الاقتصادي لتفريعة القناة الجديدة».

وقالت ان هناك «علامات استفهام من خبراء حول مدى صعود الإيرادات السنوية لها» رغم الجهود التي بذلت على مدى عام لإنجاز المشروع الجديد، الذي تطلب نقل 258 مليون متر مكعب من الرمال، واستخدام 4500 من مركبات البناء الثقيلة.

وتنتج عائدات قناة السويس من تفاعل معقد بين الاقتصاد العالمي، وحصيلة الشحن وبين سعر الوقود لمحركات الديزل، ورسوم القناة، بحسب الصحيفة الألمانية.

ونقلت عن «شو تشى بين»، المدير الرئيسي في القاهرة لشركة «كوسكو»، الصينية، وهي واحدة من أكبر شركات شحن الحاويات في العالم قوله: «كل شيء يتوقف على معدلات التجارة بين الغرب والشرق وليس على قدرة القناة»، كما الرسوم الحالية للقناة تعتمد على الأسعار السابقة للنفط الخام، والتي كانت تناهز مستوى 100 دولار للبرميل الواحد، ولم تضع في حسبانها الانخفاض المستمر

  كلمات مفتاحية

التفريعة الجديدة لقناة السويس قناة السويس مصر السيسي

«رويترز»: مشروع تفريعة قناة السويس أسبابه السياسية تفوق الاقتصادية

التفريعة الجديدة لقناة السويس .. جدوى غائبة وتقديرات عشوائية للعائدات

«بلومبرغ»: العالم قد لا يحتاج تفريعة لقناة السويس بـ8 مليارات دولار

خبير اقتصادي: مليارا جنيه خسائر تعطيل العمل لافتتاح تفريعة قناة السويس

«الوليد بن طلال» يصل مصر لحضور حفل افتتاح التفريعة الجديدة لـ«قناة السويس»

«موديز»: التفريعة الجديدة لقناة السويس تأثيرها «محدود» على تصنيف مصر الائتماني

مشروع قناة السويس الجديد

«سي إن إن»: قناديل البحر تغزو شواطئ «المتوسط» بعد توسعة قناة السويس

مصر تتفق مع الإمارات والسعودية على تنفيذ مشروعات بـ12 مليار دولار

رويترز: «السيسي» سيشدد قبضته مع وجود البرلمان .. والعمال لا يرون بصيص أمل

مصر.. 100 مليار جنيه لرفع الروح المعنوية للشعب!

عامان من السراب إلا قليلا..!

«الماسة كابيتال» يكشف 3 أمور تجري في مصر

8 سنوات على تفريعة قناة السويس.. ماذا حققت؟ وكيف علق الناشطون؟