تفشى فيروس "كورونا" المستجد في سجن الوثبة الإماراتي، وأصاب نحو 30 معتقلا على الأقل، وسط تحذيرات من الأوضاع السيئة لمعتقلي الرأي، ودعوات بإطلاق سراحهم.
وكشف الناشط الحقوقي "عبدالله الطويل"، عن وجود تفشي لفيروس "كورونا" في سجن الوثبة بالعاصمة أبوظبي، لافتا إلى منع الزيارة مطلقا، ورفع حالة من الطوارئ بالسجن.
ونقل في تغريدة له عبر حسابه بموقع "تويتر"، عن مصدر موثوق، لم يكشف عن هويته، قوله: "هناك إصابات مؤكدة لم تعرف هويتهم بعد".
وأضاف: "من الضروري الآن الضغط من أجل الإفراج عن جميع المعتقلين في الوثبة، كي لا نُفجع بفقدان الكثير".
#عاجل
— عبدالله الطويل (البديل) (@BotawilAbdullah) May 31, 2020
وردني من مصدر موثوق بأن هناك تفشي لفايروس #كورونا في سجن #الوثبة وهناك اصابات مؤكدة لم تعرف هويتهم بعد ..
وتم منع الزيارة مطلقا وحالة من الطوارئ
نتمنى السلامة #معتقلي_الرأي#أحرار_الإمارات#كورونا
ولفت "الطويل" إلى أن "عنبر 9B في سجن الوثبة، المخصص للسجناء على ذمة قضايا سياسية، هو من انتشر فيه الفيروس".
وكشف أن المواطن العماني "عبدالله الشامسي"، هو أحد المحتجزين في هذا العنبر، قبل أن يؤكد إصابته بالفيروس.
#عاجل4
— عبدالله الطويل (البديل) (@BotawilAbdullah) May 31, 2020
عنبر 9B ب #سجن_الوثبة المخصص للسجناء على ذمة قضايا سياسية هو من انتشر فيه الفايروس و #عبدالله_الشامي أحد المحتجزين في هذا العنبر ..
الله سلم أحبابنا يالله #كورونا_يغزو_سجن_الوثبة#أنقذوا_معتقلي_الوثبة
الأمر ذاته، أكدته الناشطة الحقوقية التي تطلق على نفسها اسم "شيخة"، حين غردت بالقول إن إدارة سجن الوثبة لم تُراعِ ولم تهتم بوضع السجناء الصحي، لافتة إلى أن "العدوى (بفيروس كورونا) انتقلت لحوالي 30 من السجناء".
وأضافت: "ربما العدد سيزيد إذا لم يتم توفير العناية التامة لهم".
المُعتقلين بسجن الوثبة تعرضوا لتعذيب وحرمان من التواصل مع ذويهم وادارة السجن لم تُراعي ولم تهتم بوضع السجناء الصحي حيث انتقلت العدوى لحوالي 30 سجين وربما العدد سيزيد اذا لم يتم توفير العناية التامة لهم @UAE_HumanRights @AmnestyAR
— شيخة (@sheikha_q8888) May 31, 2020
وفي تغريدة أخرى، اتهمت "شيخة"، السلطات الإماراتية بالإهمال المتعمد للسجناء، داعية إلى تحرك حقوقي لمتابعة وضعهم الصحي، وتوفير العناية اللازمة لهم.
وأضافت: "وضع عبدالله الشامسي الصحي لا تُلائمه بيئة السجن مطلقًا.. فكيف مع وباء كورونا؟، بات الأمر يستدعي التدخل السريع لسلامته وسلامة البقية".
نتيجة اهمال متعمد لذا لابد من تدخل @UAE_HumanRights لمتابعة وضعهم الصحي وتوفير العناية اللازمة لهم وخاصة ان وضع #عبدالله_الشامسي الصحي لا تُلائمة بيئة السجن مطلقًا فكيف مع وباء كورونا بات الامر يستدعي التدخل السريع لسلامته وسلامة البقيه .
— شيخة (@sheikha_q8888) May 31, 2020
من جانبه، أكد مركز "الإمارات لحقوق الإنسان" (غير حكومي)، إصابة "الشامسي"، بفيروس "كورونا"، في سجن الوثبة.
إصابة المعتقل العماني عبد الله الشامسي بفيروس كورونا في سجن الوثبة بالإمارات#عبدالله_الشامسي #سجن_الوثبة#كورونا https://t.co/KjaKRSgrQX pic.twitter.com/y810O6SFFn
— الإمارات لحقوق الانسان (@UAE_HumanRights) May 31, 2020
قبل أن تؤكد الخبر والدة "الشامسي"، في تغريدة لها، دعت فيها للدعاء له بالشفاء.
دعواتكم ل #عبدالله_الشامسي هو الآن في العزل في سجن الوثبة .. الله يشفيك ولدي https://t.co/24Ut7t5TYk
— أم الموقوف عبدالله الشامسي (@um_abdalla_) May 31, 2020
فيما حذر "الطويل"، أن سجن "الوثبة"، يضم معتقلات تعانين من أمراض صحية، ضاربا المثل بـ"أمينة العبدولي" و"مريم البلوشي".
وقال إن "كلتيهما تعانيان من أمراض صحية، وإن خطر الفيروس يهدد حياتهن".
في الوثبة هناك #أمينة_العبدولي و #مريم_البلوشي كلتاهما تعانيان من أمراض صحية وخطر الفايروس يهدد حياتهم كما يهدد الموقوف #عبدالله_الشامسي .. #أنقذوا_معتقلي_الوثبة #كورونا_يتفشى_في_سجن_الرزين pic.twitter.com/PKCIvSXzlA
— عبدالله الطويل (البديل) (@BotawilAbdullah) May 31, 2020
وسبق أن حذر حقوقيون من تدني الخدمات في السجون الإماراتية، والإهمال الصحي، قبل أن تبدي تخوفا من تكرار مصير "علياء عبدالنور"، التي لقيت حتفها مصابة بالسرطان داخل محبسها.
ويقع سجن الوثبة، على بعد 40 كيلو متراً شرق مدينة أبوظبي، وافتتح رسميا في عام 1982، بطاقة استيعابية تبلغ 5000 نزيل و500 نزيلة، ويضم خليطا من جميع الجنسيات الموجودة في الإمارات.
وتتزايد فرص انتقال عدوى "كورونا" لدى المعتقلين من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، ما قد يتسبب في تدهور أوضاعهم الصحية وربما وفاة بعضهم.
وتحتجز السلطات الإماراتية، المعتقلين في ظروف مزرية وغير صحية، حيث ينتشر الاكتظاظ، ونقص التجهيزات الصحية، والحرمان من الرعاية الطبية، وفق تقارير حقوقية.
وتنقل هذه التقارير عن مصادر، قولها، إن "السجناء لا يحظون برعاية صحية منتظمة، وعليهم الانتظار حتى يزور الطاقم الطبي أقسامهم ليتمكنوا من الإبلاغ عن أي تدهور في الظروف الصحية".
وعلى الرغم من الأزمة العالمية التي سببها تفشي فيروس "كورونا"، فإن الحكومة الإماراتية تتجاهل المناشدات الحقوقية بتحسين ظروف الاحتجاز وتوفير الرعاية الطبية.
وترفض أبوظبي التعاطي بايجابية مع دعوات الإفراج المشروط والملائم عن السجناء، خشية الإصابة بفيروس "كورونا"، وإنهاء الاستخدام المفرط للحبس الاحتياطي، وإطلاق سراح من لديهم أمراض خطيرة، ومن انتهت فترة محكوميتهم، في تجاهل لتداعيات الوباء العالمي، ودون النظر إلى حياة المئات وربما الآلاف، الذين يواجهون السجن والموت في آن واحد.