استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اليمن بين خيارات «الحوثي» ومفاجآت «صالح»

الخميس 27 أغسطس 2015 05:08 ص

بعد خسارة تحالف الحوثي وصالح لمدينة عدن جنوب اليمن، خرج علينا عبدالملك الحوثي ليحدثنا عن «الخيارات الاستراتيجية» التي ستغير سير المعارك في اليمن لصالح «الثورة الإسلامية» في اليمن، التي طالما حدثنا هو وقناة «المسيرة» أنها ستغير وجه المنطقة والعالم. 

كنا نظن أن هذه العقلية الغيبية/اللاهوتية حكر على الجماعات الدينية التي جسدت جماعة الحوثي إحدى أكثرها ثيوقراطية في البلاد، قبل أن يتدخل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ليستعمل اللغة ذاتها وإن بشكل مختلف، من غير المستغرب أن يحدثنا الحوثي عن الخيارات الاستراتيجية الــتي لم يتــحــدث عن طبيــعــتها، وظــلــت وســائل إعلامه تخوض في تفاصيلها، وحضــر إلى قــنــاة «المسيرة» عدد كبير من «المحللين الاســتراتيجيين»، للخــوض في مـــراد الــحــوثي من هــذه الـــخـــيارات، وشــرّقت التحــليلات وغربــت، بما ينم عن عقلية «المثــقــف الانتهــازي»، الذي يبني حول زعماء المليشيات هالة من القداسة الآيديولوجية.

وبعد أيام من خطاب الحوثي عن خياراته الاستراتيجية، توالت انتفاضات المدن اليمنية المختلفة، وخروجها عن سيطرته، وتم خروج مليشياته من الجنوب بشكل تام، ودحرت قواته من مدينة تعز، وتم دحره من عشر مديريات في محافظة إب، وخرجت مديرية عتمة في ذمار المحسوبة عليه، خرجت من تحت سيطرته، وتحركت جبهة أرحب والحيمتين وبني مطر في صنعاء نفسها.

وتمكن الجيش السعودي من الدخول عدة كيلومترات داخل محافظة صعدة، لتتبع منصات إطلاق الهاونات والكاتيوشا على الأراضي السعودية، ودخلت مئات المدرعات من دول التحالف إلى جبهة مأرب، مع آلاف الجنود اليمنيين الذين تم تدريبهم في صحراء العبر اليمنية، أو داخل الأراضي السعودية، وتستعد المقاومة اليوم لمعركة صنعاء، التي إما أن تتداعي من الداخل، أو أن يتم اقتحامها من حزامها القبلي المحيط بها، وبدعم من التحالف وقوات المقاومة الشعبية، فيما لا يزال الحوثي يثرثر في قناة المسيرة عن خياراته الاستراتيجية.

وبعيدا عن الحوثي وخياراته، خرج علينا الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ببيان يوم الأحد يتوعد فيه دول التحالف العربي بـ«مفاجآت» ستنطلق ولن تقف في وجهها «الطائرات أو الدبابات أو الصواريخ أو البوارج»، ولأن صالح رجل عسكري في الأساس، فقد رصع مفاجآته للتحالف على مستوى الخطاب اللغوي بمفردات عسكرية حددها بالمعدات والأجسام العسكرية التي أتى على ذكرها في بيانه، الذي لم يلقه هذه المرة من شاشة تلفزيون، بل كان بيانا مكتوبا، أرسل من مكان ما يختبئ فيه الرجل الذي يتعامل مع الخارج بالعقلية ذاتها التي تعامل بها مع الداخل، وينظر إلى دول التحالف العربي نظرته لأحزاب المعارضة اليمنية، متصورا أن بإمكانه أن يهدد هذه الدول، باللغة ذاتها التي يهدد بها معارضيه في الداخل، أو أن يلوح لها بالعصا الغليظة، كما كان يفعل مع الناصريين والاشتراكيين.

وفي حين جاء الخطاب الذي هدد فيه الحوثي بخياراته الاستراتيجية، بعد خروج عدن من سيطرة الحوثي وصالح، فإن بيان صالح الذي توعد فيه بمفاجآت جاء بعد خروج مدينة تعز من سيطرة قوات هذا التحالف، الذي جلب إلى البلاد الدمار الذي طال كل شيء، لا بد من الإشارة هنا إلى أن القادة العسكريين أو المليشاويين يلجأون إلى تفخيم لغة التخاطب عندما يبدأ العد التنازلي للهزيمة، وقد مضى قبل الحوثي وصالح قادة كبار رصعوا لغتهم في آخر اللحظات بمفردات فخمة، هي أقرب إلى التعويض النفسي منها إلى الواقع.

مثل هذه الخطابات التي يرد فيها التهديد بـ«الخيارات الاستراتيجية والمفاجآت»، تأتي في الغالب لرأب صدوع الجبهة الداخلية التي بدأت تتداعى، ولشد عزيمة المقاتلين الذين بدأ اليأس يدب إلى نفوسهم، مع تهاوي أحلام السيطرة المليشاوية على البلاد، كما أنها تمثل جانبا من التعويض النفسي لمن يرسلها بعد الانتكاسات المتوالية لفريقه، وكما يلجأ الشعراء إلى اللغة للتعويض عن مرارة الواقع الذي يعيشونه، يلجأ القادة المنهزمون إلى مفردات اللغة علهم يجدون فيها شيئا من فخامة لفظية تجبر انكساراتهم المعنوية المتشظية.

وعودة إلى خيارات الحوثي الاستراتيجية، تبين أنها اعتمدت على حشد «المخزون البشري» للزج به في جبهات القتال، من دون غطاء جوي، الأمر الذي أدى إلى خسائر بشرية كبيرة في صفوف المليشيات، إما بالطلعات الجوية للتحالف أو على يد رجال المقاومة على الأرض، كما كان من ضمن خياراته استعمال بعض أساليب حروب العصابات على الحدود مع السعودية، التي يبدو أنها كانت بدائية للغاية، بشكل أشبهت فيه لعبة «الغماية»، مقابل ألعاب إلكترونية تحتاج إلى عقليات أكثر إيقاعا، وتناغما مع منتجات التكنولوجيا.

أما مفاجآت صالح التي وردت في بيانه الأخير، فقد رأيناها الأربعاء عندما اطلقت قوات النخبة في حرسه الجمهوري صاروخ سكود العجوز، الذي نهض كما ينهض الشيخ المتهالك مستهدفا الأراضي السعودية، قبل أن يسقطه صاروخ باتريوت سعودي، من دون أن يصل إلى هدفه.

خلاصة الأمر، صالح والحوثي مغامران، يتمتعان بتفكير صبياني طائش، ولكن مغامراتهما جرت البلاد إلى دمار لم تشهد له اليمن مثيلا في تاريخها.

٭ د. محمد جميح - كاتب يمني

  كلمات مفتاحية

اليمن الحوثيين علي عبدالله صالح السعودية التحالف العربي

«بحاح»: الحوثيون يحتضرون ويدخلون ساعاتهم الأخيرة في تعز

مصادر: سيطرة «القاعدة» على ميناء عدن شائعات وراءها «صالح» والحوثيون

«صالح» يتوعد دول التحالف برد «لا تعرفه» ويصف السعودية بـ«جارة السوء»

حكومة اليمن ترفع سقف مطالبها .. والحوثيون يرفضون «المبادرة العبثية»

الحوثيون وميليشيات «صالح» يدفعون بتعزيزات عسكرية إلى تعز

أنباء عن استسلام عناصر حوثية وكتيبه تابعة لـ«صالح» في مأرب

قيادي حوثي يدعو أنصاره لاعتقال المخلوع «صالح» ويصفه بـ«رأس الأفعى»

لا تفاوض في اليمن قبل استعادة صنعاء

الدولة العميقة في اليمن: رجالات «صالح» .. التحدي الأكبر للشرعية

«علي عبدالله صالح» .. سيرة تدمير اليمن ومقدراته

«الحوثيون» ونسف الحل السلمي

المخلوع «صالح»: لن نركع للسعودية وسندافع عن صنعاء حتى النهاية

خبراء يمنيون: مبادرة «الحوثي- صالح» مراوغة سياسية بتوجيه إيراني

«الحوثي» يدعو أتباعه للانضمام إلى جبهات القتال ضد «غزو التحالف العربي»

من الذي رهن اليمن في بورصة المساومات؟

عن تهريب السلاح لـ«الحوثيين»