أقر «نبيل العربي»، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعجز الجامعة عن حل أزمة اللاجئين السوريين، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء.
جاء ذلك في تصريحات صحفية له، بمقر الجامعة في القاهرة، اليوم الخميس، تعليقاً على مأساة اللاجئين السوريين، التي تجلت، أمس، في صورة مؤلمة تناقلتها وكالات الأنباء العالمية لطفل سوري ألقته المياه على شاطئ منتجع «بودروم» في تركيا؛ بعد أن لقي مصرعه غرقا مع 11 لاجئًا سوريًا آخرين كانوا يحاولون الوصول إلى جزيرة «كوس» اليونانية.
وأعرب «العربي» عن «أسفه الشديد» للحادثة، قبل أن يقر بأن معالجة مشكلة اللاجئين السوريين «أكبر من أن تقوم بها الجامعة».
واعتبر أن «المشكلة الحقيقية للمأساة تكمن في حل المشاكل السياسية في سوريا».
وخلال كلمته أمام أعمال الدورة السادسة والتسعين (96) للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة العربي، اليوم، لفت الأمين العام إلى «أنه رغم وجود مجهود دولي وعربي لحل مشكلة اللاجئين السوريين، لكنه لم يؤد إلى شيء».
وأكد أن ما يعانيه الشعب السوري من تهجير ولجوء ونزوح ومعاناة خارج سوريا وداخلها «يتطلب تضامنًا عربيًا، وإجراءات عملية عاجلة للتخفيف من معاناته بالسعي لوقف القتال والإسهام في توفير متطلبات الإغاثة الإنسانية».
ورأى أن «التطورات والأحداث المتلاحقة التي تمر بها المنطقة العربية وأثرها المباشر على المكتسبات التنموية، تتطلب من المجلس الاقتصادي والاجتماعي جهودًا إضافية لمواجهة الآثار الاجتماعية الناجمة عنها».
وأسفر قمع نظام «بشار الأسد» لثورة شعبية اندلعت ضده في مارس/آذار 2011 عن ملايين من النازحين داخليا واللاجئين إلى الدول المجاورة.
ووفق أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يوليو/تموز الماضي، تجاوز عدد اللاجئين السوريين في الدول المجاورة 4 ملايين لاجئ، وسيصل إلى 4.27 مليون لاجئ بنهاية عام 2015.
ويقيم معظم هؤلاء اللاجئين في لبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا التي تستضيف عددا منهم يفوق عددهم في أي بلد آخر؛ حيث تستضيف 1.8 مليون سوري.
وبجانب هؤلاء اللاجئين، يوجد ما يقرب من 7.6 مليون سوري نازحين داخل سوريا، حسب أرقام مفوضية اللاجئين.
وجراء صعوبات مادية وأوضاع معيشية صعبة يواجهها اللاجئون في الدول التي يتواجدون فيها، خاصة الدول العربية، فإن كثير منهم ينخرط في محاولات للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ما أدى إلى مصرع المئات منهم غرقا.
ولم تسمح دول الاتحاد الأوروبي بدخول أراضيها سوى لعدد 150 ألفا من اللاجئين السوريين، بينما تقدم نحو 270 ألف سوري بطلبات لجوء إلى القارة العجوز.