انتقد موقع «the interpreter»، التابع لمعهد «لوي للسياسية الدولية»، البحثي المستقل بسيدني، استمرار دول الخليج العربي في إغلاق أبوابها أمام اللاجئين السوريين، وعدم توقيع تلك الدول على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين.
وقال الموقع في مقال نشره للباحث «رودجر شاناهان»، أمس الأربعاء، إن مأساة اللاجئين السوريين تتكشف يوميا في أوروبا، التي أعادت تجديد التزامها تجاه هؤلاء اللاجئين، الذين أصبحوا في حالة لا يرثى لها جراء اشتداد الصراع في الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة السورية.
وتساءل الباحث لماذا يتم تقاسم أعباء اللاجئين السوريين من قبل عدد قليل من البلدان فقط ليس من بينهم دول الخليج؟، ولماذا لا تزال دول الخليج الغنية قادرة على إرضاء ضميرها عن طريق التبرع بالمال لوكالات الأمم المتحدة، بجانب التبرع بالأسلحة لمعارضين سوريين، بينما هي في الوقت نفسه ترفض التوقيع على اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين، كما ترفض إعادة توطين لاجئ سوري واحد؟.
وأشار الباحث إلى أن اللاجئين السوريين ليسوا مذنبين، بل هم من سكان المنطقة ويتكلمون نفس اللغة (العربية)، ورغم ذلك تدير لهم دول الخليج ظهرها، في الوقت الذي تفتح أبوابها للملايين من العمالة الأجنبية، لافتا إلى انتقادات منظمة العفو الدولية لعدم استضافة دول الخليج للاجئين السوريين.
وأرفق الموقع مع المقال، جدولا توضيحيا يظهر حجم الأجانب في دول الخليج، والتي تقدر بالملايين في الوقت الذي لم يتم فيه إعادة توطين لاجئ سوري واحد في تلك الدول.
وأوضح الباحث أن سياسات دول الخليج وبعض دول المنطقة الأخرى، حيال اللاجئين السوريين تساهم في تفاقم أزمة هؤلاء اللاجئين.
وعبر الباحث عن استغرابه من استقدام المملكة العربية السعودية نحو 1.5 مليون شخص للعمل في المنازل، وكذلك استقدام البحرين نحو 33 ألف خادمة أجنبية، في الوقت الذي لا يتم فيه السماح لإعادة توطين لاجئ سوري واحد.
وتواجه أوروبا أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية ولم تتوصل حتى الآن لخطة موحدة للتعامل معها، وقتل آلاف الأشخاص الهاربين من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وهم يقومون بالرحلة المحفوفة بالمخاطر برا وبحرا.
وأول أمس الثلاثاء، أغلقت السلطات في المجر محطة قطارات مهمة في العاصمة بودابست مع تدفق مئات المهاجرين الذين يحاولون السفر إلى النمسا وألمانيا.