أجمع باحثون ومحللون غربيون على أن الهدف الرئيسي من اتفاق التطبيع بين الإمارات و(إسرائيل)، ليس القضية الفلسطينية بالاساس، وإنما تشكيل حلف لمواجهة تركيا والقضاء على ما تبقى من ثورات الربيع العربي، التي تخشاها تل أبيب بشدة وتعلم أنها الخطر الرئيسي عليها.
وقال كبيرالمحللين بالمجلس القومي الإيراني الأمريكي والكاتب في عدة صحف ومجلات غربية "سينا توسي"، إن "تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل يتعلق بمواجهة تركيا مثلما إيران".
وفي تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، أضاف أن الاتفاقية تهدف إلى "ترسيخ الأنظمة العربية الاستبدادية.. ذكريات الربيع العربي تطارد (ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد و(ولي عهد السعودية) محمد بن سلمان، وهم ينظرون إلى إسرائيل (والدعم الأمريكي) على أنها شريان الحياة".
The UAE & Israel normalizing relations is as much about counterbalancing Turkey as it is #Iran.
— Sina Toossi (@SinaToossi) August 13, 2020
It is also aimed at cementing the autocratic Arab regimes. Memories of the Arab Spring haunt MbZ & MbS & they view Israel (& the US support it brings) as a lifeline.
من جهته، قال الباحث البارز في معهد دراسات الخليج العربي (بواشنطن)، والكاتب والمحلل السياسي في عدة صحف غربية "حسن إبيش"، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي "ليس له علاقة بإيران، .. الكلمة التي تلخص كل ما حدث هي تركيا".
وأشار في حديثه لـ"ناشيونال إنترست"، أن توتر العلاقات بين بين الإمارات وتركيا على خلفية الربيع العربي هي سبب هذا الاتفاق.
وأضاف أنه عندما دعمت تركيا وقطر انتفاضات الحركات الشعبوية مثل جماعة الإخوان المسلمين، بينما دعمت الإمارات الأنظمة القائمة، توترت العلاقات بشكل أكبر بين الدول الداعمة والرافضة للربيع العربي.
وبين أن (إسرائيل) والإمارات تتفقان على أن تركيا والإخوان المسلمين وقطر، الأكثر خطرا عليهما، ولهذا كان الاتفاق.
بدوره قال الباحث الغربي "جليل حرشاوي"، في تغريد على حسابه بـ"تويتر"، إن فرنسا تؤيد الخطوة التطبيعية الإماراتية، لأنها تدرك أن من شأنها استهداف تركيا.
وأضاف: "مع اندلاع توترات شرق المتوسط ومع تصارع العديد من البلدان ضد تركيا، يبرز الثنائي باريس- أبوظبي بشكل أكبر كتحالف وثيق".
For France, news of normalization btwn its close regional ally the UAE & Israel is welcome as it faces off against Turkey in the region.
— Jalel Harchaoui (@JMJalel_H) August 13, 2020
“As the east Med flares up & as several countries gang up against Turkey, the #Paris-#AbuDhabi duo is emerging even more as a tight alliance.” https://t.co/jnuJH8LGyc
والخميس، أعلنت الولايات المتحدة و(إسرائيل) والإمارات، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبوظبي وتل أبيب، في اتفاق يعد الأول بين دولة خليجية والاحتلال الإسرائيلي.
وبهذا الاتفاق، تكون الإمارات، الدولة العربية الثالثة، التي توقع اتفاق سلام مع (إسرائيل)، بعد مصر (عام 1979) والأردن (عام 1994).
وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي".
وتسعى (إسرائيل) بشكل حثيث ومتصاعد إلى التطبيع مع الدول العربية، وخاصة الخليجية منها، دون النظر إلى حل أو مستقبل القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي يأتي في وقت تراجع فيه الاهتمام العربي الرسمي بقضية العرب الأولى.