«ديفينس وان»: هل تهدد الخطوط الجوية القطرية والإماراتية الأمن القومي الأمريكي؟

الخميس 10 سبتمبر 2015 11:09 ص

تقول أكبر شركات الطيران الأمريكية أن إعانات دول الخليج قد تجبرهم على التخلي عن الطائرات الكبيرة اللازمة لنقل القوات في الخارج. بينما يقول أحد المحللين المخضرمين أن ذلك هراء.

شركات الطيران الأمريكية الكبرى الثلاث (أمريكيان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز ودلتا إيرلاينز) طالما ادعوا أن الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومتين القطرية والإماراتية لشركتي الطيران الإمارتيتين (طيران الإمارات وطيران الاتحاد) والخطوط الجوية القطرية على الترتيب هو أمر غير عادل تنافسيا. اليوم يدعون أنه يؤثر سلبا على الأمن القومي الأمريكي أيضا.

وقد قدمت الشركات هذا الادعاء في ورقة بالمشاركة للائتلاف «الأجواء المفتوحة والعادلة» وهي المجموعة التي تمثل شركات الطيران والنقابات العمالية المختلفة.

وتدعى الورقة أنه من خلال تمكين الشركات الخليجية من إغراق السوق مع قوة دعم ضخمة، فإن الدعم الخليجي سوف يدفع شركات الطيران الأمريكية بعيدا عن المنافسة في مجال النقل الجوي للطائرات ذات الجسم العريض، بالتالي تقليل أسطول الولايات المتحدة من الطائرات ذات الجسم العريض مما يؤدي في النهاية إلى إضعاف قدرة شركات الطيران الأمريكية على دعم الجيش الأمريكي في أوقات الطواريء تحت لواء «الأسطول الجوي المدني الاحتياطي»، حسبما تؤكد الورقة.

والأسطول الجوي المدني الاحتياطي هو مجموعة من الطائرات المملوكة لشركات النقل الجوي للركاب والبضائع الأمريكية ولكن وفقا للميثاق العسكري فإنه يمكن إدخالها إلى الخدمة في أوقات الحروب.  شركات الطيران الأعضاء، بما في ذلك أمريكان، دلتا، الولايات المتحدة، فيديكس، يو بي إس، أطلس، وغيرها تخصص جزءا من طائراتها للأسطول الاحتياطي والتي يتم الإشراف عليه من قبل وحدة قيادة عمليات النقل في البنتاجون. ويوفر الأسطول المدني حاليا الوصول لـ217 طائرة بعيدة المدى وفقا ل«سينيثيا بورر» المتحثة باسم «ترانسكوم».

وينظم البنتاجون استئجار هذه الطائرات لنقل الجنود والمعدات  في جميع أنحاء الولايات المتحدة وحول العالم. على سبيل المثال، أثناء عملية  نشر الجنود في أفغانستان، فغالبا ما كان يتم نقلهم على متن طائرات مستأجرة إلى رومانيا أو الكويت أو أي قاعدة أخرى في الشرق الأوسط قبل أن يقوموا باستقلال طائرة شحن عسكرية نحو وجهتم النهائية. وقد حدث مرتين في العقود الأخيرة أن تم استدعاء عدد كبير من هذه الطائرات إلى الخدمة مرة في الفترة السابقة لحرب الخليج عام 1991 ومرة ​​أخرى قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

تقول شركات الطيران الأمريكية أن الإعانات التي تقدمها دولتا الإمارات العربية المتحدة وقطر تسمح للشركات الخليجية الثلاث بتوفير أسعار شحن أقل للرحلات الجوية وتقديم الخدمات وأفضل وسائل الراحة، وأيضا استقدام أحدث وأكبر الطائرات مثل بوينج 777 وإيرباص إيه 380 السوبر جامبو ذات الطابقين. وقد اضطر هذا شركات الطيران الأمريكية لوقف التحليق في مسارات جوية معينة. ووفقا لادعاء هذه الشركات، فإنها يمكن أن تضطر في النهاية إلى تقليص مجموع عدد الطائرات ذات الجسم العريض المخصصة للأسطول الاحتياطي المدني.

تريد شركات الطيران الأمريكية من حكومة الولايات المتحدة إعادة التفاوض مع كل من الإمارات وقطر بشأن الاتفاقيات الثنائية التي تحكم عمل شركات الطيران. ووقف إضافة خطوط جديدة لشركات الطيران الأجنبية لحين إبرام صفقات جديدة. (يتم توقيع اتفاقية الأجواء المفتوحة من قبل وزارة الخارجية. وفي الوقت الراهن فإن الولايات المتحدة ترتبط بهذه الاتفاقية مع أكثر من مائة دولة) . وقد وجدت الشركات استعدادا أوليا للإصغاء لدى إدارة «أوباما» التي دعت الشهر الماضي الأطراف المعنية لإعطاء ملاحظاتهم حول التغييرات التي يرغب في إدخالها إلى هذه الاتفاقات.

كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر تصنفان كحليفين عسكريين رئيسيين للولايات المتحدة وتستضيفان الآلاف من القوات والمعدات العسكرية في بلادهم. قاعدة العديد الجوبة في قطر تقع بالقرب من الدوحة، وتضم مركز العمليات الجوية والفضائية في سلاح الجو الأمريكي، الذي يشرف على الضربات الجوية ضد أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا وكذلك طائرات حلف شمال الأطلسي التي تحلق في أفغانستان. قاعدة الظفرة القرب من أبو ظبي تستضيف طائرات التجسس الأمريكية، والناقلات والطائرات المقاتلة.

وتقول الورقة إن هذا النزاع التجاري في مجال الطيران لا ينبغي أن يضر بالعلاقات الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر. يجب على الولايات المتحدة معالجة الخلافات التجارية في القنوات التجارية المناسبة كمثل ائتلاف الأجواء المفتوحة والعادلة. كما دعت الورقة إلى الحفاظ على الالتزام الثابت نحو الأمن القومي ومصالح الولايات المتحدة وحلفائها.

هراء

ولكن أحد المحللين المخضرمين في مجموعة «تيل» يؤكد أن هذه الحجج كلها لا تعدو كونها هراء.

ويؤكد أنه بإمكاننا أن نضيف جميع الاستحواذات الجديدة المتوقعة للشركات الخليجية الثلاث على مدار العقد أو حتى العقدين القادمين. حتى لو افترضت بطريقة ما، مبالغ فيها، أن ثلث هذه العمليات سوف يأتي على حساب لاعبين أمريكيين فإن هذا لا يرقى ليكون له أي تأثير يذكر على الأمن القومي.

جميع الشركات الأمريكية، بما في ذلك أميركان ودلتا والمتحدة تطلق مئات الطائرات عريضة الجسم من طرز بوينج 747 إس، 767 إس، و787 إس و777، فضلا عن طائرات الإيرباص إيه 330. كذلك فإن شركات الطيران الأمريكية تشتري أيضا الكثير من بوينغ 777إس جديدة، وإيرباص إيه 350.

التوتر التنافسي الحقيقي هو في مواجهة شركات النقل الأوربية والأمريكية. صحيح أن شركات النقل الأوربية قد تضررت ولكنها تبقى على قيد الحياة. «وقد بدأ يظهر تأثيرها في مواجهة شركات الطيران الأمريكية».

هل هناك شيء يجب أن نلحظه بشأن الأمر كممارسة تنافسية؟ بالتأكيد نعم، هل تنظر الشركات إلى الأمر من منظور العمل التجاري؟ بالتأكيد هم يفعلون. لكن الزاوية التي اختاروها تبدو غريبة نوعا ما.

 

* «ماركوس ويزجربر» هو مراسل أعمال عالمي لمجلة «ديفينس وان». وقد اعتاد الكتابة دوما حول التقاطعات بين مساحات الأعمال والأمن القومي. لهو مسؤول عن تغطية قضايا الدفاع والأمن القومي على مدار ما يقرب من عقد من الزمان.

  كلمات مفتاحية

الخطوط الجوية القطرية طيران الإمارات طيران الاتحاد النقل الجوي شركات الطيران الخليجية الدعم الحكومي لشركات الطيران

«طيران الإمارات» الأولي عربيا والرابعة عالميا في نقل الركاب خلال 2014

مزاعم الدعم الحكومي لشركات الطيران الخليجية تضعها تحت تهديد القيود الأمريكية

«الاتحاد للطيران» الإماراتية تدعم أكثر من 200 ألف وظيفة سنويا في الولايات المتحدة

«الخطوط القطرية» تتسلم أول طائرة إيرباص «أي 350»

«الاتحاد الإماراتية» تستحوذ على 49% من شركة الطيران الإيطالية «أليطاليا»

محادثات قطرية أمريكية في واشنطن لتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمار

72 مليار دولار استثمارات قطاع السفر في الشرق الأوسط .. والسعودية تتصدر

8.4 مليون مسافر عبر مطار «حمد» الدولي خلال 3 أشهر

وعود قطرية بإنشاء صندوق مالي لدعم شعب البوسنة والهرسك

رئيس «الجوية القطرية» يعرب عن شكوكه بشأن اتفاقات جديدة للنقل الجوي في أوروبا

قطر: مطار «حمد الدولي» يدخل قائمة أفضل عشرة مطارات في العالم

«القطرية» تستعد لرفع حصتها إلى الخُمس في الخطوط الجوية «البريطانية»

5 شركات خليجية ضمن أفضل 100 شركة تنافسية في العالم