«بروكنغز»: ولي العهد السعودي نموذج لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط

الاثنين 21 سبتمبر 2015 08:09 ص

الخليفة «إبراهيم»، المعروف أيضا باسم «أبو بكر البغدادي» هو الرقم الجديد الأكثر أهمية في عالم الإرهاب على مدار سنوات. «إبراهيم عواد إبراهيم البدري»، كما هو اسمه الحقيقي، يطمح لقيادة حركة الجهاد العالمية نحو إنشاء خلافة إسلامية جديدة في الوقت الراهن. على صعيد الممارسة العملية، فقد تسبب الرجل في تقسيم الحركة الجهادية العالمية إلى معسكرات متحاربة كما خلق حروب أهلية ذات مستويات قاتلة.

«المؤمن»، هكذا يلقبه أتباعه، وقد كان موضوعا لتحقيق ثري ومهم من قبل «وليام مكانت» في أحدث تحقيقاته على بروكنغز. في هذا التحقيق، عرفنا أن «البغدادي» هو أحد نتاجات التاريخ الحديث المليء بأعمال العنف والتعذيب في العراق. توفي أحد أشقائه في حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران التي قتل فيها بضع مئات الآلاف من العراقيين. أفلت «البغدادي» من هذا المصير بسبب قصر نظره. وقد كان أول معلميه في طريق الجهاد هو محارب عراقي سابق شارك في الحرب ضد السوفييت في أفغانستان في الثمانينيات. وقد كان «البغدادي» من كبار مؤيدي مؤسس تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، سيء السمعة، «أبو مصعب الزرقاوي». والذي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن بدء الحرب الأهلية في البلاد بين السنة والشيعة.

إذا فـ«البغدادي» هو مثال للإرهاب الجهادي الذي يجتاح العالم الإسلامي اليوم. أما مثال ونموذج حروب مكافحة الإرهاب فهو ولي العهد السعودي الجديد الأمير «محمد بن نايف». تم تعليم وتدريب الأمير «محمد بن نايف» ليصبح مكافحا للإرهاب. بعد دراستة في ولاية أوريغون،  قضى «بن نايف» بضعة سنوات في مكتب التحقيقات الاتحادي وشرطة سكوتلاند يارد. بينما كان والده وزيرا للداخلية في المملكة لمدة 3 عقود، فقد تم إعداده ليحل محل والده.

وقد برع «محمد بن نايف» بشدة في هذا المنصب والدور. وقاد «بن نايف» حملة لدحر تنظيم القاعدة داخل المملكة ما بين عامي 2003 و2006، والذي كان يمثل أعنف التحديات التي واجهت بيت آل سعود في القرن الماضي. وقد نجا من عدة محاولات لاغتياله من قبل تنظيم القاعدة. في أحد هذه المحاولات تظاهر منفذ العملية بالاستسلام كي يقترب من الأمير بما في الكفاية ثم يفجر نفسه عبر قنبلة مخبأة.

في هذا المجال، أصبح «محمد بن نايف» هو الوجهة الأمريكية المفضلة للخدمات الأمنية والاستخباراتية. «جورج تينيت»، «ليون بانيتا»، و«جون برينان» كلهم تغنى به. وقد ساهم في إحباط العديد من الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤامرة لمهاجمة شيكاغو في أحد المرات.

في الآونة الأخيرة قام جنود «محمد بن نايف» بالقبض على «أحمد إبراهيم المغسل»، العقل المدبر للهجوم الإرهابي على القاعدة الجوية الأمريكية في الخبر في المملكة العربية السعودية عام 1996. وكان الهجوم قد أسفر وقتها عم مقتل 19 عسكريا أمريكيا وإصابة زهاء 300 آخرين. وقد كانت المخابرات السعودية والأمريكية تسعى للقبض على «المغسل» لمدة أكثر من 20 عاما. في الشهر الماضي، نجح السعوديون في القبض عليه خلال رحلة جوية من طهران إلى بيروت حيث كان يخطط لحضور حفل زفاف ابنه وتم نقله سريعا إلى المملكة. مرة أخرى، أثبت الأمير «محمد بن نايف» مهارته كأمير لمكافحة الإرهاب. ويمكن أن يصبح «المغسل» مصدرا ثريا للمعلومات بشأن لدعم الإيراني للجماعات الإرهابية، بما في ذلك حزب الله.

يستعد «محمد بن نايف» الآن ليصبح أول أفراد جيله من العائلة المالكة السعودية في الصعود إلى العرش. على مدار السنوات الـ60 الماضية، سيطر أبناء مؤسس المملكة الحديثة «عبد العزيز بن سعود» على الحكم. وسوف يكون الملك «سلمان» هو الأخير بينهم. وإذا ظلت الأمور على ما هي عليه فسوف يحين دور «بن نايف» لتولي الحكم خلفا للملك «سلمان» الذي يناهز الآن 79 عاما. ولكن الملك «سلمان» قام بالفعل بتحويل خط الخلافة سلفا في هذا العام ويمكن له أن يفعل ذلك مرة أخرى لصالح نجله ونائب الولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» الذي يقع خلف «بن نايف» في الترتيب الحالي لسلم العرش.

الآن «محمد بن نايف» هو وريث العرش، وبينما كان الملك في فرنسا والمغرب هذا الصيف، فقد تولى «بن نايف» إدارة الحكومة في البلاد. عندما زار الملك واشنطن الأسبوع الماضي، كان «بن نايف» يدير الأمور، وسف تكون قصة «بن نايف» موضوعا لمقال« بروكينغز» المقبل، الذي سيصدر على الموقع الأسبوع القادم.

  كلمات مفتاحية

محمد بن نايف تنظيم القاعدة الإرهاب آل سعود خلافة الملك سلمان

«مجتهد»: «بن سلمان» أمر بتحويل كافة مكالمات الملك في المغرب إلي «بن نايف»

لأول مرة في تاريخ السعودية.. حفيد للملك «عبد العزيز» يترأس جلسة مجلس الوزراء

«الدولة الإسلامية» يهدد «محمد بن نايف» ويدعو لشن هجمات جديدة ضد الشيعة

«محمد بن نايف» يرأس أول اجتماع لمجلس الشؤون السياسية والأمنية

«أوباما» التقى «بن نايف» لمناقشة الأزمة اليمنية والحرب ضد «داعش»

عن الحروب العربية ضد الذات

«بروكينغز»: «محمد بن نايف» .. أمير مكافحة الإرهاب

السعودية: صيف ساخن في مواجهة الإرهاب

السعودية: توقيف صيدلي يرتدي خاتم «الدولة الإسلامية» في القطيف

السعودية.. إخلاء سبيل صيدلي خاتم «الدولة الإسلامية»

«فورين بوليسي»: مراكز إعادة تأهيل الإرهابيين في السعودية تستهدف النشطاء المدنيين والحقوقيين

«بن نايف» يشيد بجهود الأمن في الحفاظ على استقرار المملكة

السعودية.. 228 بلاغا ضد تمويل الإرهاب وغسيل الأموال

«و.س. جورنال»: نشاط سعودي من أجل اعتراض تجنيد «المتشددين» عبر الإنترنت