حذرت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية من محاولة الإيزيديين والأكراد في العراق الانتقام من النازحين العرب السنة العائدين إلى بلداتهم بعد خروج تنظيم «الدولة الإسلامية» منها.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته، أمس الأربعاء، إن النازحين العرب السنة العائدين إلى بلداتهم تعرضوا بشكل أو بآخر إلى مضايقات من قبل الإيزيديين والأكراد الذين نكل بهم «الدولة الإسلامية»، قبل أن يفقد السيطرة على بعض المناطق في شمال وغرب العراق.

وأوضحت الصحيفة أن قوات البيشمركة (جيش إقليم كردستان العراق) تمكنت في الأشهر الأخيرة من إبعاد تنظيم «الدولة الإسلامية» من عدد من البلدات شمال غربي العراق، بما فيها إقليم كردستان العراق، ومع عودة النازحين هناك قلق من تعرض العرب السنة إلى الاضطهاد والقمع.

وأشارت الصحيفة إلى أن منظمات حقوقية رصدت اعتداءات تعرض لها العرب السنة في إقليم كردستان العراق، كما منع بعضهم من العودة إلى بلداتهم التي خرج منها تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأضافت أن العرب السنة تمكنوا من العودة إلى بعض البلدات مثل ربيعة على الحدود مع سوريا، حيث يشكلون هم الأغلبية، وتحالفوا مع الأكراد ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكنهم مع ذلك يعانون مع عدم ثقة الأكراد والإيزيديين فيهم؛ فالكهرباء غير موجودة في ربيعة؛ لأن الحكومة المركزية لم تلتفت إليها، والسلطات الكردية ترفض ربطها بشبكة الكهرباء التابعة لإقليم كردستان العراق.

وتابعت الصحيفة أن أغلب سكان ربيعة يعتبرون أنفسهم تحت الحصار؛ فالبيشمركة يمنعونهم من عبور الحدود السورية لشراء الأغذية والمؤونة بأثمان رخيصة، وهو ما يضطرهم إلى شراء ما يحتاجونه من الأكراد، بأسعار باهظة.

يشار إلى أنه مع انتشار العنف في العراق، الذي أعقب الغزو الأمريكي عام 2003، توترت العلاقات بين الطوائف والأعراق التي لا تعد ولا تحصى في البلاد، ومع توسع «الدولة الإسلامية»، وسيطرته على مساحة كبيرة من العراق توسعت أيضا تلك الانقسامات.

وتسببت ممارسات «الدولة الإسلامية» في ترك الكثير من العراقيين لبلداتهم والنزوح إلى بلدات أخرى داخل البلاد، وبعضهم لجأ إلى دول مجاورة، لكن مع فقدان التنظيم سيطرته على بعض تلك البلدات عاد سكانها إليها.

وفي يونيو/حزيران الماضي، قالت وزارة الهجرة العراقية إن عدد النازحين العراقيين المسجلين في بيانات الوزارة بلغ أكثر من 3 ملايين نازح. (طالع المزيد)