زعم رئيس الوزراء الروسي «دميتري ميدفيديف» أن الهدف من العمليات العسكرية التي تشنها روسيا في سوريا هو حماية شعب بلاده مما وصفه بالإرهاب.
وقال «ميدفيديف» لشبكة التلفزيون الروسي السبت، في إشارة إلى العملية الجوية العسكرية الروسية في سوريا «نحمي شعب روسيا من التهديدات الإرهابية»، مشددا على ضرورة درء التهديدات الإرهابية في الخارج حتى لا تطال روسيا.
وأكد «ميدفيديف» في التصريحات التي أوردتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، اهتمام بلاده بإنهاء الصراع الدائر في سوريا بقوله إن «الأكثر أهمية هو حل النزاع السوري من خلال المفاوضات بين المعارضة والسلطة»، مشددا على أهمية جلوس المعارضة والسلطة إلى مائدة المباحثات لإعداد اقتراحات بشأن مستقبل سوريا.
من جانبه، قال وزير الدفاع البريطاني «مايكل فالون» السبت إن «واحدة فقط من كل عشرين ضربة لسلاح الجو الروسي في سوريا تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية».
وقال «فالون» لصحيفة «ذي صن» البريطانية السبت إن «الاستخبارات البريطانية لاحظت أن 5% من الضربات الروسية استهدفت مقاتلي التنظيم الجهادي وإن معظم الغارات قتلت مدنيين واستهدفت المعارضة المعتدلة لنظام الرئيس بشار الأسد».
وأضاف أن التدخل الروسي أدى إلى مزيد من تعقيد الوضع. وتابع «نقوم بتحليل المواقع التي تجري فيها الضربات كل صباح (…) معظمها ليس إطلاقا ضد تنظيم الدولة الإسلامية».
وقال الوزير البريطاني إن «العناصر المتوفرة لدينا تؤكد أنهم يطلقون الذخائر غير الموجهة على قطاعات يرتادها مدنيون مما يؤدي إلى مقتل مدنيين وأنهم يطلقون ذخائر على قوات الجيش السوري الحر الذي يقاتل الأسد».
وأضاف أن «روسيا تدعم الأسد وتطيل المعاناة».
لكن «فالون» قال إن حكومة بلاده ستطلب تمديد مشاركة بريطانيا في الحملة الجوية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، معتبرا أنه من «الخطأ أخلاقيا» عدم ضرب التنظيم في سوريا.
وتشارك بريطانيا حاليا في قصف التنظيم في العراق فقط.
وقال «فالون» إن «ضرب التنظيم يسمح بالوقاية من تهديد هجمات على الأرض البريطانية ولا يمكننا أن نترك ذلك للطيران الفرنسي أو الأسترالي أو الأمريكي».
وشن الطيران الروسي غارات جديدة مساء الجمعة على مواقع للتنظيم قرب مدينة الرقة (شمال)، التي يتخذها التنظيم عاصمة له، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر مدير المرصد «رامي عبد الرحمن» «استهدفت الضربات الجوية مواقع للتنظيم في ريف الرقة الغربي وسمع دوي الانفجارات في المدينة»، دون إعطاء تفاصيل إضافية تتعلق بطبيعة المواقع المستهدفة.
ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على عدد من السدود والمواقع في محافظة الرقة الشمالية، المعقل الرئيسي للتنظيم منذ عام 2013.
وشن الطيران الروسي للمرة الأولى مساء الخميس غارة على محافظة الرقة غداة بداية تنفيذ ضرباته، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 جهاديا، بحسب المرصد.
كانت موسكو بدأت، منذ فجر الأربعاء الماضي، في تنفيذ غارات جوية على مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية» (حسب إدعائها)، داخل الأراضي السورية، بناء على طلب من رئيس النظام السوري «بشار الأسد».
في الوقت الذي تصر فيه الولايات المتحدة وعدد من حلفائها، على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مجاميع من الثوار مناهضة لـ«الأسد»، ولا تتبع «الدولة الإسلامية».