«السياحة الحلال» تجذب الاهتمام واستثمارات بمليارات الدولارات عبر العالم

الخميس 15 أكتوبر 2015 04:10 ص

ارتبطت السياحة في أذهان كثيرين بالشواطئ المختلطة والمشروبات الكحولية وربما البحث عن المتعة بلا ضوابط، لكن مفاهيم مثل «السياحة الحلال» أو السياحة الإسلامية بدأت تجذب انتباه أصحاب الفنادق الكبرى ووكالات السياحة مع تنامي الطلب على هذا النوع من السياحة الملتزم بتعاليم الإسلام.

ويقدر تقرير لـ«تومسون رويترز» عن الاقتصاد الإسلامي حجم الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج بقيمة 142 مليار دولار في عام 2014 باستثناء الحج والعمرة، مما يجعل هذا السوق يشكل 11% من الإنفاق العالمي على أسواق السفر.

ويتوقع هذا التقرير أن يزيد الإنفاق العالمي للمسلمين على السفر إلى الخارج إلى 233 مليار دولار في سنة 2020 معتبرا أن سفر المسلمين لقضاء العطلات والترفيه قد تجاوز إطار الاقتصاد الإسلامي وأصبح في حد ذاته قطاعا رئيسيا في الاقتصاد العالمي الأوسع.

وتتنوع المصطلحات التي تصف هذا النوع من السياحة وتختلف من مجتمع لآخر، لكن أكثرها انتشارا هي السياحة الحلال والسياحة الإسلامية والسياحة الملتزمة بالشريعة الإسلامية والسياحة العائلية وسياحة المسلمين.

وتضع شركة «كريسنت ريتنج» وهي واحدة من الشركات الأولى في مجال السياحة الحلال على موقعها الالكتروني عددا كبيرا من المصطلحات والتعاريف الخاصة بالسياحة الحلال وضوابطها وشروطها وتدعو الفنادق ووكالات السفر العالمية للالتزام بها.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة «فضل بهار الدين لرويترز إن كثرة المصطلحات قد تسبب بعض الإرباك للمتعاملين مع هذه الصناعة، مشيرا إلى أن وضع تعريفات للمصطلحات الرئيسية من شأنه أن يجعلها أكثر قربا من المتعاملين في مجال السياحة بشكل عام.

و«بهار الدين» رجل أعمال سنغافوري عمل في شركة كبرى وكان كثير الأسفار لنحو 20 عاما عانى خلالها كثيرا من عدم تفهم الفنادق وشركات السياحة والسفر لما يصفه بالاحتياجات الأساسية للمسلم الملتزم من أطعمة حلال وتحديد أوقات الصلاة واتجاهات القبلة ومواعيد الطعام في شهر رمضان وغيرها وهو ما جعله يستقيل من عمله ليؤسس شركة تعمل في مجال السياحة الإسلامية.

وقال «بهار الدين» على هامش القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي 2015 التي عقدت في دبي الاسبوع الماضي، إن «هذا السوق ينمو بمعدلات متسارعة جدا نظرا للنمو الطبيعي لعدد المسلمين في العالم ونظرا لاتساع الطبقة الوسطى داخل المجتمعات الإسلامية وهي الطبقة الأكثر إقبالا على السفر».

ويقول الخبراء إن «السياحة الحلال لا تهتم فقط بتوفير هذه الاحتياجات وإنما تمتد لتوفير أماكن مخصصة للترفيه للنساء ومنع وجود الخمور ولحم الخنزير في الطعام وإيجاد أماكن ملائمة للصلاة.

ونفت «حورية العربي» المتخصصة في السياحة الترفيهية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ضرورة ارتباط السياحة الحلال أو السياحة الإسلامية بالشعائر الدينية كالحج والعمرة مشيرة إلى أنها سياحة «مثلها مثل أي سياحة أخرى لكنها تركز على الأنشطة الحلال».

وأضافت أن السياحة الحلال ترتبط عادة بما تريده العائلة من مكان آمن يتوافر فيه أنشطة للأطفال ومرافق خاصة بالنساء وأنشطة عائلية، مبينة أن الأنشطة التي تشملها السياحة الحلال كثيرة جدا لأنها ترتبط بكل ما هو مسموح به دينيا.

وجاءت ماليزيا في المرتبة الأولى للمؤشر العالمي للسياحة الإسلامية 2015 ، تلتها تركيا ثم الإمارات العربية المتحدة ثم السعودية وقطر وإندونيسيا وسلطنة عمان والأردن والمغرب ثم بروناي وذلك ضمن قائمة دول منظمة المؤتمر الإسلامي.

وفي قائمة الدول التي لا تدخل ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي، جاءت سنغافورة في المرتبة الأولى تلتها تايلاند والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا وفرنسا وبلجيكا وهونغ كونغ ثم الولايات المتحدة وإسبانيا وتايوان.

وأظهرت دراسة مسحية أن سنغافورة التي تتميز بتعدديتها الثقافية هي أفضل مقصد غير إسلامي للسياح المسلمين، متفوقة بذلك على تايلاند وهونج كونج وتايوان، فضلا عن مقاصد سياحية مشهورة مثل فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا لتصبح أكثر بلد غير مسلم «صديق» للزوار المسلمين حسبما أفاد المؤشر العالمي للسياحة الإٍسلامية.

كما تغلبت سنغافورة أيضا على بعض البلدان الإسلامية مثل جزر المالديف ومصر، بعدما أحرزت نقاطا أكثر في مجالات المعاملة الودية مع العائلات ومستوى الأمان والخدمات.

وأظهرت الدراسة التي أجريت في العام الماضي أن نحو 108 ملايين مسافر مسلم أنفقوا نحو 145 مليار دولار أي ما يعادل 10% من الإنفاق العالمي على السفر. ومن المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2020.

وارتكز المؤشر العالمي للسياحة الذي أطلقته «ماستر كارد مع «كريسنت ريتنج على بيانات متنوعة من 100 وجهة تمثل المجموع العام للوجهات التي يغطيها المؤشر وذلك اعتمادا على عدد من المعايير.

وذكرت «حورية العربي» أن هذا السوق أصبح حاليا موضع اهتمام الكثير من الدول غير الإسلامية مثل أستراليا وسنغافورة وتايلاند نظرا لعائداته الكبيرة.

وأضافت أن الإمارات تعد لعقد مؤتمر كبير سينطلق في 19 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، تحت عنوان القمة العالمية للسياحة الحلال يدرس كل ما يتعلق بهذا القطاع الواعد.

ورأى «صلاح إبراهيم شرف» المدير التنفيذي لمجموعة شرف التي تعمل في مجال الملاحة البحرية والسياحة والخدمات اللوجستية أن الاهتمام بالسياحة الحلال يتركز في خارج الدول الإسلامية أكثر منه في الدول الإسلامية لأن السائحين المسلمين الملتزمين لا يواجهون عقبات كبيرة في بلدانهم.

وأشار «شرف» إلى أن شركته اعتادت تنظيم رحلات خالية من أي محرمات، لافتا إلى أن أحد أهم العقبات في هذه السياحة هي «خجل المسلمين أنفسهم» في التعبير عن احتياجاتهم الأساسية.

وقال «بهار الدين» إن شركته بدأت تجني أرباحا من هذا القطاع الواعد وذلك بعد سبع سنين من العمل في سوق جديدة لم تكن مطروقة من قبل رغم كثرة زبائنها.

  كلمات مفتاحية

السياحة الحلال استثمارات الشواطئ المختلطة المشروبات الكحولية الفنادق الكبرى

سنغافورة تتصدر قائمة أكبر مراكز الملاحة في العالم ودبي في المركز السابع

21 مليار دولار.. إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية عام 2014

السعودية: قطاع السياحة والفنادق يحقق أرباحا تتجاوز 300 مليون دولار

الخليج يستحوذ على 74% من إجمالي الفنادق المخطط لإنشائها في الشرق الأوسط

شركة إماراتية تبني مدينة سياحية للخليجيين في البوسنة

«الخطوط التركية» تستقطب الخليجيين بتخفيض أسعار التذاكر إلى إسطنبول

للمرة الثانية .. اختيار السعودية في لجنة «الإحصاء» بمنظمة السياحة العالمية

السعودية تستقبل 14 مليون رحلة سياحية في صيف 2015

اختيار المدينة المنورة «عاصمة السياحة الإسلامية» لعام 2017

نمو السياحة الخليجية في تركيا 40% خلال 2015

السياح العرب يسدون فراغ الروس في بورصا مقصد السياحة الشتوية بتركيا

ارتفاع حجم «الاستثمار السياحي» في السعودية إلى 139 مليار ريال

«العربية للسياحة»: السياحة الحلال خالية من الكحول والشواطئ النسائية

7 مليارات ريال إنفاق السعوديين على الترفيه سنويا

دول الخليج تتصدر قائمة الأكثر زيارة لدبي.. والسعودية في المقدمة

«سياحة مكة» تسعى لتحقيق برنامج «المملكة وجهة المسلمين»

سعوديون يذبحون زرافة في أدغال جنوب أفريقيا

‏التوترات الإقليمية تعيد توزيع السياحة بين الدول العربية

وزير السياحة التركي: نعتزم تطوير العلاقات مع الدول العربية

سفارة أنقرة بالمنامة: 30 ألف بحريني زاروا المدن التركية في 2015