رايتس ووتش: رفض صفوان ثابت ونجله التنازل عن حصتيهما في جهينة وراء اعتقالهما

الجمعة 19 نوفمبر 2021 08:56 م

قالت "هيومن رايتس ووتش"، إن رجلَيْ الأعمال المصريين "صفوان ثابت" وابنه "سيف" مالكَي الشركة الكبرى لإنتاج الألبان "جهينة"، محتجزان منذ أشهر بعد أن رفضا تسليم أسهمها في شركتهما إلى شركة تجارية تملكها الدولة، داعية السلطات إلى الإفراج فورا عنهما.

ولفت نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة "جو ستورك"، إلى أن "الاحتجاز المنتهِك، والتعسفي على ما يبدو، بحق سيف وصفوان ثابت يكشف كيف تستخدم الحكومة قوانين الإرهاب المصرية المنقوصة لمعاقبة رجال الأعمال الناجحين الذين يرفضون تسليم ممتلكاتهم إلى الدولة".

واعتقل الرجلان، من جانب عناصر قطاع الأمن الوطني، في ديسمبر/كانون الأول 2020 وفبراير/شباط 2021، بعد أن رفضا تسليم أسهم أسرتهما في الشركة، وفقا لمصدرَين تحدثا مع "رايتس ووتش"، ومذكرة قانونية شاركها مصدر ثالث.

وحبستهما نيابة أمن الدولة العليا في انتهاك لحقوقهما الأساسية في مراعاة الأصول القانونية بتهم غامضة هي تمويل الإرهاب، وتقويض الاقتصاد الوطني، والانضمام إلى جماعة محظورة، دون تقديم أي دليل لدعم هذه التهم، وفق المنظمة.

ونقل بيان "رايتس ووتش" عن مصدرين، قولهما إن "سيف ثابت" مُحتَجز في ظروف قاسية، "فالسجّانون لا يسمحون له بمغادرة زنزانته، التي ليس فيها حمام مناسب، أو سرير، أو فراش، ولم تزوّده سلطات السجن بالملابس المناسبة حتى خلال أشهر الشتاء".

وأفاد أحد المصدرين أن العائلة كانت قد وصلتها رسالة أثناء التحقيق جاء فيها: "لا تنشروا أي معلومات ولا تتحدثوا مع الصحفيين، وإلا ستنضمون إليهما في السجن".

وفي أكتوبر/تشرين الأول، سعت السلطات إلى توجيه اتهامات بـ"نشر أخبار كاذبة" و"الانضمام إلى جماعة إرهابية" ضد "بهيرة الشاوي"، زوجة "صفوان ثابت"، بعد أن نشرت شكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن احتجاز زوجها وابنها تعسفا.

بعد اعتقاله في 2 ديسمبر/تشرين الأول 2020، استقال "صفوان ثابت" (75 عاما) من منصبه كرئيس للشركة، انتخب أعضاء مجلس إدارة "جهينة" الشريك السعودي والمساهم في الشركة "محمد الدغيم"، خلفا له.

وقال المصدران، إن "سيف ثابت" (40 عاما) اعتقل في 2 فبراير/شباط، بعدما استُدعي لحضور اجتماع في مقر الأمن الوطني ولم يخرج منه.

وفي 6 فبراير/شباط، أفادت صحف موالية للحكومة، بأن نيابة أمن الدولة العليا أمرت باحتجازه في نفس قضية والده.

وأضاف المصدران، أن اعتقال "سيف ثابت"، جاء في أعقاب اجتماع سابق مع مسؤولين من الأمن الوطني وجهاز المخابرات العامة، رفض فيه التخلي عن حصص أسرته في شركة "جهينة" لـ"كيان سيادي" لم يذكروا اسمه.

ووفقا لأحد المصدرين، فإن المسؤولين لم يعرضوا عليه في المقابل "أي تعويض بأي شكل من الأشكال".

ومنذ اعتقالهما، ووفقا للمصدرين ومنشورات العائلة على مواقع التواصل الاجتماعي، احتُجزا انفراديا في مجمع سجن طرة بالقاهرة.

قال خبراء حقوقيون في الأمم المتحدة، إن الحبس الانفرادي المطول يمكن أن يرقى إلى التعذيب وسوء المعاملة.

وفقا لمنشورات "بهيرة الشاوي"، على "فيسبوك"، والمصادر التي تحدثت مع "رايتس ووتش"، لم يتمكن أفراد الأسرة من زيارتهما بشكل منفصل إلا بضع مرات.

ورفضت وزارة الداخلية "مرات عديدة" طلبات الأسرة لزيارتهما.

ويستمر "صفوان" و"سيف ثابت"، برفض التخلي عن حصصهما وملكيتهما لـ"جهينة".

وأضاف المصدران، إن السلطات لم تقدم أي دليل مادي لدعم التهم ورفضت تسليم الوثائق الرسمية للمحامين.

وكان "صفوان ثابت"، يتمتع بمكانة عالية بين كبار رجال الأعمال المصريين في عهد الرئيس السابق "حسني مبارك".

وقد كان كلّ من جده لأمه وشقيقه من قادة "الإخوان المسلمين" في الستينات والألفينات، ولكن الأسرة تقول إن "ثابت" لم يكن يوما عضوا في الإخوان.

وعام 2017، أضافت محكمةُ جنايات "صفوان ثابت" تعسفا، مع مئات آخرين، إلى قائمة الإرهاب في مصر دون جلسات استماع أو محاكمة وفق الأصول القانونية.

وفرضت عليه هذه التسمية منع سفر لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد وتجميدا لأصوله.

وأفاد "مدى مصر"، وهو موقع إخباري مستقل، بأنه قبل بضعة أشهر من اعتقال "صفوان ثابت"، طالب وزير في الحكومة (لم يُذكر اسمه) بأن تتولى إدارة "جهينة"، شركتَي صناعة الأغذية "قها" و"إدفينا" المملوكتين من الدولة واللتين تعانيان من صعوبات.

وفي أبريل/نيسان 2021، دعا وزير التموين والتجارة الداخلية "علي مصيلحي"، رجال الأعمال علنا إلى شراء الأسهم في تلك الشركات.

وأفاد "مدى مصر"، أيضا بأنه قبل أسابيع من اعتقال "ثابت"، قام مسؤول كبير بعدة زيارات إلى مصنع "جهينة" للتحقق من كيفية إدارته.

وذكر تقرير "مدى مصر" والمصدران اللذان تحدثا مع "رايتس ووتش"، أن المسؤول كان قد أخبر "ثابت" عن "تفكيره" في دمج مصنع "جهينة" الرئيسي مع "سايلو فودز"، وهو مشروع جديد للألبان يملكه الجيش.

وافتتحه الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، في وقت لاحق في أغسطس/آب 2021 كجزء من "المدينة الصناعية الغذائية".

ويدير "جهاز مشروعات الخدمة الوطنية" هذه الشركات، التي ربما تكون أكبر الأذرع التجارية غير الشفافة للمؤسسة العسكرية.

ومن الملفت أن شعار "سايلو فودز" (الدنيا لها طعم جديد)، قريب من شعار جهينة "الدنيا لها طعم جميل".

وقبل اعتقال "ثابت"، كان "السيسي" ولمدة أشهر قد أصدر تعليمات علنية للحكومة بتطوير مرافق حكومية لصناعة الألبان.

وبرامج القروض التي ينفذها "صندوق النقد الدولي" مع مصر، والتي بلغ مجموعها 20 مليار دولار أمريكي بين 2016 و2021، لم تضفِ الشفافية على دور الشركات العسكرية في الاقتصاد.

كذلك لم يتمكن "البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية" من تقليص القمع السياسي المتنامي أو دور المؤسسة العسكرية المصرية في الاقتصاد، على الرغم من كون البنك مكلفا بتعزيز الديمقراطية.

وقال "ستورك": "على صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات المالية إعادة التفكير في نهجها قبل أن تضخ المزيد من الدولارات في مصر".

وتابع: "القبض على صفوان وسيف ثابت واستمرار احتجازهما الذي ينطوي على انتهاكات لرفضهما تسليم شركتهما إلى الجيش يوضح أن الجهود في إطار البرامج السابقة لتحسين الحكم الرشيد والشفافية لا تجدي نفعا".

وتأسست "جهينة للصناعات الغذائية" عام 1983، وهي مملوكة ومدارة عائليا وأسهمها مطروحة للتداول العام في البورصة المصرية، وقد استحوذت منذ سنوات على الحصة الأكبر من سوق منتجات الألبان في مصر.

وفقا لموقع "جهينة"، يعمل في الشركة حاليا 4 آلاف موظف، ورأس مالها يقارب 1 مليار جنيه مصري (63.9 مليون دولار أمريكي).

وتمتلك الشركة 4 مصانع، و38 مركز توزيع، و900 شاحنة توزيع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جهينة مصر الجيش شركات الجيش جهات سيادية رايتس ووتش

مصادر: تولي الوكيل رئاسة جهينة يمهد لتسوية بين صفوان ثابت والدولة

رجال الأعمال المصريين في قبضة السيسي.. فساد أم ابتزاز؟

وفاة زوجة رجل الأعمال المصري المعتقل صفوان ثابت.. وابنتها: البلاء عظيم

مصر.. السلطات تسمح لرجل الأعمال المعتقل صفوان ثابت بحضور جنازة زوجته

إيكونوميست: هيمنة الجيش المصري على الاقتصاد تخنق القطاع الخاص

18 شهراً بلا محاكمة.. الجنايات المصرية تجدد حبس مالكي "جهينة" و"التوحيد والنور"

مصر.. إطلاق سراح صفوان ثابت ونجله بعد عامين من الحبس

بعد إطلاق سراح صفوان ثابت ونجله.. ارتفاع كبير لأسهم جهينة المصرية