تصاعد التوتر بين موسكو وأنقرة، اليوم الخميس، على خلفية إسقاط سلاح الجو التركي لمقاتلة روسية انتهكت الأجواء التركية؛ فبينما رفضت تركيا الاعتذار لروسيا على الواقعة؛ علقت الأخيرة تعاونها العسكري مع الأولى.
وفي تعليقه على طلب الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، الذي دعا تركيا للاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية، أمس الأول الثلاثاء، أكد وزير الخارجية التركي، «مولود جاويش أوغلو»، «عدم وجود أسباب تدفع بلاده إلى الاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية»، مؤكداً أنّها «أسقطتها وفقاً لقواعد الاشتباك»، حسب ما نقلت عنه وكالة «الأناضول» للأنباء التركية الرسمية.
ولفت وزير الخارجية التركي، في تصريحات صحفية اليوم، إلى «وجود علاقات سياسية واقتصادية متميّزة بين تركيا وروسيا».
وأوضح أن بلاده لا ترغب في رفع مستوى التوتر مع موسكو، ورأى أنّ «العلاقات بين البلدين ستعود إلى سابق عهدها من خلال حلّ الأزمة بالطرق الدبلوماسية والحوار».
وأفاد «جاويش أوغلو» بأنّ «المقاتلات التركية، أسقطت الطائرة التي انتهكت الأجواء التركية، قبل التعرف على هوية الطائرة، وأنّ النظام السوري يمتلك نفس ذلك النوع من الطائرات الروسية التي تنفذ غارات داخل سوريا».
وعن اتصاله الهاتفي مع نظيره الروسي، أوضح الوزير التركي أنّه «أبلغ نظيره بنية تركيا، تقديم كافة التفاصيل حيال حادثة إسقاط الطائرة الروسية»، مشيراً إلى أنهما سيعقدان لقاءاً في بلغراد، وأنّ احتمال لقاء الرئيسان التركي والروسي قائم (على هامش زيارتهما باريس الأسبوع القادم للمشاركة في قمة تغير المناخ) .
وكانت مقاتلتان تركيتان من طراز «إف-16» أسقطتا مقاتلة روسية من طراز«سوخوي-24»، أمس الأول الثلاثاء، لدى انتهاكها المجال الجوي التركي عند الحدود مع سوريا بولاية هطاي (جنوبا)، وقد وجّهت المقاتلتان 10 تحذيرات للطائرة الروسية خلال 5 دقائق، وذلك بموجب قواعد الاشتباك المعتمدة دولياً، قبل أن تسقطها.
لكن روسيا تصر على أن مقاتلتها لم تخترق المجال الجوي التركي.
تعليق التعاون العسكري
وفي سياق ردود الفعل الروسية على واقعة إسقاط المقاتلة، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، قولها إنها علقت جميع قنوات التعاون مع الجيش التركي؛ بما في ذلك الخط الساخن الذي أنشىء لتبادل المعلومات بخصوص الضربات الجوية الروسية في سوريا.
وفي وقت سابق من اليوم، أيضا، أمر رئيس الوزراء الروسي، «ديمتري ميدفيديف»، حكومته باتخاذ خطوات تشمل تجميد بعض المشروعات الاستثمارية المشتركة، وتقييد الواردات الغذائية من تركيا.
بينما انتقد الرئيس التركي، «رجب طيب أردوغان»، التصريحات التي صدرت عن نظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، والتي قال فيها إن القيادة التركية «تتبع سياسة متعمدة لدعم أسلمة بلادها».
وخلال لقاء مع مسؤولين محليين في المجمع الرئاسي في أنقرة، اليوم الخميس، قال «أردوغان» متعجبا: «هم يتهموننا بأننا نعمل على أسلمة الدولة رغم أن 99% من سكان تركيا مسلمون».
وانتقد الرئيس التركي التهديدات الروسية بقطع العلاقات وإلغاء الاتفاقيات، معتبرا أن هذه التهديدات تصرفات انفاعايلة لن تحل المشكلة.
ويمثل إسقاط المقاتلة الروسية من جانب سلاح الجو التركي أحد أخطر المواجهات المعلنة بين بلد عضو في حلف شمال الأطلسي وروسيا منذ أكثر من نصف قرن.