تزايد الحديث خلال الساعات الماضية عن "ألوية العمالقة" وهم مقاتلون يمنيون مدعومون من الإمارات، وربطت تحليلات بين حملتهم العسكرية الأخيرة ضد الحوثيين في محافظة شبوة اليمنية، والهجوم الذي تبنته الجماعة الموالية لإيران على مطار أبوظبي بالإمارات، الإثنين.
وكان المستشار السياسي في الحكومة اليمنية الموالية للحوثيين "عبدالإله حجر" قال لوكالة "فرانس برس": "سبق أن وجهنا رسائل إنذار للإمارات أنها إذا لم تتوقف عن دعمها للمرتزقة.. والذين يحشدون في مأرب والبيضاء وشبوة، فسيكون لنا رد".
ويبدو أن المتحدث كان يشير إلى "ألوية العمالقة" التي طردت القوات الحوثية من شبوة مؤخرا ودخلت مناطق بمأرب.
تأسّست "ألوية العمالقة" في أواخر عام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل، فيما قال موقع "ريليف ويب" التابع للأمم المتحدة إنها تتألف من بين حوالي 20 ألفا إلى 28 ألف مقاتل.
ويشير إلى أنها أكبر مجموعة ضمن ما يعرف باسم "قوات المقاومة الوطنية" بقيادة العميد "طارق صالح"، التي تضم ثلاثة أجزاء هي "لواء العمالقة"، و"حراس الجمهورية"، والألوية التهامية".
ويتمي معظم عناصر "لواء العمالقة" في الغالب للمناطق الجنوبية والوسطى، وأكثرهم من المناطق الجنوبية لكنها لا تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، ويتمتع قادتها بالاستقلالية نوعا ما، بحسب موقع "ريليف ويب"، الذي يلفت إلى أن أكثرية مقاتليهم من السلفيين.
ولعبت المجموعة دورا قتاليا هاما في مواجهة الحوثيين على طول شريط الساحلي الغربي بطول 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر.
ويرى مراقبون أن "ألوية العمالقة" تعد أفضل القوات غير النظامية المتواجدة حاليا في الساحة اليمنية، حيث تتمتع بتدريب عال وسرعة الحركة والتنسيق وتسليح جيد جدا.
وكانت تلك القوات لفترة طويلة تحارب في الساحل الغربي مع قوات العميد "طارق صالح"، ثم سحبت ضمن الانسحاب التكتيكي قبل شهرين من المناطق الساحلية لخوض معاركها الأخيرة ضمن الجيش اليمني الذي يقاتل ضد الحوثيين.
وفي العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، أعلنت "ألوية العمالقة" استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط في شمال البلاد، من الحوثيين الذين يسيطرون بالفعل على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
ويشير تقرير الموقع التابع للأمم المتحدة إلى أن "العمالقة" تتمتع بدعم قوي من الإمارات، التي قدمت لها الأموال والمعدات العسكرية منذ عام 2015 على الأقل.
ورغم أن الإمارات أنهت إلى حد كبير وجودها العسكري على الأرض في عام 2019 لكنها تواصل السيطرة عبر القوات اليمنية التي سلحتها ودربتها.