بعد إعلان سحب قوات من حدود أوكرانيا.. بوتين: لا نريد الحرب

الثلاثاء 15 فبراير 2022 03:46 م

قال الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، إنه يريد "مواصلة العمل" مع الغرب بشأن الأمن الأوروبي لنزع فتيل الأزمة حول أوكرانيا، لافتا إلى أنه بلاده لا تريد الحرب.

جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، مع المستشار الألماني "أولاف شولتس"، مضيفا: "نحن مستعدون لمواصلة العمل معا.. نحن مستعدون للمضي قدما في مسار المفاوضات".

وتابع "بوتين"، إن موسكو لا تريد حربا في أوروبا، لكنه وصف الوضع في المناطق الانفصالية بشرق أوكرانيا بأنه "إبادة جماعية"، ودعا إلى حل الصراع هناك من خلال تحقيق السلام في مينسك.

ولفت إلى أن روسيا قررت سحب قواتها جزئيا من المناطق القريبة من أوكرانيا، وأنها ترى مجالا لمزيد من المناقشات مع الغرب بشأن مطالب موسكو الأمنية.

من جهة أخرى، اعتبر "شولتس"، أن إعلان انسحاب قوات روسية من على الحدود الأوكرانية يشكل "إشارة جيدة".

وأضاف: "كوننا نسمع الآن أنه تم سحب بعض القوات هو في أي حال إشارة جيدة.. نأمل أن يكون هناك المزيد"، مؤكدا أن الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تجنب نزاع "أبعد من أن تكون قد استنفدت".

وجاء لقاء المستشار الألماني مع الرئيس الروسي في موسكو بعد أسابيع من الأزمة التي يغذيها انتشار أكثر من 100 ألف عسكري روسي في محيط أوكرانيا الموالية للغرب، والتي يريد الكرملين إعادتها إلى فلك نفوذها.

لكن روسيا، أمرت الثلاثاء، بعودة قوات نشرت قرب الحدود مع أوكرانيا إلى ثكناتها، في أول مؤشر انفراج، إذ إن وجودها يثير منذ أسابيع خشية من حصول غزو على وقع توتر بين الروس والغربيين.

وقبل ظهر الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن "وحدات أقاليم الجنوب والغرب العسكرية أنجزت مهمتها، وباشرت عمليات التحميل عبر وسائل النقل البرية والسكك الحديد والعودة إلى ثكناتها اليوم".

وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف": "قلنا دائما إنه بعد انتهاء التدريبات (...) سيعود الجنود إلى قواعدهم الدائمة.. ما من جديد هنا.. إنها عملية عادية".

ولم تعط موسكو أي تفاصيل حول عدد القوات المنسحبة أو الجدول الزمني لانسحابها.

في المقابل ندد "بيسكوف"، بـ"الهستيريا" الغربية التي تتهم الروس بنوايا عدوانية.

وتواصل روسيا مناورات عسكرية في بيلاروسيا المجاورة لأوكرانيا حتى 20 فبراير/شباط الجاري.

واعتبرت أوكرانيا من جهتها أن جهودها الدبلوماسية المشتركة مع حلفاء غربيين نجحت في تفادي تصعيد روسي أكبر، في وقت هيمن فيه تفاؤل حذر في شوارع كييف.

وقال وزير الخارجية "دميترو كوليبا": "تمكنا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد. نحن في منتصف فبراير ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة".

من جانبه، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، "ينس ستولتنبرغ"، إن إعلان روسيا عن سحب القوات يبعث على "التفاؤل الحذر"، في الوقت نفسه يستمر الحلف في تقديم الدعم لأوكرانيا، بشأن مسألة تعزيز دفاعها عن حدودها.

ونوّه "ستولتنبرغ"، إلى أن "ناتو" لم يشهد أي علامة على وقف التصعيد على الأرض، ولم "نشهد أي علامات على انخفاض الوجود العسكري الروسي على حدود أوكرانيا، لكننا سنواصل المراقبة".

وتابع: "كل شيء جاهز الآن لشن هجوم جديد، ولكن لا يزال أمام روسيا الوقت للتراجع عن حافة الهاوية، والتوقف عن الاستعداد للحرب والبدء في الاستعداد لحل سلمي".

يشار إلى أن تجهيزات روسيا لغزو أوكرانيا أدت إلى مخاوف عالمية، بارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وانعدام الأمن الغذائي، خصوصًا في الدول التي تتعرض لأزمات سياسية، كون روسيا توفّر حوالي 40% من احتياجات القارة الأوروبية من الغاز.

وأمام هذا التخوف، أعرب "بوتين"، خلال المؤتمر الصحفي، عن استعداد بلاده لمواصلة إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا، عبر أوكرانيا، حتى بعد 2024، لكن بشرط وجود طلب من المشتريين في أوروبا وربحية.

وقال "بوتين": "مستعدون لمواصلة إمدادات الغاز عبر أوكرانيا حتى بعد عام 2024، عندما ينتهي العقد الحالي لترانزيت الغاز عبر هذا البلد، وإذا كان هناك طلب على الغاز الروسي من قبل الشركاء الأوروبيين، كما أن منظومة الغاز في أوكرانيا ستكون في حالة فنية جيدة".

وأشار إلى أن ملف الطاقة يحتل حيزا كبيرا في العلاقات بين روسيا وألمانيا، مشددا على أن روسيا تورد الغاز الطبيعي إلى ألمانيا بعقود طويلة الأجل.

وعن العلاقات التجارية بين روسيا وألمانيا، قال "بوتين"، إن ألمانيا تعد أحد الشركاء المتمتعين بالأولوية بالنسبة لروسيا، وأشار إلى أن التبادل التجاري بين البلدين ارتفغ بأكثر من 36% العام الماضي.

وأضاف الرئيس الروسي: "هناك مئات الشركات الألمانية العاملة في روسيا والتي استثمرت أكثر من 20 مليار دولار في الاقتصاد الروسي، فيما استثمرت الشركات الروسية نحو 10 مليارات دولار في الاقتصاد الألماني".

وفيما يتعلق بمشروع "السيل الشمالي-2" (أنبوبان لضخ الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا)، أكد الرئيس الروسي مجددا أن المشروع من شأنه تعزيز أمن الطاقة في أوروبا، وشدد على أن "السيل الشمالي-2" مشروع تجاري بحت ولا يحمل طابعا سياسيا.

والآن يجري العمل على إصدار تصاريح في ألمانيا لضخ الغاز الروسي عبر مسار جديد وهو "السيل الشمالي-2".

و"السيل الشمالي-2" هو مشروع روسي لمد أنبوبي غاز طبيعي يبلغ طول كل منهما 1200 كيلومتر، وبطاقة إجمالية تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا من الساحل الروسي عبر قاع بحر البلطيق إلى ألمانيا.

وفي وقت سابق، أفاد رئيس عملاق الغاز الروسية "غازبروم"، "ألكسي ميللر"، بأن الشركة مستعدة لمواصلة ضخ الغاز عبر أوكرانيا بعد عام 2024، لكن القرار سيتم اتخاذه بناء على الجدوى الاقتصادية والحالة الفنية لمنطومة نقل الغاز الأوكرانية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوكرانيا غزو أوكرانيا ألمانيا الاتحاد الأوروبي روسيا الناتو

أوكرانيا: لا نرى بوادر لغزو روسي في الأيام المقبلة

اتهامات لروسيا.. مواقع عسكرية ومصارف أوكرانية تتعرض لهجوم سيبراني

كلمة مرتقبة لبايدن حول أزمة أوكرانيا.. واتصال جديد بين بلينكن ولافروف

بايدن يعيد المخاوف: هجوم روسيا على أوكرانيا لا يزال ممكنا جدا