تحليل: السعودية تحافظ على مستوى إنتاجها من النفط للحد من نفوذ إيران

الاثنين 7 ديسمبر 2015 10:12 ص

أوضح تحليل اقتصادي أن إيران ترغب من السعودية التقليل من إنتاج النفط لتتمكن من دخول سوق النفط العالمي بعد سنوات من انقطاعها عنها بسب العقوبات التي فرضت على البلاد والتي ارتبطت بالبرنامج النووي.

وبين التحليل أنه رغم تراجع أسعار النفط لما دون الأربعين دولارا للبرميل، إلا أن السعودية واظبت على المعدل ذاته من إنتاجها للنفط، لتضغط على الأسعار وتؤثر على الدول الأخرى من أعضاء «أوبك»، لكنها لا تهتم بمساعدة هذه الدول، وبالأخص إيران.

من جانبه قال المحلل الاقتصادي «ديفيد كوتوك»: «أعتقد بأن هذا الدافع الرئيسي للسياسة التي تتبعها السعودية»، مضيفا: «إن وضعت نفسك مكان السعودية، فأسعار النفط القليلة ستشكل السلاح الأقوى في الحرب الاقتصادية».

وتابع: «الأسعار المتدنية تسببت بأضرار لكافة منتجي النفط، حتى السعودية نفسها، لكنها أثرت بشكل أكبر على دول أضعف إنتاجا، مثل فنزويلا ونيجيريا والجزائر، وهي الدول التي أعلنت بشكل واضح ثورانها ضد السعودية».

أشار «كوتوك» أن إيران تهدد بتعميق الأضرار من خلال إفاضتها أيضا السوق بخط إنتاج كبير، في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، هذا الأسبوع، عن احتمالية رفع العقوبات عن إيران بقدوم يناير/كانون ثاني المقبل.

من جهته، قال «جيسون بوردوف» المستشار السابق لـ«أوباما» في شؤون الطاقة والأمن القومي: «إن السعودية ليست بمزاج لإسداء أي معروف يصب في صالح إيران»، مضيفا: «إنهم قلقون حول احتمال إعادة ترتيب للمصالح في الشرق الأوسط، إن أرادت إيران الخروج من الظلمة وإعادة تثبيت موقعها بالمنطقة».

هذا وتملك إيران 60 مليار برميل للنفط، وهذا فقط في الإقليم جنوب غربي البلاد، وقد استعدت مطولا لإعادة بناء بنيتها التحتية في قطاع النفط، لتنتظر رفع العقوبات وتبدأ بضخ النفط بمعدل 500 ألف برميل في اليوم، حتى يبلغ الإنتاج مليون برميل يوميا بنهاية عام 2016.

وبحسب التوقعات فإن ذلك سيرفع من إجمالي الإنتاج الإيراني ليبلغ 4.3 ملايين برميل نفط يوميا، لتحل ثانيا بعد السعودية في صدارة الدول المنتجة للنفط أو «أوبك»، وستكسب إيران من هذا الإنتاج حوالي 175 مليون دولار في اليوم، ولكن إن سمحت السعودية بعودة سعر برميل النفط لمرحلة الثمانين دولارا للبرميل، فإن الأرباح الإيرانية سترتفع إلى 350 مليون دولار يوميا.

وأوضح «كوتوك» أن هذه الأرباح الإضافية ستساعد على تقوية الدور الذي تلعبه إيران بالمنطقة، وهذا أمر لا يرغب السعوديون برؤيته، مضيفا: «الهدف الأساسي للسعوديين هو إبقاء سلطتهم بمركز القوة، وجميع القرارات تصب أولا وأخيرا بهذه النقطة».

يذكر أن إيران أبرمت في 14 يوليو/تموز الماضي اتفاقا مع القوى العالمية الست (مجموعة 5+1) ممثلة في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا في العاصمة النمساوية فيينا، ينص على وضع قيود على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية على طهران منذ عام 2006.

وصادق البرلمان الإيراني على هذا الاتفاق شريطة وضع ضوابط لموظفي «وكالة الطاقة الذرية» خلال تفتيشهم المنشآت النووية والثكنات العسكرية الإيرانية، كما أقره مجلس صيانة الدستور الإيراني، وهو الهيئة المكلفة بالتأكد من عدم تعارض مشاريع القوانين مع أحكام الشريعة والدستور الإيراني.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران النفط أوبك الاتفاق النووي الولايات المتحدة مجموعة 5+1

تراجع أسعار النفط مع إقرار «أوبك» الإبقاء على سقف الإنتاج

وزير النفط السعودي: الطلب العالمي قادر على استيعاب ارتفاع الإنتاج الإيراني

«ستراتفور»: السعودية قد تغير من استراتيجيتها النفطية خلال عام 2016

«إنتليجنس»: السعودية ستقترح اتفاقا خلال اجتماع «أوبك» لتحقيق التوازن في سوق النفط

عبر العاصفة.. كيف ستتفادى السعودية انهيار الاقتصاد النفطي؟

انخفاض أسعار النفط يضع علاقة إيران بسوريا على المحك

توقعات وآمال سعودية إماراتية بارتفاع أسعار النفط بدءا من 2016

النفط يهبط إلى أدنى مستوياته في 7 سنين بفعل اجتماع «أوبك»

أنباء عن مفاوضات سرية بين السعودية وإيران برعاية عمانية في مسقط

بعد 20 عاما.. النعيمي لا يزال يغرد منفردا في معركة النفط

النفط يقترب من أقل سعر في 7 سنوات

أسعار النفط تواصل الهبوط الجمعة ملامسة مستويات 2008 و2009

استراتيجية سعودية للتعايش مع عصر النفط الرخيص وعجز الموازنة