رحبت «منظمة التعاون الإسلامي»، اليوم الثلاثاء، بالإعلان عن تحالف إسلامي عسكري لمكافحة الإرهاب يضم العديد من الدول الأعضاء في المنظمة.
وأكد الأمين العام للمنظمة «إياد مدني» في بيان موقف المنظمة الثابت المتمثل في أن الإرهاب لا دين له ولا هوية وأن التصدي له يجب أن يأخذ في الاعتبار بجانب التدابير الأمنية والعسكرية فهم وتحليل وتقصي ومواجهة الأبعاد المتعددة لهذه الظاهرة.
وقال «مدني» إن من بين الأبعاد التي يجب أخذها في الاعتبار في مكافحة الإرهاب السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي توفر الظروف المواتية لتفشي الإرهاب والتطرف العنيف.
وأشار إلى ضرورة بحث الأسباب الكامنة وراء العنف الطائفي ومحاولات تسييس الخلافات المذهبية والتركيز على الانتماء الطائفي باعتباره جوهر الهوية واختراق جهات خارجية للجماعات الإرهابية والمتطرفة بهدف خدمة أجنداتها السياسية الخاصة.
وأكد تأييد المنظمة لجميع الجهود الدولية والإقليمية الرامية لمكافحة الإرهاب، معبرا عن تضامنها مع كل المبادرات الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام في الدول الأعضاء والعالم بأسره بما يخدم مصالح الشعوب وبما يدعم استقرارها.
كما أعرب عن انشغال المنظمة العميق بما يشهده العالم من جرائم إرهابية تتناقض تناقضا صارخا مع القيم الإنسانية الإسلامية منها والعالمية، والتي أصبحت تشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين، مشيرا إلى أن الدول الأعضاء في «منظمة التعاون الإسلامي» هي من بين أكثر الدول تضررا من الإرهاب.
وأكد أن ميثاق المنظمة وصكوكها القانونية ذات الصلة ولاسيما مدونة قواعد السلوك حول مكافحة الإرهاب الدولي التي تم إقرارها في العام 1994 ومعاهدة «منظمة التعاون الإسلامي» لمكافحة الإرهاب الدولي التي أقرت في العام 1999 والقرارات الصادرة عن القمم الإسلامية والمجلس الوزاري واللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري تحث جميع الدول الأعضاء على التعاون المشترك لمكافحة الإرهاب.
وأشار «مدني» إلى أن ازدياد الجرائم الإرهابية يضع الدول الأعضاء أمام مسؤولية تاريخية تحتم عليها تكثيف العمل المشترك للتصدي لهذه الظاهرة بجميع أبعادها.
«كبار العلماء» السعودية تشيد بالتحالف الجديد
وفي سياق متصل، دعت الأمانة العامة لـ«هيئة كبار العلماء» في المملكة العربية السعودية إلى مسارعة دول العالم الإسلامي بالانضمام إلى «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»؛ مشيرة إلى أن هذا التحالف يمثل انطلاقة جديدة تتبنى روح الريادة والمبادرة والمسؤولية.
وأشادت الأمانة العامة لـ«هيئة كبار العلماء» بإعلان تشكيل هذا التحالف، وأكدت في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن الإرهاب يهدد العالم أجمع، وفي طليعته العالم الإسلامي الذي يعد أكثر المتضررين به، وبات يشكل خطرا يهدد شعوبه ودوله باستقرارها ومكتسباتها، واتّخذ ذريعة لتشويه صورة الإسلام النقية الصافية، كما اتخذ ذريعة للعبث بأمنه ومصالحه الحيوية والتدخل في شؤونه .
وأوضحت الأمانة العامة أن محاربة الإرهاب ومكافحته هي من أوجب الواجبات التي يفرضها الدين الإسلامي، وهو واجب الوقت الذي ينبغي للعالم الإسلامي أجمع أن يتنادى إليه ويتعاون عليه .
وقد أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الثلاثاء، تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة الإرهاب، وقال الأمير «محمد بن سلمان» ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية وزير الدفاع إن التحالف الجديد لا يستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية» فقط، بل سيحارب الظاهرة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي.
وأوضح «بن سلمان» في مؤتمر صحفي بالعاصمة الرياض أن التحالف الإسلامي العسكري سيتصدى لأي منظمة إرهابية، مشيرا إلى أن كل دولة في التحالف ستساهم بحسب قدراتها.
وقال إن التحالف الجديد سيقوم بالتنسيق مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم، موضحا إلى أنه سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا.
وأكد أن التحالف سينسق الجهود لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان، لكنه لم يقدم تفاصيل عن كيفية مضي الجهود العسكرية.
وقال إن العمليات في سوريا والعراق ستتم بالتنسيق مع الشرعية في هذا المكان والمجتمع الدولي.
وفي وقت سابق، صدر بيان مشترك جاء فيه أن التحالف سيكون بقيادة السعودية التي ستستضيف مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود.
وأورد البيان أن الدول التي وافقت على تشكيل التحالف تضم دولا عربية مثل مصر وقطر والإمارات، إضافة إلى دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا وباكستان ودول خليجية وأفريقية.
وذكر البيان أن تشكيل التحالف جاء انطلاقا من أحكام اتفاقية «منظمة التعاون الإسلامي» لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداء لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادا وتهدف إلى ترويع الآمنين.