قال المتحدث باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء «نعمان قورتولموش»، أمس الإثنين، إن «التوتر الحاصل بين المملكة العربية السعودية وإيران، يزيد للأسف الاحتقان في منطقة الشرق الأوسط، المتوترة أصلًا».
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده «قورتولموش»، في العاصمة التركية أنقرة مساء أمس، قال فيه: «نرغب بخروج الدولتين من حالة التوتر في علاقاتهما الثنائية بأسرع وقت»، مشددا على أهمية دور إيران والسعودية بالنسبة للعالم الإسلامي وبالنسبة لتركيا، وضرورة الالتزام باتفاقية فيينا، المتعلقة بحماية البعثات الدبلوماسية.
وتابع: «نقول للدولتين من منطلق الصداقة التي تربطنا معهما: على الطرفين أن يتصرفا بتأن، وأن يتجنبا التصرف كخصمين، لأن ذلك سيلحق الضرر بهما وبالمنطقة برمتها».
وأضاف نائب رئيس الوزراء التركي: «نحن دولة ألغت حكم الإعدام، ونعتقد أن تنفيذ أحكام الإعدام ولا سيما السياسية منها، لن تساهم بأي شكل من الأشكال في تعزيز السلام في المنطقة».
ودعا نائب «داود أوغلو» كلا من إيران والسعودية، إلى «عدم رسم أي خطوط عدائية بينهما، على أقل تقدير، إن لم يستطعا إزالة الخلاف"، وقال: «على إيران والسعودية ألا تنسيا أنهما جزء من المجتمع الإسلامي».
وأعلنت وزارة الداخلية السعودية صباح السبت الماضي، أنها نفذت حكم الإعدام في 47 مدانا بالإرهاب والتحريض من بينهم «فارس الشويل» والمعارض الشيعي المعروف «نمر النمر».
ولاقى الحكم تنديدات شيعية وإيرانية واسعة، كما هاجم متظاهرون، مساء السبت الماضي، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به.
وقبل ساعات من اقتحام السفارة السعودية في طهران، هاجمت عناصر من ميليشيات «الباسيج» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، القنصلية السعودية في مدينة مشهد بمحافظة خراسان شمال شرق إيران، وأضرموا النار بقسم من المبنى.
كما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، السبت، القائم بالأعمال السعودي في طهران، وأبلغته احتجاج طهران على إعدام «النمر».
ومساء أول أمس الأحد، قال وزير الخارجية السعودي «عادل بن محمد الجبير» في مؤتمر صحفي، إن السعودية قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران وطلبت من البعثة الإيرانية مغادرة المملكة خلال ٤٨ ساعة، وذلك على خلفية التصعيد الإيراني عقب إعدام السعودية «نمر باقر النمر».
وأضاف أن «الاعتداء على السفارة السعودية في طهران يعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية»، مشيرا إلى أن «النظام الإيراني يحمل سجلا طويلا من الاعتداء على السفارات، حيث أن الإيرانيين اعتدوا من قبل على السفارتين الأمريكية والبريطانية».
من جانبها وصفت وزارة الخارجية الإيرانية قرار السعودية بقطع العلاقات مع إيران وسط تصاعد التوتر بـ«المتسرع وغير المنطقي».