كشف «رياض حجاب» منسق المعارضة السورية للتفاوض مع نظام «بشار الأسد»، أنهم يواجهون خيارا صعبا بشأن إمكانية المشاركة في محادثات السلام المرتقبة نهاية الشهر الجاري.
وأرجع «حجاب» هذا الموقف، لتراجع الولايات المتحدة عن موقفها بشأن سوريا بما في ذلك مستقبل «الأسد» لاسترضاء روسيا، وفقا لوكالة «رويترز».
وأضاف «حجاب»، الذي اختير في ديسمبر/كانون الأول الماضي، منسقا للهيئة التفاوضية للمعارضة لقيادة المحادثات المستقبلية بشأن سوريا، إن الخلافات لا تزال قائمة مع الحكومة السورية والأمم المتحدة بشأن جدول أعمال المحادثات.
وتابع: «للأسف يوجد تراجع واضح جدا خاصة من الولايات المتحدة فيما يخص أجندة المفاوضات»، مشيرا إلى أن «الأمريكيين يرغبون في تشكيل حكومة يترك النظام للمعارضة فيها عددا قليلا من الوزارات».
وأشار إلى إن التراجع الأمريكي ساهم في قرار الأمم المتحدة، الشهر الماضي، الذي قال إنه يتضمن الكثير من «الثغرات والغموض».
وكان مجلس الأمن رسم في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي، خارطة طريق لمحادثات السلام مدتها عامان لكنه فشل في الاتفاق على مستقبل «الأسد».
وأضاف: «لم يذكر الروس ولا الأمريكيون الأسد خلال المفاوضات، ولم يتحدثوا عن رحيله، وهذا تراجع واضح، وعندما قال أوباما إن الأسد ليس له شرعية كان كيري يقدم تنازلات».
وانتقد «حجاب» الإدارة الأمريكية، بشأن سياساتها المتعلقة بمقترحات فرض منطقة حظر طيران لحماية السوريين، وتعامله مع الأسلحة الكيماوية لدى الحكومة السورية.
وقال: «لا يرغب أوباما في فرض منطقة حظر طيران، ومع وجود خطوط حمراء على الأسلحة الكيماوية نزعوا الأسلحة، ولا اعتقد أن التاريخ سيغفر له».
وردا على سؤال «هل ستحضر المعارضة المحادثات»، قال «حجاب»: «السؤال صعب للغاية.. أمامنا مشكلة حقيقية.. إذا لم نذهب إلى المفاوضات فإنهم سيقولون أننا لا نحترم قرارات الأمم المتحدة، لكن أهلنا يقصفون ويعانون من مجاعة».
وأضاف: «إذا لم يجر الإعداد بشكل جيد للمفاوضات فسوف تفشل»، محذرا من أن الفشل يعني المزيد من اللاجئين المتجهين إلى أوروبا، وتحول المزيد من المعتدلين إلى التطرف.
وتابع: «إذا ذهبنا وفشلت، ستكون كارثة للمجتمع السوري وسيدفع العالم الثمن».
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.
ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفقت دول كبري معنية بالملف السوري، خلال اجتماع في فيينا، على خطوات لإنهاء القتال في سوريا، شمل تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات يشارك فيها السوريون في الداخل والخارج.
كما نص اتفاق فيينا، الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمتان للمعارضة، وروسيا وإيران حليفتا النظام، على السعي إلى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين في 25 يناير/كانون الثاني الجاري.