«وقف الغارات» و«رفع الحصار».. شروط المعارضة السورية قبل التفاوض

السبت 23 يناير 2016 08:01 ص

اشترطت المعارضة السورية، وقف الغارات الروسية، ورفع الحصار عن المدن، قبل الدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، في موقف يتناقض مع تأكيدات وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» بعقد محادثات السلام في جنيف، خلال أيام.

وقال «جورج صبرا» المعارض البارز بالائتلاف السوري، إن «العراقيل لا تزال تقف في وجه المحادثات»، مكررا مطالب رفع الحصار عن مناطق يسكنها مدنيون وإطلاق سراح سجناء بوصفها إجراءات نص عليها مجلس الأمن الدولي في قراره الصادر في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي لتأييد عملية السلام، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».

وأضاف «صبرا»، الذي اختير قبل أيام نائبا للوفد المفاوض من المعارضة، في أي محادثات «يجب وقف قصف المدنيين من قبل الطيران الروسي، ويجب فك الحصار عن المناطق المحاصرة، فنحن لا يهمنا شكل المفاوضات لكن يجب تهيئة الظروف والمناخات المناسبة للمفاوضات».

وتواجه جهود السلام تحديات مهمة بينها الخلاف على مستقبل «بشار الأسد»، والتوترات بين السعودية وإيران.

وتقول الحكومة السورية إنها مستعدة للمشاركة في مباحثات جنيف في الموعد المقرر، في الوقت الذي قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا «ستافان دي ميستورا» إنه لا يزال يتطلع لعقد المباحثات في 25 يناير/كانون الثاني الجاري، وإنه سيعكف على تقييم التقدم خلال اليومين المقبلين.

وقالت روسيا إن المباحثات قد تؤجل إلى 27 أو 28 من الشهر الجاري بسبب الخلافات بشأن من يمثل المعارضة.

وتشكلت الهيئة العليا للمفاوضات في السعودية، الشهر الماضي، وتضم مجموعات من فصائل المعارضة المسلحة، بينها فصائل تقاتل «الأسد» في غرب سوريا.

يأتي هذا، في الوقت الذي أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الطائرات الحربية الروسية واصلت قصف مناطق عديدة في غرب سوريا وشمالها، أمس الجمعة، وعلى الأخص محافظة اللاذقية حيث تشن القوات الحكومية هجوما على المعارضة.

وسيطرت قوات موالية للحكومة، على سد يبعد بعشرة كيلومترات عن بلدة سلمى التي استعادت السيطرة عليها في وقت سابق هذا الأسبوع في أحد أهم مكاسبها منذ التدخل الروسي.

وقال «رامي عبد الرحمن» مدير المرصد السوري، إن القوات الحكومية كثفت ضغطها على مقاتلي المعارضة في ريف اللاذقية.

وأضاف «عبد الرحمن» أن القوات الحكومية نجحت في وقت لاحق الجمعة، في استعادة خمس قرى أخرى كلها في موقع إستراتيجي على تلال مطلة على مواقع للمسلحين، واصفا الأمر بأنه «تقدم إستراتيجي صوب الحدود التركية».

وأصابت غارات جوية أيضا شرق سوريا قرب في مناطق لا تزال القوات الحكومية تقاتل فيها ضد «الدولة الإسلامية» التي تسيطر على غالبية أراضي محافظة دير الزور.

وقال المرصد السوري إن «غارات يعتقد أنها إما روسية أو سورية، قتلت 30 مدنيا قرب مدينة دير الزور».

وفي حين تحصل المعارضة المسلحة على دعم عسكري من دول تناصب «الأسد» العداء بينها السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة، فإن مطالبتها بالحصول على أسلحة أكثر فعالية بينها صواريخ مضادة للطائرات لم تلق استجابة.

وقال «جيش الإسلام»، وهو أحد أكبر الفصائل المعارضة في الهيئة العليا للتفاوض، إن المعارضة تتعرض للكثير من الضغوط لتقديم تنازلات، لكنه أشاد بالسعودية وتركيا وقطر لمساعدتها في تجاوز هذه الضغوط.

واختير «محمد علوش» القيادي بـ«جيش الإسلام»، ككبير للمفاوضين في وفد المعارضة، وهو موقف آخر سيزيد الأمر تعقيدا بالنسبة للمحادثات بالنظر لتصنيف روسيا لفصيله كـ«جماعة إرهابية»، خاصة أن شقيقه «زهران علوش»، قتل الشهر الماضي، بقصف روسي.

وترى روسيا في الهيئة العليا للتفاوض محاولة سعودية لفرض ممثلين للمعارضة، فيما قالت الهيئة إنها «لن تنضم لأي مفاوضات إذا حضرها طرف ثالث»، في موقف رافض لمحاولة روسية لتوسيع وفد المعارضة ليشمل وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل أخرى.

ويسيطر الأكراد على مناطق كبيرة في شمال سوريا وشمالها الشرقي، حيث أقاموا منطقة إدارة ذاتية يقولون إنها ينبغي أن تكون نموذجا لتسوية الصراع السوري.

وتقول المعارضة إن الأكراد يتعاونون مع دمشق، وهو اتهام ينفيه الأكراد، وقال مسؤول بالمعارضة الخميس إن «الأكراد يجب أن يحضروا المفاوضات في جانب الحكومة».

وقال الزعيم الكردي السوري «صالح مسلم»، الجمعة، إنه لا بد من تمثيل الأكراد في محادثات السلام المقررة في جنيف وإلا باءت بالفشل.

واتهم «مسلم»، «جيش الإسلام» بأن له «لها نفس فكر تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية».

وقال «مسلم»: «إذا كانت هناك أطراف مؤثرة في هذه القضية السورية لن تجلس على الطاولة فسيتكرر ما حدث في جنيف 2»، في إشارة إلى مفاوضات فشلت عقدت عام 2014، في جنيف.

والعام الماضي نأى «جيش الإسلام» بنفسه عن الخطاب المتشدد لجماعات إسلامية، بعدما تحدث به في بداية الصراع، قائلا إن «من الضروري أن تتاح للسوريين حرية اختيار الطريقة التي يحكمون بها، وإن العلويين جزء من الأمة السورية».

وتشهد عدة مدن وبلدات سورية، بينها «مضايا»، حصارا خانقا، منذ عدة أشهر، في إطار ما يسميها ناشطون محليون «حرب التجويع»، التي تقوم بها قوات النظام السوري وميليشيات حزب الله اللبناني، والمليشيات الإيرانية والأفغانية وسواها.

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.

ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

 

  كلمات مفتاحية

المعارضة السورية بشار الأسد محادثات جنيف جورج صبرا

واشنطن: وفد المعارضة السورية المشكل في الرياض شرعي ويجب احترامه

واشنطن: تأخر محادثات السلام السورية ليس نهاية العالم

المعارضة السورية تعلن وفد جنيف وتشترط رفع الحصار لحضور المفاوضات

«داود أوغلو» يؤكد ضرورة عدم تمييع وفد المعارضة السورية في المفاوضات

«الجبير»: لا يمكن لأي جهة أن تفرض على المعارضة السورية من يمثلها

«لافروف»: الدوحة وموسكو تأملان في انطلاق المحادثات السورية قبل نهاية يناير

منسق المعارضة السورية: نواجه خيارا صعبا في المشاركة بمحادثات السلام

«الجبير» إيران لا تزال تدعم الإرهاب والعرب مستعدون للدفاع عن أنفسهم

المعارضة السورية: «كيري» يضغط علينا لحضور محادثات جنيف

حصري: «كيري» هدد المعارضة بوقف الدعم إذا قاطعت جنيف وأكد حق «الأسد» في الترشح

«دي ميستورا»: مباحثات «جنيف 3» قد تبدأ الجمعة وعلينا إطلاقها دون شروط مسبقة

الهيئة العليا للمفاوضات السورية تؤكد على ضرورة فصل الحالة الإنسانية عن العملية التفاوضية

أكثر من مليون سوري يعيشون تحت الحصار