سنان أوغان.. المرشح الذي سيحدد الفائز برئاسة تركيا

الاثنين 15 مايو 2023 07:13 ص

حصول المرشح الرئاسي في تركيا سنان أوغان، على 5.3% من الأصوات في الجولة الأولى للانتخابات تؤهله إلى أن يكون قادرا على تحديد الفائز برئاسة تركيا عبر دعمه له في جولة الإعادة.

هكذا وضع أوغان نفسه في مرحلة مفصلية من الانتخابات الأهم في الجمهورية التركية، منذ تأسيسها في أكتوبر/تشرين الأول 1923، وربما تمثل "نقطة تحول" للبلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي في ظل متغيرات وتحديات عديدة.

جاء ذلك بعدما أظهرت النتائج الأولية بعد فرز 98.02% من الأصوات، حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 49.35% من الأصوات في انتخابات الرئاسة، في حين حصل منافسه الرئيسي كمال كليتشدار أوغلو على 44.97%، والاتجاه إلى إعادة بينهما.

وإذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية نسبية (أكثر من 50%) من الأصوات في الجولة الأولى، تُجرى جولة ثانية في 28 مايو/أيار الجاري بين المرشحين الحاصلين على أكبر عدد من أصوات الجولة الأولى.

أوغان قال في تصريح له الإثنين، إنه لا يميل إلى دعم أي من المرشحين، لكنه إذا ذهبت الانتخابات إلى جولة ثانية فلن يدعم كليتشدار أوغلو إلا إذا أنهى تحالفه مع حزب الشعوب الديمقراطي.

وأفاد بأنّه سيجتمع خلال الأيام المقبلة مع قادة تحالف "الأجداد" لمناقشة ما يمكن فعله في الجولة الثانية، مؤكّداً أنّ تحالفه "لن يسمح بأن تقع تركيا في حالة من عدم الاستقرار".

وفي السطور القادمة، نستعرض من هو سنان أوغان الذي أبرزت انتخابات تركيا أن قراره قد يكون حاسما في تحديد من يحكم تركيا.

وبينما كان خارج دائرة الضوء لسنوات، ظهر فجأة وحجز صورة على ورقة الاقتراع، كأحد المنافسين على منصب الرئيس الثالث عشر، عن تحالف "الأجداد" (ATA)، والذي يضم أحزابا قومية متطرفة، على رأسها "حزب النصر"، الذي يتزعمه النائب البرلماني أوميت أوزداغ المعروف بمواقفه العنصرية تجاه الأجانب خاصة السوريين والأفغان.

انطلق أوغان في حملته الانتخابية تحت شعار "تلك اللحظة قادمة (أوغان قادم)"، ووعد بالكثير لتركيا ما بعد الانتخابات، وعلى رأسها طرد اللاجئين السوريين، و"حل المشاكل الديمغرافية التي سببتها هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا"، حسب قوله.

ولد أوغان في العام 1967 وهو باحث أكاديمي ونائب سابق في البرلمان عن حزب "الحركة القومية"، وينتمي إلى أصول آذرية.

درس في جامعة مرمرة كلية العلوم الإدارية والاقتصادية وأكمل هناك الدراسات العليا، حتى حصوله على درجة الدكتوراه في جامعة روسية في موسكو في العلاقات الدولية.

بدأ سنان أوغان مساره العملي في المجال الأكاديمي، حيث عمل باحثا في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة بين عامي 1992 و1998.

وأرسل من خلال هذا المنصب إلى أذربيجان، فعمل محاضرا ونائب عميد في مؤسسة الدراسات العالمية التركية بكلية إدارة الأعمال في جامعة أذربيجان الحكومية بين عامي 1992 و2000.

وكان في الوقت نفسه يعمل في وزارة الخارجية التركية، ممثلا لوكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في أذربيجان، كما عمل كذلك في القطاع الخاص.

وعاد إلى تركيا عام 2000، وبدأ بإجراء أبحاثه ودراساته من خلال مكتب الدراسات القوقازية التابع للمركز الأوراسي للدراسات الإستراتيجية (ASAM).

وفي عام 2004 أسس وترأس مركز العلاقات الدولية والتحليل الإستراتيجي (TÜRKSAM)، والذي يعتبر من أشهر مراكز التحليل والتفكير الإستراتيجي في تركيا، وقدم عبره دراسات بحثية مهمة حول موضوعات الاقتصاد والعلاقات الخارجية وقضايا الأمن على المستوى الوطني.

وفي عام 2006، شغل منصب نائب مدير العلاقات الخارجية في كلية كابادوكيا المهنية لمدة عام، مع استمرار عمله في مركز العلاقات الدولية والتحليل الإستراتيجي (TÜRKSAM).

ويعمل حاليا أوغان باحثا في جامعة مرمرة، وهو يتقن الإنجليزية والروسية، وتولى رئاسة مجموعة من المؤسسات البحثية، ولديه 3 مؤلفات وأكثر من 500 مقالة بحثية، وحاز على عدد كبير من الجوائز.

كان أوغان على اتصال وثيق بالسياسة منذ سنوات الدراسة، خاصة القضايا التي تتعلق بالقومية التركية، لفكره القومي الداعم للتقارب والتعاون بين الشعوب المتحدثة باللغة التركية.

ودفعه توجهه القومي للعمل السياسي تحت مظلة حزب "الحركة القومية" التركي، وكان يقدم الدعم المعلوماتي لرئيس الحزب دولت بهتشلي منذ عام 2006، من خلال التقارير والتحليلات التي أعدها حول قضايا السياسة الخارجية والأمن.

وبناء على دعوة من بهتشلي؛ رشح أوغان للبرلمان التركي عن ولاية أيدر عام 2011، وانتخب نائبا عن المحافظة الوحيدة التي فاز فيها الحزب في تلك الانتخابات، متجاوزا حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي.

وأثناء عمله في البرلمان شغل منصب عضو لجنة الدستور البرلمانية ولجنة الشؤون الخارجية.

وفي عام 2015، أعلن ترشحه لمنصب رئيس حزب الحركة القومية، ولكنه طرد من الحزب يوم 26 أغسطس/آب 2015، وبقرار من المحكمة ألغي الطرد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وعاد أوغان إلى الحزب من جديد.

وفي 10 مارس/آذار 2017 طُرد من الحزب مرة أخرى مع ثلاثة من نواب الحزب، لإعلانهم التصويت بـ"لا" في الاستفتاء على التعديل الدستوري، وقيامهم بحملة نشطة في صفوف الحزب للدعوة لذلك، فقرر مجلس الانضباط المركزي في الحزب معاقبة الأربعة بـ"الطرد النهائي".

وعلى الرغم من طرده من حزبه مرتين، فلم ينتقل إلى حزب آخر، ولم يؤسس حزبا جديدا، وأعلن أنه سيبقى مخلصا لحزبه ونضاله رغم العروض التي قدمت له.

ومعروف عن أوغان مواقفه العنصرية ضد الأجانب ومهاجمتهم، وهو سبب تفاهمه مع زعيم حزب "النصر" المعروف بمواقفه العنصرية ضد الأجانب، خاصة السوريين والأفغان ويتعهد بإعادتهم لبلادهم في حال فوزه بالانتخابات.

ونتيجة هذا الخطاب العنصري تجاه اللاجئين والمهاجرين، تمكن أوغان من نيل مائة ألف توقيع من الناخبين للترشح، وهو يدعي أن هذه التواقيع أكبر من هذا الرقم بكثير، حيث يحظى بدعم اليمين العنصري.

في الوقت الحالي ما يزال أوغان رئيس مركز "تركسام" ويواصل عمله السياسي الأخير "بما يتماشى مع المثل الأعلى للقومية التركية".

ويصرح بأنه "لن يترك القوميين الأتراك بدون مرشح رئاسي"، وفق ما يرد في سيرته الذاتية.

لسنان أوغان أنشطة مهمة في منظمات العمل المدني، فهو الرئيس الفخري لجمعية أذربيجان التركية (TÜRKAZDER)، والتي تعمل على تطوير العلاقات الأخوية بين تركيا وأذربيجان.

وكذلك عضو مجموعة الصداقة البرلمانية بين تركيا وألبانيا، وتركيا والنيجر، والأمين العام لمجموعة الصداقة البرلمانية التركية الأذربيجانية.

ويشغل منصب المنسق العام لحركة المبادرة المدنية لإغلاق محطة "ميتسامور" للطاقة النووية في أرمينيا، والتي يحاول جذب الانتباه إلى كونها إحدى أخطر المحطات النووية حول العالم، وذلك من خلال المؤتمرات ومشاركاته التلفزيونية.

حصل أوغان على العديد من الأوسمة والجوائز تكريما لجهوده البحثية وعمله الأكاديمي المتميز، وإشادة بعمله الحثيث في مجال خدمة الأمة التركية.

كرم بـ"وسام التقدم" من قبل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في يوليو/تموز 2011، كما حاز "وسام الصداقة والتعاون التنموي الكازاخستاني التركي" من جمهورية كازاخستان.

وحصل على جائزة "الإنجاز الأكاديمي المتميز" من جامعة مرمرة، وجائزة "الخدمة للعالم التركي" من جمعية إيكوافراسيا (Ekoavrasya)، كما حصل على جائزة "العلوم الاجتماعية" من جريدة الأمة (Milliyet).

واختير "نائب السنة" لعام 2011 من قبل جمعية الاتصالات، وهي واحدة من أهم المنظمات غير الحكومية التي تعنى بالدراسات الاستقصائية.

وفي دراسة أجراها مركز متابعة وسائل الإعلام (Interpress Media)، كان اسم أوغان من بين الأسماء التي حازت "الأكثر ظهورا" على شاشات التلفاز لعام 2010.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سنان أوغان أردوغان تركيا انتخابات تركيا رئاسيات تركيا كليتشدار أوغلو

تركيا على مفترق طرق مع احتددام التنافس على مقعد الرئاسة

تركيا تتجه لجولة إعادة رئاسية للمرة الأولى بتاريخها.. وتحالف أردوغان يحصد أغلبية البرلمان

أوغان: محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خطوط حمراء لدعم أردوغان أو كليتشدار أوغلو

الدستور واللاجئين والإرهاب.. أوغان يضع 5 شروط لدعم أردوغان أو كليتشدار أوغلو

استمع إلى مطالبه.. أردوغان يستقبل منافسه السابق سنان أوغان

الانتخابات التركية.. سنان أوغان يعلن دعم أردوغان في جولة الإعادة