الإمارات والنظام الانقلابي بمصر ينطلقان هائجين في صحراء ليبيا

الثلاثاء 16 سبتمبر 2014 08:09 ص

الغارات الجوية الأخيرة على العاصمة الليبية طرابلس التي نفذتها الإمارات العربية المتحدة ومصر، والتي اتخذت خلفية من العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تلفت انتباه وسائل الإعلام بقدر ما يتطلب التهور الكامن في هذه الغارات. وكما القصف الاسرائيلي لقطاع غزة، تمتعت الغارات الإماراتية المصرية الجوية بدعم سري من السعودية، وهي الدولة التي تسعى إلى توسيع نفوذها الإقليمي في حالة من الارتباك.

في نواح كثيرة تحرص إسرائيل ونظام مصر الانقلابي والإمارات والسعوديين على مساعدة بعضهم في لحظات العدوان والعزلة. الضربات الجوية الأجنبية في ليبيا في أغسطس/آب الماضي قتلت 17 مقاتلا على الأقل وأصابت مباني وزارة الداخلية والمنشآت التي استولت عليها قوات عملية الفجر، وهو تحالف من ميليشيات إسلامية وحلفائهم بمدينة مصراتة.

كانت دقة الغارات الجوية واضحة حيث شاركت طائرات أجنبية متطورة في العملية. والإنكار الفوري من حلف شمال الأطلسي وأعضائه ألقى الشبهة فورا على مصر والجزائر. لكن السلطات الجزائرية نفت لاحقا بشكل قاطع أن يكون لقواتها الجوية أي دور في قصف طرابلس.

بعد بضعة أيام، قال مسؤولون أمريكيون أن الإمارات ومصر وراء الضربات الجوية لطرابلس. نفت مصر مشاركة قواتها – وتقول تقارير أن القاذفات أقلعت من قاعدة جوية مصرية – بينما قالت الإمارات إن مزاعم تدخلها هي محاولة لصرف الانتباه عن الانتكاسات السياسية التي يتعرض لها الإسلاميون في ليبيا.

وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات «أنور محمد قرقاش» في سلسلة تغريدات، هاجمت أيضا جماعة الإخوان، معبرا عن أسفه لأن دولة شقيقة، أي قطر، تشيع قصة ليبيا.

قوات ثوار مصراتة، الذين يسيطرون الآن على مطار طرابلس، اتهمت بالفعل مصر والإمارات بتنفيذ الغارات. هناك دعم سعودي للإمارات والنظام الانقلابي بمصر لقمعه جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين الآخرين، الذين تراهم ديكتاتوريات العائلات العربية المالكة خطرا كبيرا.

العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة والغارات الجوية على ليبيا أعمال ينسقها محور الثورة المضادة بقيادة السعودية والإمارات لتثبيت قائد الانقلاب بمصر «عبد الفتاح السيسي» سيدا بلا منازع بشمال أفريقيا والوضع الفلسطيني. هذا هو مستوى حكمتهم الخبيث التي تحرك سياساتهم الغريبة.

فشلت كلا المغامرتان فشلا ذريعا. في ليبيا، رجل وكالة المخابرات المركزية المجنون والجنرال المنشق خليفة حفتر، مع دعم عسكري واستخباري أمريكي، لا يمكنه الصمود ضد الإسلاميين والميليشيات الأخرى.

في غزة، حيث أراد التحالف السعودي الإماراتي المصري سحق حماس، راقب العالم بلا حول ولا قوة ذبح آلاف المدنيين الأبرياء وسط دمار كارثي. مع ذلك، ما يسمى القادة العرب يفعلون كل شيء للتحريض على مزيد من الصراعات والحروب. نتيجة العدوان الإسرائيلي أن حماس تظل ذات شعبية بينما يصبح اختيار إسرائيل للقيادة الفلسطينية،«محمود عباس»، عرضة للتسخيف. «عباس» موظف لدى تل أبيب للحفاظ على الفلسطينيين صامتين إزاء الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيليين.

يعلم الفلسطينيين حقيقة عباس وما فعله بالضفة الغربية: فالناس يختطفون روتينيًا، ويعذبون ويقتلون على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية والمستوطنين اليهود.

أصبح حكام القاهرة مصدر متاعب لجيران مصر. فدعمهم للحرب الإسرائيلية على غزة أمر معلوم جيدا. في هجوم الإمارات على ليبيا، قدمت مصر قاعدة جوية قرب الحدود الليبية للطائرات التي نفذت الغارات. لكن الشجاعة الإماراتية تقتصر على الأنشطة المتكتم عليها. خوفا من انتقام الليبيين، فإن حكام الإمارات لا يقرون على الملأ بأنهم قرروا المشاركة في الصراع بليبيا.

دولة الإمارات العربية المتحدة هو خليط من سبع ممالك صغيرة، لكنها جمعت أسلحة غربية متطورة باستخدام الثروة النفطية في أبوظبي. وهم زبون رئيسي لمصانع الأسلحة الأمريكية. لكن السؤال هنا: لماذا ممالك صغيرة بكتلة سكانية أصلية صغيرة – حيث يشكل الأجانب ما يقرب من 90 بالمائة من السكان – ترغب في التورط بعمليات عسكرية محفوفة بالمخاطر.

يخشى كثيرون من أن هذه الغارات الجوية قد تحول الصراع في ليبيا إلى حرب إقليمية، مما يدعو بالتالي القوى الإقليمية الأخرى للرد، وهكذا تتعقد الجهود الرامية لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا.

ربما كانت الإمارات تحاول تقديم «السيسي» باعتباره الرجل المستعد لقتال الإسلاميين داخل وخارج مصر. بعد إسقاط رئيس مصر المنتخب ديمقراطيا «محمد مرسي» وإعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية وقتل واختطاف عشرات الآلاف من المصريين باسم محاربة الإرهاب (القادة العرب يسارعون لتقليد خداع سادتهم المستعمرين الأوروبيين)، يريد السيسي الآن تعزيز موقفه داخل مصر وإقليميا بمباركة إخوته في الاستبداد والمستعمرين الغربيين.

ومن الممكن أيضا أن القوى التي في الإمارات تتخذ قرارات محمومة لجعل وجودها محسوسا في المنطقة. بعد كل شيء، لديهم الكثير من العتاد العسكري أجنبي الصنع في مخازنها. (هل كان الطيارون الذين قادوا الطائرات أجانب أيضا؟).

المصدر | محمد برويز بلغرامي، ديلي صباح

  كلمات مفتاحية

الإمارات مصر ليبيا السيسي حفتر

الخارجية القطرية تستهجن اتهامات «الثني»: لماذا لم تنتقد قصف بلادك بالطائرات؟!

الإمارات تستقبل مسؤولي طبرق وتغوص أكثر في رمال ليبيا

السيسي يحذر من التدخل الخارجي في ليبيا ويؤكد: لن نتهاون في أمننا القومي

"فجر ليبيا": الإمارات ومصر متورطتان في الغارات على طرابلس

مجتهد: الإمارات دعمت حفتر بطائرات مقاتلة .. ومصر وفرت له دعما لوجيستيا

أنباء عن تحالف إماراتي مصري ليبي لتبرئة نجل «القذافي» من جرائم حرب

الأسوشيتدبرس: مصر تقصف مواقع في ليبيا .. ومتحدث رئاسي مصري ينفي

«فجر ليبيا» تتهم المخابرات السعودية بالتورط في تفجير مساجد بالعاصمة

مفتي الديار الليبية: مصر والإمارات ستندمان إن ثبت تورطهما فى قصف ليبيا

هل تراجع الإمارات خريطة حلفائها في المنطقة؟

شخصيات إماراتية نافذة تعمل على تسهيل عودة «أحمد شفيق» إلى المشهد السياسي في مصر