قال الأكاديمي الإماراتي «عبد الخالق عبد الله»، مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، قرار محلس التعاون الخليجي باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية، «موجه أساسا إلى أنصار حزب الله في الخليج بأن يكونوا على حذر شديد تجاه دعم حزب إيران في لبنان، وعليهم تحمل مسؤولياتهم إذا خرقوا قوانين مكافحة الإرهاب».
وأضاف: «هي رسالة لهم جميعاً، أهلاً بهم في دول الخليج ولكن عليهم من الآن وصاعداً الحذر من القيام بأي نشاط وأي ممارسات تخالف هذا القرار».
وأوضح في تصريحات لصحيفة «الحياة» أن القرار «يؤكد لكل من لديه أدنى شك، أن الرياض عاصمة الحزم العربي وبقية العواصم الخليجية متحدة في شكل غير مسبوق في مواجهة عبث إيران بأمن المنطقة ومواجهة أعمال حزب إيران في لبنان».
ورأى أن للقرار «إجراءات قانونية، وربما سياسية وأمنية وربما مالية، ربما سنعرفها لاحقاً»، مؤكداً أن «لا أحد يشكك في عروبة لبنان ولا عروبة اللبنانيين ودورهم وإخلاصهم لوطنهم العربي، ما حدث أخيراً أن إيران استطاعت أن تختطف القرار السياسي في لبنان، وهذا لا يرضي اللبنانيين ولا يقلل من عروبتهم والآن على الأطراف اللبنانيين مسؤولية أن يكونوا بمستوى القرارات والتأكد أن السعودية ودول الخليج ستدعمهم للتخلص من اختطاف حزب إيران للقرار اللبناني».
من جهته رأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية «أحمد فتفت» أن «حسن نصر الله غير مهتم بمصلحة لبنان ويريد استمرار الحكومة كمظلة له لدعم المشروع الفارسي».
واعتبر أن «حوار تيار المستقبل مع حزب الله غير منتج، ولكن هناك أكثرية في المستقبل ترى ضرورة استمراره».
فيما قال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية «أنطوان زهرا» إن «حزب الله مستمر بوضع يده على الدولة اللبنانية ويجدد تأكيد دوره الإقليمي بعيداً من المصلحة اللبنانية»، مشيراً إلى أن السيد نصر الله «أظهر عمق المأزق الإقليمي المتورط فيه الحزب في سورية والعراق واليمن والبحرين وكل أزمات المنطقة».
وأضاف: «اللبنانيون ليسوا مستعدين للاستسلام لحزب الله واملاءاته، والحزب يكتشف ان مشروعه لن يتحقق. والحزب لا يريد شريكاً بالقرارت الاستراتيجية ليسأله عن كل تحركاته، ولن نستسلم لأي إرادة وأي فرض». وشدد على أن «السلاح هو الذي أوقف الاستثمارات في لبنان»، مؤكداً أن «السعودية صديق تاريخي للبنان ولا يمكن أن تسيء الى الشعب اللبناني والحكومة، وما قامت به أنها سجلت عتبها وأوقفت الهبة مع الطلب بتصحيح الموقف اللبناني، أما حزب الله فهو أداة الحرس الثوري الإيراني في العمليات الخارجية، وهو يتحكم برئاسة لبنان وبعلاقاته الدولية».
وكان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق «سليم الحص»، قال أمس الأربعاء، إن قرار «مجلس التعاون الخليجي» باعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية هو قرار يهدد وحدة اللبنانيين واستقرار السلم الأهلي في لبنان، ويشكل خطرا وتهديدا لصيغة لبنان التوافقية.
وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن «حزب الله هو حزب لبناني، وبغض النظر عمن يختلف مع الحزب أو يتفق معه، فإن حزب الله يتمتع بتأييد شريحة واسعة من اللبنانيين كافة بمختلف انتماءاتهم».
وتابع أن الحزب «مكون لبناني مكمل للمكونات المتعددة التي يتمتع بها لبنان، وقرار اعتبار حزب الله منظمة إرهابية هو قرار مرفوض وجائر، ولا يجوز لمن دعم القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني، ملحقا الهزيمة بالعدو الاسرائيلي، ولمن أصبح قوة رادعة يحسب لها الحساب بوجه العدو الاسرائيلي، أن يوصف بالإرهاب، لأن مثل هذا القرار لا يخدم الا عدو الامة وعدو فلسطين، ويزيد الهزة والثقة التي تتحكم في أمتنا العربية».
وقال إننا «نستنكر هذا القرار بحق المقاومة اللبنانية، كما ندعو الاخوة في مجلس التعاون الخليجي إلى العودة عنه لما فيه المصلحة اللبنانية أولا والمصلحة القومية العربية، كما ندعو إلى جمع الشمل العربي بدلا من قرارات تزيد الشقة في ما بينهم».