رفض واسع لترشيح «أبو الغيط» لأمانة الجامعة العربية ومطالب بإنهاء احتكار مصر للمنصب

الاثنين 7 مارس 2016 10:03 ص

رغم أنه لم تمض إلا ساعات على إعلان مصر رسميا ترشيحها لوزير خارجيتها الأسبق «أحمد أبو الغيط» لتولي منصب أمين عام الجامعة خلفا لـ«نبيل العربي» الذي تنتهي ولايته في منتصف العام الجاري، إلا أن الخبر أثار موجة استنكار ورفض على صفحات التواصل الاجتماعي، ما دفع العديد من الكتاب والمغردين للتذكير بموقف «أبو الغيط» من حرب غزة، لافتين إلى أن جامعة الدول العربية في طريقها للارتماء في أحضان الكيان الصهيوني.

مقولة «أبو الغيط» الشهيرة التي هدد فيها أهل غزة حال دخولهم الأراضي المصرية «اللي هيعدي حدود مصر هنقطع رجله»، وإعلان وزيرة خارجية الكيان الصهيونى آنذاك «تسيبي ليفنى» من مصر الحرب على غزة، يعتبران ضمن أبرز المواقف التي جعلت كثيرون يرفضون ترشحه، معتبرين أنه إن تم فستكون بداية رسمية للتطبيع العربي مع الاحتلال.

الكاتبة الأردنية «إحسان الفقيه» اعتبرت الخطوة المصرية محاولة جديدة للتطبيع مع (إسرائيل) فقالت «أبو الغيط يترشح لأمانة الجامعة العربية ضمن سياق هرولة النظام المصري للتطبيع مع إسرائيل..ومعروفٌ أنه حليف ليفني القديم .. وبكره تشوفوا».

وتساءل النائب البحريني السابق «ناصر الفضالة» ساخرا «هل هناك نية لتغيير اسم #الجامعة_العربية لتصبح عبرية تطبيعية؟».

أما الصحفي المصري «وائل قنديل» فأكد أن اختيار «أبو الغيط» هو امتحان في مادة التطبيع فقال «جاءكم من يثير ترشيحه أمينا للجامعة فرح إسرائيل، فماذا أنتم فاعلون أيها العرب؟ أبو الغيط امتحان جدي في مادة التطبيع».

وعلق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي «ياسر الزعاترة» على خبر ترشيح «أبو الغيط» بقوله «أبو الغيط يمضي نحو مقعد أمين عام الجامعة العربية. هذا يدل على بؤس المرحلة. عموما، هي فرع للخارجية المصرية لا أكثر».

وأضاف «ترشيح أبو الغيط أمينا عاما للجامعة العربية يشير لبؤس المرحلة المقبلة. في زمن السيسي ستُضيّع قضايا الأمة، ومثل هذا يصلح ناطقا باسمه».

أما السياسي القطري «ناصر آل خليفة» فقال «أبو الغيط فاشل وخرب علاقة مصر بمحيطها العربي عندما كان وزير خارجية وأضعف دور مصر ومن يدعمونه ليس اقتناع إنما نفاق».

ووصف الحقوقي «جمال عيد» «أبو الغيط» بأنه أسوأ وزير خارجية في تاريخ مصر، مضيفا أن «ترشيحه يتسق مع تولي مملكة الظلام ألد أعداء الديمقراطية لقيادة العرب».

كما علق «ناصر أمين» رئيس لجنة الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان هو الآخر بقوله: «أحمد أبو الغيط الذى قال من يريد أن يتعلم الوطنية فليسمع الرئيس مبارك .. الآن مرشح الدولة لرئاسة جامعة الدول العربية .. ماذا يعنى ذلك؟».

رفض الاحتكار المصري

كتاب وناشطون طالبوا بإنهاء الاحتكار المصري للمنصب، خاصة مع تراجع دورها العربي والإقليمي، مؤكدين ضرورة تدوير المنصب عربيا.

وتعجب الكاتب في جريدة الراية القطرية «عبدالله الملحم» من إصرار مصر على الدفع بمرشحها قائلا «لماذا تحتكر مصر منصب أمين الجامعة العربية ولماذا تصر على الدفع بمرشحها رغم تراجع دورها العربي والإقليمي؟!».

وطالب الصحفي «أنور مالك» بنقل مقر الجامعة العربية للرياض فقال «يجب تجديد ميثاق الجامعة العربية وتحويل مقرها في هذا الوقت الراهن الصعب إلى الرياض وتدوير منصب أمينها العام حتى لا تحتكره مصر ودون ذلك تبقى ميتة».

فيما علق الإعلامي السوري فيصل القاسم قائلا «أحمد أبو الغيط مرشح لمنصب الأمين العام للجامعة العربية طنجرة ولاقت غطاها، هيك جامعة بدها هيك غيط».

واتفق معهم في الرؤية الأكاديمي الكويتي «عبدالله الشايجي» بقوله: «آن وقت تغيير عرفا وليس قانونا أو بندا في ميثاق الجامعة-الأمين العام من بلد المقر»، مطالبا بترشيح أمين عام خليجي للمنصب ودعا للمشاركة  عبر وسم «أمين عام خليجي لجامعة الدول العربية».

من هو «أحمد أبو الغيط»

و«أحمد أبو الغيط»، من مواليد 12 يوليو/تموز 1942، حاصل على بكالوريوس تجارة، جامعة عين شمس 1964، والتحق بوزارة الخارجية 1965، ومنذ ذلك التاريخ بدأ «أبو الغيط» التدرج في رحلة وظيفية طويلة تنقل في أثنائها بين سفارات بلاده في نيقوسيا وموسكو وروما ونيويورك، وبين الدواوين والسكرتاريات الخاصة بالوزارة ورئاسة الحكومة، قبل أن ينتهي به المطاف ممثلا لبلاده لدى «الأمم المتحدة»، مندوب مصر الدائم لدى «الأمم المتحدة» في العام 1999، وتولى قيادة الدبلوماسية المصرية وزيرا للخارجية في العام 2004.

وعلى مدى قرابة 4 عقود في ردهات الدبلوماسية، لم يستطع «أبو الغيط»، الذي لم يعرف له ولاء حزبي أو انتماء فكري أو سياسي، أن يلفت النظر على غرار أسماء أخرى في التاريخ الحديث للدبلوماسية المصرية من قبيل «مراد غالب» و«محمود رياض» و«عمرو موسى»، ورغم أن مساره يوحي بأنه نموذج للدبلوماسي الكلاسيكي الميال لتوخي الحيطة والحذر ولانتقاء الكلمات بعناية زائدة.

وعمل«أبو الغيط» مع مجموعة مستشار الأمن القومي المصري «حافظ إسماعيل» للتحضير الدبلوماسي لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وشارك في مفاوضات السلام التي أدت إلى معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، وشغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية إبان عهد «عمرو موسى»، ثم عمل سفيرا لمصر في روما ومندوبا لمصر في «الأمم المتحدة»، قبل أن يتولى حقيبة الخارجية في أبريل/نيسان 2004، ويتركها بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق «حسني مبارك» في مطلع العام 2011.

وظل «أبو الغيط» متنقلا في دروب سلك الدبلوماسية المصرية زهاء 4 عقود، مثل فيها القاهرة في عواصم ومحافل كبيرة، إلى أن تم تكليفه برئاسة دبلوماسية بلاده عام 2004، حيث أصبح واجهة للنظام المصري ومواقفه، وعندما تسلم «أبو الغيط» مهامه كانت مصر في مقدمة الدول العربية المعنية برياح دعوات الإصلاح والديمقراطية القادمة من الولايات المتحدة، والتي وجدت مناصرين لها في المنطقة.

وشهدت فترة ولايته الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، في الفترة من 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 إلى 18 يناير/كانون الثاني 2009، وهي عملية عسكرية ممتدة شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في فلسطين.

وألقى «أبو الغيط»، آنذاك بلوم «حماس»، وحملها مسؤولية ما يحدث في غزة وهددت «تسيبي ليفني»، وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، أثناء وجودها في القاهرة، باجتياح قطاع غزة، وسحق حركة «حماس»، ولم يعقب «أبو الغيط» على تلك التصريحات، ما أثار استهجانا عربيا كبيرا.

ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 شغل خمسة مصريين منصب الأمين العام باستثناء التونسي «الشاذلي القليبي» الذي شغل المنصب عام 1979 بعد نقل مقر الجامعة إلى تونس احتجاجا على اتفاقات «كامب ديفد» بين مصر وإسرائيل قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1990.

وتولى «نبيل العربي» (81 عاما) -وهو أيضا وزير خارجية مصري سابق- منصبه الحالي في الـ15 من مايو/أيار 2011 وستنتهي ولايته يوم الثلاثين من يونيو/حزيران القادم، وقال في فبراير/شباط الماضي إنه لا يسعى لفترة ولاية ثانية.

  كلمات مفتاحية

أبو الغيط مصر الجامعة العربية جامعة الدول العربية

في ترقب لموقف دول الخليج.. مصر تروج لـ«أبو الغيط» أمينا عاما لـ«الجامعة العربية»

معركة مرتقبة بين دول الخليج ومصر حول أمانة الجامعة العربية

دبلوماسي كويتي: انتهى زمن المجاملات لمصر بـ«الجامعة العربية»

مصر تتقدم بمرشح لمنصب الأمين العام للجامعة العربية خلفا لـ«نبيل العربي»

مراقبون: المغرب رفض استضافة القمة العربية بعد مشاورات مع حلفائه بالخليج

«الخارجية» المصرية تنفى اتفاقها مع قطر على دعم «أبو الغيط» مقابل تأييد مرشحها في اليونسكو

الكويت تؤيد «أبو الغيط» أمينا عاما للجامعة العربية

مستقبل العرب في إقليم مضطرب

4 دول فقط أيدت ترشيح «أبو الغيط» أمينا عاما للجامعة العربية حتى الآن

«أبو الغيط».. دبلوماسي بلا إنجاز في مؤسسة بلا موقف

قطر تطلب تأجيل التصويت على اختيار أمين الجامعة العربية ومصر ترفض

أنباء عن ترشيح «سامح شكري» لأمانة الجامعة العربية وسحب «أبو الغيط»

قطر: تحفظنا على «أبو الغيط» يتعلق بشخصه وليس بدولته

«المرزوقي» عن «الجامعة العربية»: «إكرام الميت دفنه»

«أحمد أبو الغيط»: لا خلاف مع قطر.. وسأزورها قريبا