اعترفت روسيا أمس الخميس، بقيامها بتصفية أحد ضباطها تفاديا لأسره، قرب مدينة تدمر الأثرية التي يحاول جيش النظام السوري استعادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال ممثل للجيش الروسي في قاعدة حميميم في شمال غربي سوريا لوكالة إنترفاكس: «قتل ضابط من القوات الخاصة الروسية في منطقة تدمر عندما كان يحدد الأهداف الإرهابية للطائرات الروسية».

وأضاف: «تم نشر هذا الضابط في الأيام الأخيرة، لتحديد أهم الإهداف التابعة لتنظيم الدولة، وإرسال الإحداثيات الدقيقة لضربات الطائرات الروسية».

وتابع المصدر أن الضابط قتل خلال إبلاغ الطائرات الروسية بموقعه الشخصي لتوجيه ضربة عندما أدرك أنه بات محاصرا من قبل «الدولة الإسلامية»، مفضلاً الموت بدلاً من أسره.

ونقلت «إنترفاكس» عن المصدر قوله: «توفي الجندي ببسالة ووجه الضربة عليه بعدما رصده الإرهابيون وحاصروه».

وكان «الدولة الإسلامية»، أعلن الجمعة الماضية مقتل خمسة جنود روس في معارك قرب تدمر، أحدهم مستشار عسكري.

وعرض التنظيم شريط فيديو يظهر جثة «مستشار روسي» في الأسلحة بينها بنادق وخوذة وصندوق مواد إسعاف عليه كتابات بالروسية.

ودخلت قوات «بشار الأسد»، بدعم من الطيران الروسي، تدمر الخميس بعد عدة أشهر من سقوط المدينة الأثرية بيد التنظيم، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان ومصدر عسكري

وبمقتل الضابط يصل إلى سبعة عدد العسكريين الروس الذين قتلوا في سوريا في الحملة العسكرية التي استمرت خمسة أشهر وأعلنت موسكو قبل عشرة أيام عن سحب معظم أفرادها.

كانت روسيا قالت أول أمس الأربعاء ولأول مرة إن لها قوات خاصة في مهام قتالية بسوريا، مما يشير إلى أن الكرملين منخرط في الصراع السوري بدرجة أكبر مما كان يعتقد في السابق.

وأكدت موسكو على مدى أشهر أن دورها في سوريا يقتصر على تنفيذ ضربات جوية وتقديم الاستشارات والتدريب للجيش السوري، والقيام بعمليات بحث وإنقاذ للطائرات التي يجري إسقاطها وأيضا حماية القواعد الروسية.

وقتل ضابط برتبة ميجر يتبع وحدة للقوات الخاصة من وزارة الداخلية الروسية في سوريا الشهر الماضي، وفقا لما قاله زملاؤه السابقون، وإن كان المسؤولون الروس لم يعترفوا بمقتله بعد.

وقبل أيام، أكدت صحيفة روسية أن العملية الجوية في سوريا والتي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول الماضي كلفت الميزانية الروسية 38.4 مليار روبل (حوالى 546 مليون دولار) على الأقل.

وقدرت صحيفة إر بي كا الروسية مساء الثلاثاء الماضي، حصة الطلعات القتالية في إجمالي تكلفة العملية بنحو 88% بمتوسط حوالى 50 ألف دولار لكل طلعة قريبة المدى ونحو 80 ألف دولار للطلعة بعيدة المدى شاملة الذخيرة.

وأشارت إر بي كا إلى أن القوات الروسية أطلقت خلال العملية في سوريا 48 صاروخا مجنحا من طراز كاليبر بتكلفة إجمالية قدرت بـ36 مليون دولار.

أما التكاليف الأخرى، فهي دفع تعويضات لعائلات 3 عسكريين روس قتلوا في سوريا وفق البيانات الرسمية، بواقع حوالى 43 ألف دولار لكل عائلة، وتدمير قاذفة سو-24 التي أسقطها سلاح الجو التركي، ومروحية مي-8، ونحو 12 مليون دولار نفقات متعلقة بوجود العسكريين الروس في سوريا وصرف البدلات لهم، وحوالى 14 مليون دولار نفقات النقل بين روسيا وسورية بحرا وجوا.

وبذلك تشكل العملية في سوريا 1% تقريبا من الميزانية العسكرية الروسية التي بلغت نحو 50 مليار دولار في عام 2015، قبل أن يتقرر خفضها بنسبة 5% هذا العام.

ونقلت إر بي كا عن «رسلان بوخوف»، مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيا، قوله إن هذه الأرقام تقريبية جدا، ولكن نفقات روسيا على عمليتها في سوريا جاءت متواضعة جدا، وهي أقل من تكاليف التدريبات العسكرية.

وكان رئيس الوزراء الروسي، «ديمتري مدفيديف»، قد رفض في ديسمبر/كانون أول الماضي الإفصاح عن معلومات حول تكاليف العملية الجوية في سوريا، مؤكدا أنها سرية.

ورغم أن إر بي كا سبق لها أن قدرت تكاليف العملية في سوريا بنحو 2.5 مليون دولار يوميا حتى نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي، إلا أنها تشير إلى ارتفاعها إلى نحو 3.3 ملايين دولار بعد زيادة عدد الطائرات بقاعدة حميميم من 50 إلى 70 ونشر أحدث المقاتلات سو-35 ومنظومة صواريخ إس-400.

يذكر أن الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، أمر يوم 14 مارس/آذار الجاري، بدء سحب الجزء الأساسي من القوات الروسية من سوريا، مع استمرار عمل قاعدتي طرطوس وحميميم بشكل اعتيادي.