مختصون يتوقعون ارتفاع أسعار النفط مع قرب اجتماع المنتجين بالدوحة

الاثنين 28 مارس 2016 06:03 ص

توقع مختصون في المجال النفطي عودة ارتفاع الأسعار خلال الأسبوع الجاري بعد أن انخفضت في الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع المخزونات الأمريكية وصعود الدولار على حساب بقية العملات الرئيسة في العالم.

وأشار المختصون إلى أن الأسعار ستتلقى دعما مع اقتراب موعد الاجتماع الدولي للمنتجين في الدوحة 17أبريل/نيسان القادم، وفقا لـ«الاقتصادية».

وأكد المختصون أن اجتماع الدوحة يحظى بقبول جيد من أغلب المنتجين بينما يتحفظ عليه عدد محدود من المنتجين في ظل توافق على ضرورة المضي قدما في العمل المشترك وعدم رهنه بمواقف أي من المنتجين.

كما سيتلقى السوق دعما آخر من انخفاض الحفارات النفطية في الولايات المتحدة، الذي يعد مؤشرا قويا على تراجع الاستثمارات وتقلص المعروض من الإنتاج الأمريكي.

وتميل التوقعات إلى تحسن مستويات الطلب وتوقف نمو المخزونات بالمستويات القياسية المسجلة في الأسبوع الماضي.

وومن جانبه توقع «فلاديمير نيكراسوف» نائب رئيس شركة «لوك أويل» الروسية العملاقة عن توقعه بنجاح اجتماع المنتجين في الدوحة «خاصة أنه يضم أكبر المنتجين المؤثرين في السوق العالمي للنفط الخام الذين تشكل إمداداتهم أكثر من 70 في المائة من المعروض النفطي العالمي».

وأضاف «نيكراسوف» أن «الموقف الإيراني لن يعطل برامج التعاون بين المنتجين كما أن الصادرات الإيرانية لن تغرق المعروض العالمي، كما يتوقع البعض بسبب الحاجة إلى كثير من الاستثمارات الأجنبية التي يتجه أغلبها للانكماش بسبب ظروف السوق الحالية».

وأشار إلى أن شركته «تسعى للحفاظ على مستوى جديد من الربحية في السوق على الرغم من الانخفاضات الحادة في أسعار النفط، ولتحقيق ذلك تركز على تنمية تجارتها من الزيوت ومواد التشحيم وتعتزم توسيع الشراكة والتعاون مع الشركاء في الخارج في ضوء ما تتمتع به من ثقة عالية في السوق».

من جهته، قال «مارفين آدم» مدير إدارة الموارد غير التقليدية في شركة «رويال داتش شل» العالمية للطاقة، إن «الطلب على الطاقة بكل أنواعها ومواردها سيرتفع تباعا في السنوات القادمة حتى النمو في استخدام الفحم الرخيص سيظل مستمرا على الرغم من أضراره البيئية وارتفاع نسبة الملوثات الناتجة عنه».

وأضاف «آدم» أن «رخص تكلفة الفحم ستظل ضاغطة نحو بقاء الاعتماد عليه حتى منتصف القرن إلا أن أزمة تغير المناخ ستجبر المنتجين في النهاية على التحول الكبير نحو الطاقات البديلة، وفي مقدمتها بالطبع الطاقة الشمسية».

وشدد على «ضرورة تطوير سياسات الطاقة في العالم مع التركيز على زيادة الاستفادة من الاحتياطيات الوفيرة من النفط والغاز الطبيعي جنبا إلى جنب مع تنمية مشروعات التقاط الكربون وتخزينه»، مؤكدا «ضرورة توحيد السياسات الدولية في مجال الطاقة والمناخ رغم صعوبة ذلك إلا أن مؤتمر باريس الأخير لمواجهة تغير المناخ يعد بداية تحرك دولي فعال في هذا المجال».

وفيما يتعلق بنمو الطلب على الطاقة، أكد «آدم» أنه «بحلول عام 2050 سيصل سكان العالم لأكثر من 9 مليارات نسمة، وكل يوم يولد أكثر من 200 ألف نسمة حول العالم، كما أن كل أسبوع ولمدة الـ 30 عاما المقبلة سيضاف إلى سكان العالم تعداد سكان مدينة متوسطة بحجم مدينة ليون الفرنسية».

وأشار إلى أن هذا «يعني حدوث طفرة واسعة في الطلب على أساسيات الحياة مثل الغذاء والماء والطاقة»، مضيفا إلى ذلك أن «ما يقرب من مليار شخص في المناطق النامية حول العالم ترتفع مستويات معيشتهم وينضمون إلى سوق للسيارات، والغسالات، والثلاجات وأجهزة الكمبيوتر التي يرونها في العالم المتقدم».

وأضاف «آدم» أن كل هذا الطلب المتزايد على موارد الطاقة «يحدث على كوكب الأرض الثابت الذي لا ينمو بالطبع مشيرا إلى ضرورة أن يتعامل المجتمع الدولي بشكل جيد وفعال مع قضية التنمية وأن يستعد جيدا لحالة من التوتر بين الناتج عن النمو السكاني في مقابل محدودية الموارد».

وأشار «رودولف هوبر» المختص والباحث البريطاني في شؤون الطاقة، إلى تراجع الإنتاج الأمريكي وزيادة الآمال في السوق بالسيطرة على فائض المعروض النفطي خاصة مع الاحتمالية الكبيرة لنجاح اتفاق تجميد الإنتاج وهو ما سيقود السوق إلى تعافي الأسعار بشكل جيد لتصل إلى أسعار متوسطة قبل نهاية العام الجاري.

وقال «هوبر» إن استخدام سوق النفط في الدعاية الانتخابية «أمر سيئ وغير مقبول»، في إشارة إلى تصريحات المرشح الأمريكي للرئاسة «دونالد ترامب» بشأن واردات بلاده النفطية إذا فاز بانتخابات الرئاسة الأمريكية، مؤكدا أن هذا الأمر «يصب في خانة خلط الأوراق ويشيع حالة من عدم الاستقرار في السوق النفطية».

وأعرب «هوبر» عن قناعته بأن مستويات الطلب العالمي خاصة القادمة من الصين ووسط آسيا ستحقق «طفرة واسعة في الفترة القادمة وستضيق الفجوة بين العرض والطلب، وربما لن نشهد حالة ارتفاعات قياسية في مستوى المخزونات النفطية التي حدثت على مدار الأيام القليلة الماضية».

وكانت أسعار النفط الخام قد استقرت في ختام تعاملات الأسبوع الماضي عند 41.50 دولار للبرميل، فيما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 39.68 دولار للبرميل، حيث ارتفعت أسعار برنت بمعدل 10 سنتات بينما تراجع الخام الأمريكي بنحو دولار للبرميل وهو ما يعد استقرارا مقارنة بالأيام السابقة التي شهدت تراجعا كبيرا.

وساعد على استقرار أسعار النفط صدور بيانات عن انخفاض جديد لعدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة حيث يصل العدد الإجمالي للحفارات الأمريكية قيد التشغيل في الوقت الحالي إلى 372 حفارا.

ووجهت قطر الدعوة رسميا إلى جميع الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، بالإضافة إلى الدول المنتجة الرئيسية من خارج المنظمة، لحضور الاجتماع النفطي الذي تقرر عقده بالدوحة يوم 17 أبريل/نيسان المقبل، بحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا).

وأوضح بيان صحفي صادر عن وزارة الطاقة والصناعة الثلاثاء الماضي، أنه تم التأكيد بالدعوة على أن الحاجة أصبحت ملحة لإعادة التوازن إلى السوق والتعافي إلى الاقتصاد العالمي، وأن الهدف من عقد الاجتماع هو اتفاق الدول المنتجة للنفط على تجميد إنتاجها من النفط عند مستويات شهر يناير/كانون ثان 2016، بهدف الحد من الفائض في المخزون العالمي بما يخدم مصالح جميع الأطراف المعنية.

وكانت السعودية وروسيا، أكبر مصدرين للنفط في العالم، اقترحتا الشهر الماضي تجميد إنتاج النفط عند مستويات يناير/كانون الثاني التي كانت قريبة من مستويات قياسية مرتفعة، بشرط أن يفعل المنتجون الآخرون الشيء نفسه.

  كلمات مفتاحية

أسعار النفط تجميد الإنتاج اجتماع الدوحة المخزونات الأمريكية مستويات الطلب

«المزروعي» يؤكد مشاركة الإمارات في اجتماع منتجي النفط في الدوحة

«سابك» تتوقع وصول أسعار النفط إلى 60 دولارا للبرميل بنهاية 2016

هبوط أسعار النفط بعد إرتفاع المخزونات الأمريكية

قطر تدعو الدول المنتجة للنفط للمشاركة في اجتماع الدوحة

«أوبك» تتوقع انضمام إيران إلى الدول الداعية لتثبيت إنتاج النفط

وزير النفط العماني: سنشارك في اجتماع الدوحة النفطي

النفط يرتفع مع صعود «وول ستريت» وتراجع الدولار

النفط يستعيد رونقه.. والذهب يربح أكثر من 171 دولارا

مصدر: توقعات بتخفيض «أرامكو» سعر بيع خامها الخفيف لآسيا في مايو