أكد السفير المصري لدى السعودية «ناصر حمدي» أن الزيارة المرتقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى مصر ستدفع لانطلاقة جديدة بين البلدين، وستغلق الباب أمام المشككين في العلاقات الثنائية وستلجم أفواه المتشدقين.
وجدد في حوار أجرته معه صحيفة «عكاظ» السعودية التأكيد على العلاقة بين السعودية ومصر واصفا إياها بـ «فوق الممتازة» وأنها تسير بخطى متسارعة تزداد متانة وقوة يوما بعد يوم.
وأوضح أن التشابه في التوجهات بين السياستين السعودية والمصرية يؤدي إلى التقارب إزاء عدد من المشكلات والقضايا الدولية، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة تطورا ملحوظا في المجالات كافة.
وقال إن الشعب المصري يتطلع لزيارة الملك سلمان التي تعكس مكانة الدولتين وعمق العلاقات التاريخية، خصوصا أنها تأتي في إطار إدراك القيادتين المصرية والسعودية لحجم التحديات والمخاطر التي تمر بها المنطقة العربية باعتبار أنهما صمام أمان منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن الزيارة ستدفع لانطلاقة وآفاق جديدة بين البلدين، مشيرا إلى أنه منذ إعلان القاهرة بدأ أعمال المجلس التنسيقي السعودي - المصري، والاجتماعات الخمسة تم وضع أطر تعاقدية لانطلاقة جديدة للدولتين على المستوى السياسي والاقتصادي والإستراتيجي إضافة إلى التعاون العسكري.
ومن المتوقع أن تتمخض الزيارة عن بحث سبل تعزيز التعاون باعتبار مصر والسعودية أساس استقرار المنطقة، وتوقيع نحو 14 اتفاقية تقريبا في مختلف المجالات، بحسب السفير المصري.
وحول أهمية تنسيق المواقف تجاه الحملة الموجهة ضد المملكة ومصر من بعض الدول والجماعات المتطرفة، قال: أشيد بموقف الملك سلمان باستجابته لدعوة الرئيس السيسي لتنمية وتعمير سيناء للقضاء على ما يحدث هناك من ممارسات إرهابية. كما أن هناك تنسيقا على مستوى عال بين المسؤولين في تبادل المعلومات. ويعلم الجميع أن القيادتين تدركان جيدا حجم المخاطر المحدقة بالمنطقة، خصوصا أن مصر أكبر دولة شاركت في مناورات «رعد الشمال» بعد السعودية تأكيدا للالتزام بأمن الخليج، وموقفها ثابت تجاه أمن الخليج باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، ومشاركتها في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والوقوف إلى جانب السعودية ضمن التحالف العربي لإعادة الشرعية في دولة اليمن الشقيق، وما يؤكد ذلك حضور رئيس الأركان المصري في اجتماع رؤساء هيئة الأركان في دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي عقد أخيرا في الرياض.
وتابع قائلا «الفترة الماضية شهدت انطلاقة جديدة حققت قفزات كبيرة، من خلال المساهمة في تنمية سيناء وتطوير مستشفى القصر العيني ودعم الصناعات المتوسطة والصغيرة والشباب، وتلك المشاريع تعكس عمق العلاقة ودعم المملكة لاستثمار مصر وتنمية اقتصادها.
وزاد أن المجلس التنسيقي سيسهل التعاون بين البلدين خلال الفترة القادمة مثل عدم الازدواج الضريبي والاستثمار، إضافة إلى أن الأطر التعاقدية ستفتح الباب أمام المستثمر السعودي لضخ استثمارات جديدة. وحول قيمة الاستثمارت السعودية في مصر قال إن السعودية أكبر دولة عربية مستثمرة في مصر، وقيمة مساهماتها في المشاريع التنموية نحو 5.7 مليار دولار، بما يمثل نحو 27% من إجمالي استثمارات الدول العربية في مصر.
