صرح وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، اليوم الثلاثاء، بأن بلاده لم تغلق ملف الطالب الإيطالي «جوليو ريجيني» وأن التعاون سيظل قائما مع إيطاليا، لافتا إلى أن القاهرة ستوافي روما بكافة المعلومات المطلوبة في التحقيقات.
وقال «شكري» خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البروندي، إن بلاده استجابت لكافة طلبات الجانب الإيطالي سوى طلب واحد يتعارض مع الدستور المصري وتم رفضه لاعتبارات قانونية.
وكان النائب العام المساعد «مصطفى سليمان»، كشف أن اجتماع روما بين المحققين المصريين والإيطاليين، الأسبوع الماضي، بشأن حادثة مقتل «ريجيني»، فشل بسبب رفض بلاده طلب الجانب الإيطالي، سجل مكالمات مواطنين مصريين.
وعبر «شكري» عن رغبة القاهرة في توافر الشفافية في قضية الطالب الإيطالي، لافتا إلى أن الأمر سيأخذ وقتا طويلا.
ووصف «شكري» خلال المؤتمر، التعاون مع إيطاليا في تلك القضية بـ«الاستثنائي».
وكانت الخارجية الإيطالية قد استدعت سفيرها لدى مصر مطلع الأسبوع الجاري، للتشاور معه بشأن قضية مقتل «ريجيني»، وهي الخطوة أزعجت السلطات المصرية، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وأعنت روما على لسان «لويجي مانكوني»، رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الإيطالي، فشل اجتماع المحققين والمسؤولين الأمنيين المصريين والإيطاليين، حول واقعة مصرع «ريجيني»، الذي عثر عليه قتيلا بالعاصمة المصرية القاهرة، في فبراير/شباط الماضي.
ووفق السفارة الإيطالية، فإن الشاب والباحث الإيطالي «جوليو ريجيني» (28 عاما)، كان موجودا في القاهرة منذ سبتمبر/أيلول الماضي، لتحضير أطروحة دكتوراة حول الاقتصاد المصري، واختفى مساء 25 يناير/كانون الثاني الماضي، في حي الدقي بالجيزة، حيث كان لديه موعد مع أحد المصريين، قبل أن يعثر عليه مقتولا في 3 فبراير/شباط الماضي.
من جهة أخرى، طالبت رئيسة البرلمان الإيطالي «لاورا بولدريني»، أمس الاثنين، بتدخل أوروبي للكشف عن ملابسات مصرع ريجيني.
ويأتي ذلك بعد توتر بين القاهرة وروما بسبب القضية، وعدم اقتناع السلطات الإيطالية بأي من الروايات المصرية.
وقالت «بولدريني» للتلفزيون الرسمي: «لقد تم قتل جوليو ريجيني، وحملت جثته علامات تعذيب واضحة، أعتقد أن حقوق المواطنة الأوروبية يجب أن تمارس حتى في هذه الحالة، أي عندما يتم التعامل مع مواطن أوروبي على هذا النحو، وأكدت أن على أوروبا الدفاع عن ضرورة الكشف عن الحقيقة في مثل هذه القضية».
يأتي ذلك بعد توتر الوضع بين إيطاليا ومصر، وتهديد روما باتخاذ إجراءات أخرى ضد القاهرة بسبب عدم تقديم الأدلة المفصلة لمعرفة حقيقة مقتل مواطنها «ريجيني» فيها.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية «أحمد أبو زيد» في بيان إن الوزير «سامح شكري» قال -في اتصال هاتفي مع نظيره الإيطالي- إن إجراء روما الأخير يثير علامات استفهام، خصوصا في ما يتعلق بالتعاون بين فرق التحقيق، وعبر عن الانزعاج من التوجه السياسي الذي بدأ يسلكه التعامل مع هذا الملف.
هذا، وترفض السلطات الإيطالية جميع الروايات التي قدمها المحققون المصريون، ومنها تعرض الطالب لحادث سير، وجريمة شنيعة، وتسوية حسابات شخصية.