وقع «صندوق قطر للتنمية» و«البنك الاسلامي للتنمية» على اتفاقية مع «مؤسسة بيل وميليندا غيتس»  لتأسيس صندوق تنموي جديد برأس مال 2.5 مليار دولار، ويستهدف تحسين أوضاع الشعوب الفقيرة في الدول الإسلامية.

الاتفاق جرى توقيعه، اليوم الأربعاء، في العاصمة القطرية الدوحة؛ وتضمن تأسيس صندوق تنموي تحت اسم «صندوق العيش والمعيشة»، وهدفه توفير قروض ميسّرة إلى 30 دولة هي الأقل نمواً بين الدول الأعضاء في «منظمة المؤتمر الإسلامي»، حسب صحيفة «الشرق» القطرية.

وكبداية ساهم في رأس مال الصندوق «صندوق قطر للتنمية» بـ50 مليون دولار و«والبنك الإسلامي للتنمية» بـ 100 مليون دولار و«مؤسسة بيل وميليندا غيتس» بـ100 مليون دولار.

و«صندوق قطر للتنمية» هو المؤسسة المكلّفة بتنسيق وتنفيذ مشاريع المساعدات التنموية الخارجية بالإنابة عن دولة قطر.

وتعليقا على الاتفاق الجديد، قال الملياردير الأمريكي «بيل جيتس»، الرئيس المشارك لـ«مؤسسة بيل وميليندا غيتس»، إن «التعاون بين صندوق قطر للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية، خطوة رائدة في مساعدة الفقراء»، مشيدا بدور دولة قطر في مكافحة الفقر والمرض، والعمل على تنمية الإنسان في مختلف مناطق العالم، داعيا جميع الدول أن تحذو حذوها.

وأضاف «بيل غيتس»: «قطر سخية جدا في المساعدات التنموية بمناطق مختلفة من العالم، سواء في جهودها لتحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية، أم ما تقدمه من مساعدات إنسانية وإغاثية في جميع أنحاء المعمورة».

واعتبر أن مساهمة «صندوق قطر للتنمية» في «صندوق العيش والمعيشة» تثبت «الدور الرائد لدولة قطر في تحسين أوضاع الشعوب الفقيرة في المنطقة، من خلال الاستثمار في قطاع الصحة والزراعة والبنية التحتية».

وحول الصندوق التنموي الجديد، قال«بيل غيتس»: «حين نبدأ العمل نهاية هذا العام، نكون قد جمعنا 250 مليون دولار، وحين نحصل على بقية المبلغ المرتقب (مليارين ونصف المليار) سنقوم بالكثير من الأعمال في مختلف الدول الإسلامية، حيث يعاني أغلبية السكان المسلمين 40 % منهم الفقر وسوء التغذية، مثل نيجيريا وباكستان واليمن وغيرها، فنحن نحاول الدخول إلى مثل هذه الدول، والعمل على رفع مستوياتهم المعيشية».

وأوضح أن المشاريع التي سيموّلها الصندوق الجديد «تهدف الى دعم الناس الأكثر فقراً؛ عبر التركيز على تحسين قطاع الصحة، وزيادة إنتاجية الزراعة، وبناء البنية التحتية الأساسية، ومن خلال كل هذه الاستثمارات، يشكّل هذا الصندوق معبراً لتحقيق الازدهار والاكتفاء الذاتي في العالم الإسلامي».

من جانبه، أعرب «خليفة بن جاسم الكواري»، المدير العام لـ«صندوق قطر للتنمية»، عن سعادته بالمساهمة بمبلغ 50 مليون دولار أمريكي، كبداية لهذا المشروع المبتكر والرائد، «الذي سيدعم ملايين الناس للخروج من حالة الفقر في الدول الإسلامية، التي هي بأمسّ الحاجة للمساعدة».

وقال أن «صندوق العيش والمعيشة» يهتم بقطاعات الصحة والزراعة والقروض الميسرة والبنية الأساسية،والتحتية الخاصة بهذه القطاعات.

وأضاف: «الصندوق يهدف للوصول إلى الدول الأقل نموا في منظمة التعاون الإسلامي، وهي 30 دولة منتشرة في آسيا وأفريقيا».

بدوره، أوضح «أحمد محمد علي المدني»، رئيس مجموعة «البنك الإسلامي للتنمية»، أن «صندوق العيش والمعيشة» لا يزال العمل عليه قائماً؛ حيث يتم حاليا مراجعة دراسات الجدوى الخاصة به، ومناقشة التفاصيل النهائية، استعداداً لانطلاقه مع بداية العام المقبل.

وأضاف: «التعاون في هذا المشروع يستهدف الوصول إلى 2.5 مليار دولار أمريكي» خلال السنوات الخمس المقبلة، وستم توجيهها في شكل قروض ميسرة تصرف على مجالات التنمية البشرية والصحة والزراعة والقروض الميسرة في البلدان الإسلامية الأقل نمواً.