التوترات السعودية الإيرانية تجهض اتفاق تثبيت إنتاج النفط

الاثنين 18 أبريل 2016 05:04 ص

انهار اتفاق لتثبيت إنتاج النفط بين الدول المنتجة في منظمة «أوبك» وخارجها، أمس الأحد، بعد أن طالبت السعودية بأن تشارك إيران رغم مناشدات بأن تنقذ الرياض الاتفاق للمساعدة في رفع أسعار الخام.

وسيجدد ذلك مخاوف قطاع النفط من حرب على الحصة السوقية بين كبار المنتجين، لاسيما بعد أن هددت الرياض بزيادة كبيرة في الإنتاج في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

واجتمعت نحو 18 دولة من أعضاء منظمة أوبك ومن خارجها، صباح أمس، في العاصمة القطرية الدوحة؛ لإقرار اتفاق كان قيد الإعداد منذ فبراير/شباط لتثبيت إنتاج الخام عند مستويات يناير/كانون الثاني الماضي وذلك حتى أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

لكن السعودية أكبر منتج في «أوبك» أبلغت الحاضرين أنها ترغب في مشاركة جميع أعضاء «أوبك» في اتفاق التجميد، بما في ذلك إيران التي غابت عن المحادثات.

وفي وقت سابق، أعلنت إيران رفضها تثبيت الإنتاج؛ سعيا لاستعادة حصتها السوقية بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها في يناير/كانون الثاني الماضي.

وبعد خمس ساعات من النقاشات المضنية بخصوص طريقة صياغة البيان الختامي - بما في ذلك سجالات بين السعودية وروسيا - أعلن الوفود والوزراء عدم التوصل إلى اتفاق.

وقال وزير الطاقة القطري، «محمد السادة» للصحفيين: «خلصنا إلى حاجتنا جميعا للوقت من أجل مزيد من التشاور».

وقالت عدة مصادر في «أوبك» إنه إذا وافقت إيران على المشاركة في تثبيت الإنتاج خلال اجتماع المنظمة القادم المقرر له يوم الثاني من يونيو/حزيران فستستأنف المحادثات مع المنتجين من خارج المنظمة.

موقف سعودي متشدد

وقد يؤدي عدم التوصل لاتفاق إلى انهيار تعافي أسعار النفط في الفترة الأخيرة.

وقال «أبيشك ديشباندي»، محلل سوق النفط في «ناتكسيس»: «في ظل عدم التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع الدوحة من المرجح أن تتضآل ثقة السوق في قدرة (أوبك) على أخذ إجراء معقول لضبط المعروض؛ وهو ما سيدفع أسواق النفط للتراجع بالتأكيد حيث كانت توقعات التوصل إلى اتفاق من بين أسباب موجة صعود الأسعار».

وأضاف: «بدون اتفاق يتأخر احتمال تحقيق التوازن بالأسواق إلى منتصف 2017. سنرى مضاربين كثيرين يتخارجون في الأسبوع القادم».

وارتفع سعر خام برنت إلى حوالي 45 دولارا بزيادة 60 بالمئة عن يناير/كانون الثاني الماضي؛ بسبب التفاؤل بأن يخفف الاتفاق الذي كان مأمولا أن يتوصل إليه اجتماع الدوحة، أمس، تخمة المعروض من الخام التي هوت بالأسعار من مستوى 115 دولارا منتصف 2014.

وقالت «أمريتا سين» من «إنرجي أسبكتس» إن أسعار النفط قد تنزل عن 40 دولارا، اليوم الإثنين في رد فعل تلقائي على نتيجة الاجتماع.

وأضافت: «في حين أن عدم الاتفاق على التجميد في اجتماع الدوحة لن يؤثر سلبا على التوازنات القائمة - لأن إيران هي في حقيقة الأمر البلد الوحيد الذي من المرجح أن يزيد الإنتاج زيادة كبيرة - فإن له تأثيرا سلبيا ضخما على المعنويات وبخاصة بعد كل الدعاية التي أحاطت بالصفقة».

وتأخذ السعودية موقفا متشددا من إيران عضو «أوبك» الوحيد الرافض للمشاركة في التجميد.

كان ولي ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، أبلغ وكالة «بلومبرغ» الأمريكية المتخصصة في اخبار المال والأعمال، أن المملكة قد ترفع الإنتاج سريعا، وأنها لن تكبح إنتاجها ما لم توافق إيران على التجميد.

وأمس السبت، قال وزير النفط الإيراني، «بيجن زنغنه»، إن على المنتجين من «أوبك» وخارجها أن يقبلوا حقيقة عودة إيران للسوق النفطية.

وأضاف: «إذا ثبتت إيران إنتاجها النفطي؛ فلن تستفيد من رفع العقوبات عنها».

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران قطر اجتماع الدوحة النفط أسعار النفط الدوحة

مسودة جديدة لاجتماع الدوحة تنص على ضرورة مشاركة جميع أعضاء «أوبك»

بدء اجتماع الدوحة النفطي.. والسعودية تصر على مشاركة إيران في الاتفاق

مسودة اجتماع الدوحة تقضي بتجميد إنتاج النفط إلى أكتوبر

رسميا.. وزير النفط الإيراني لن يشارك في اجتماع الدوحة

خبير يتوقع توصل اجتماع الدوحة لحل وسط بشأن تجميد إنتاج النفط

أسعار النفط تهبط بعد فشل اجتماع الدوحة في التوصل لاتفاق

مراقبون: «ناياك» لوبي إيراني بأمريكا يعمل ضد السعودية

عمان تعرض التدخل لتقليص الخلاف بين السعودية وإيران بشأن تجميد إنتاج النفط

هبوط صادرات النفط السعودية في فبراير إلى 7.55 مليون برميل يوميا

السعودية أقل دول العالم في تكلفة إنتاج النفط

إيران: تصرفات النظام السعودي تجاوزت مستوى الشر وبلغت «حد الجنون»

العقوبات الاقتصادية تعوق عودة المستثمرين إلى إيران

الشقاق بين السعودية وإيران يعرقل استراتيجية الأمد الطويل لأوبك