قال وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري»، إن لدى روسيا عدد من المصالح في سوريا، مؤكدا على أهمية دفعها باتجاه التوصل إلى حل سياسي إذا أرادت تفادي ما وصفه بـ«المستنقع السوري».
جاء ذلك في مقابلة لـ«كيري» مع شبكة CNN حيث قال: «روسيا تتصيد الحل السياسي الذي تريده في سوريا، ولا يعني هذا بالضرورة أن تلك معادلة يمكن العمل بها، ونحن نفهم ذلك جيدا، ولكن ما كان بإمكاننا التوصل إلى وقف إطلاق للنار المبدئي دون روسيا، وذلك أدى إلى إنقاذ آلاف الأرواح، حرفيا».
وردا على سؤال حول ما الذي يدفع الوزير للاعتقاد بأن روسيا شركاء بالفعل فيما يتعلق بوقف إطلاق النار بسوريا والتوصل إلى حل سياسي في الوقت الذي هم فيه شركاء لرئيس النظام «بشار الأسد»؟، قال «كيري»: «هل هذا الوضع مثالي؟ لا، هل هناك مشاكل أخرى يجب العمل عليها؟ نعم، هذه حرب امتدت لخمسة أعوام، وفي الحقيقة هي أكثر من حرب».
وتابع: «لدى روسيا مصلحة في عدم انغماسها بسوريا، ولديها مصلحة أيضا في عدم التحول إلى هدف بالنسبة للعالم السني بأكمله ويطاردها كل جهادي في المنطقة».
وأضاف «كيري»: «روسيا لديها مصلحة جوهرية -هذا مكلف للغاية، والاقتصاد الروسي لا يتصاعد ولديهم تحديات أخرى- ما أعنيه هو أن لدى روسيا الكثير على الطاولة، وإذا أرادت روسيا حقا تفادي المستنقع في سوريا فإن عليهم إيجاد حل سياسي في البلاد».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الثلاثاء، أن القوى الدولية ستجتمع لمناقشة الأزمة السورية في فيينا في 17 مايو/أيار الجاري، وسط اندلاع القتال أخيرا ما هدد بعرقلة جهود السلام.
وصرحت متحدثة باسم الوزارة بأن وزير الخارجية «سيرغي لافروف» يخطط للمشاركة في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلدا والذي سيعقد في العاصمة النمساوية الأسبوع المقبل.
وتقود موسكو -الداعم الرئيسي لرئيس النظام السوري «بشار الأسد»- حملة دبلوماسية لحل النزاع بوصفها رئيس المجموعة الدولية لدعم سوريا بالشراكة مع الولايات المتحدة.
وتعهدت واشنطن وموسكو، أول أمس الاثنين، في بيان مشترك بمضاعفة الجهود لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ خمس سنوات.
وهدد تصاعد القتال في حلب بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 فبراير/شباط الماضي، بوساطة روسيا والولايات المتحدة، وهو اتفاق أحيا الآمال بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 270 ألف شخص.
والمجموعة الدولية لدعم سوريا مؤلفة من 17 بلدا ومنظمة من بينها «الأمم المتحدة»، إلا أنها لا تشمل أطرافا من داخل سوريا.
وبدأت المجموعة اجتماعاتها العام الماضي في إطار المساعي السياسية الدولية لإنهاء الأزمة السورية.